[ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Feb 2005, 03:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن معنى: {نُنْسِهَا} في قول الله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:106): نؤخرها عندنا فلا ننزلها، وأن معنى الآية على هذا: أن ما ننسخه من الآيات التى أنزلناها، أو نؤخر نزوله من الآيات التى ننزلها بعد (نأت بخير منها أو مثلها)؛ فكما أنه يعوضهم من المرفوع يعوضهم من المنتظر الذي لم ينزله بعد إلى أن ينزله. فإن الحكمة اقتضت تأخير نزوله فيعوضهم بمثله، أو خير منه في ذلك الوقت إلى أن يجيء وقت نزوله، فينزله أيضاً مع ما تقدم، ويكون ما عوضه مثله أو خيراً منه قبل نزوله.
ثم بنى على هذا حكماً آخر، وهو أن ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله.
قال رحمه الله: (و قد تضمن هذا أن كل ما أُخر نزوله فلابد أن ينزل قبله ما هو مثله أو خير منه، وهذا هو الواقع؛ فإن الذي تقدم من القرآن نزوله لم ينسخ كثير منه خيرٌ مما تأخر نزوله، كالآيات المكية فإن فيها من بيان التوحيد والنبوة و المعاد وأصول الشرائع ما هو أفضل من تفاصيل الشرائع كمسائل الربا والنكاح والطلاق وغير ذلك؛ فهذا الذي أخره الله مثل آية الربا فإنها من أواخر ما نزل من القرآن وقد روى أنها آخر ما نزل وكذلك آية الدين والعدة والحيض، ونحو ذلك قد أنزل الله قبله ما هو خير منه من الآيات التى فيها من الشرائع ما هو أهم من هذا، وفيها من الأصول ما هو أهم من هذا.
ولهذا كانت سورة الأنعام أفضل من غيرها، وكذلك سورة يس، ونحوها من السور التى فيها أصول الدين التى اتفق عليها الرسل كلهم صلوات الله عليهم؛ ولهذا كانت (قل هو الله أحد) مع قلة حروفها تعدل ثلث القرآن؛ لأن فيها التوحيد؛ فعلم أن آيات التوحيد أفضل من غيرها.
وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى: ? و لقد آتيناك سبعاً من المثاني و القرآن العظيم ?، وقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال (هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته)، وسورة الحجر مكية بلا ريب وفيها كلام مشركي مكة و حاله معهم؛ فدل ذلك على أن ما كان الله ينسأه فيؤخر نزوله من القرآن كان ينزل قبله ما هو أفضل منه.
و (قل يا أيها الكافرون) مكية بلا ريب، وهو قول الجمهور، وقد قيل إنها مدنية وهو غلط ظاهر.
وكذلك قول من قال الفاتحة لم تنزل إلا بالمدينة غلط بلا ريب، ولو لم تكن معنا أدلة صحيحة تدلنا على ذلك لكان من قال إنها مكية معه زيادة علم ... ) إلى آخر كلامه في مجموع الفتاوي ج:17 ص: 188 - 191
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Feb 2005, 05:39 م]ـ
الأخ الدكتور العبيدي المحترم
هل هناك من العلماء من شارك المرحوم إبن تيمية هذا الرأي؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Feb 2005, 07:14 ص]ـ
لم أجد من ذكر هذا الرأي غير الإمام ابن تيمية رحمه الله ...
وما أدري؛ هل لمشايخنا الكرام تعليق على هذا الرأي؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 Feb 2005, 05:36 م]ـ
الظاهر يقتضي ان المتأخر فى النزول افضل من المتقدم ...... لا العكس ...
الناسخ بالضرورة متأخر على المنسوخ ....... والله تعالى .... ضمن للناسخ ... ان يكون خيرا من المنسوخ .... او على الاقل لا يقل عن درجة المنسوخ فى الفضل ... باختصار اقصى درجات المنسوخ ان يكون فى مرتبة الناسخ ...... اما الناسخ فأدنى درجاته ان يعادل المنسوخ .... فثبتت افضلية الناسخ ...
وما قاله الشيخ ابو مجاهد:"ويكون ما عوضه مثله أو خيراً منه قبل نزوله.ثم بنى على هذا حكماً آخر، وهو أن ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله."هو مشكل عندى ...
ـ[موراني]ــــــــ[28 Feb 2005, 10:07 م]ـ
قاعدة ابن تيمية لا تعتبر قاعدة عامة بل هي تتركز على مسألة الناسخ والمنسوخ فحسب كما يبدو لي.
فمن هنا ليس هناك أي مشكل في هذه القاعدة لديه.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 Feb 2005, 10:42 م]ـ
د. موراني ....
هذه القاعدة لا تستقيم .... للاعتبارات التالية:
الناسخ متأخر عن المنسوخ .... ضرورة ... لان النسخ هو رفع حكم سابق ..
الناسخ ليس له الا ثلاث أحوال ... :
ان يكون مساويا .... للمنسوخ
ان يكون افضل من المنسوخ ...
ان يكون ادنى من المنسوخ ...
الاحتمال الاخير غير وارد فى هذه الشريعة الحكيمة ..
الاحتمالان الممكنان شرعا .. هما الاول والثاني ... وهذا هو منصوص الآية ... ولزم من ذلك ان يكون المتأخر نزولا ... افضل من المتقدم ...
لكن هل يتحدث ابن تيمية .. عن الناسخ والمنسوخ ام انه يقصد امرا آخر لم ألحظه ..
ـ[موراني]ــــــــ[28 Feb 2005, 11:18 م]ـ
أبو عبد المعز
لك حق! في طبيعة الحال , فأنا أسرعت في الحكم.
اذا , ماذا أراد ابن تيمية بهذا القول؟
¥