[الا بحبل من الله وحبل من الناس]
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[20 Feb 2005, 09:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ايها الاخوة واعتذر على طول الغياب لكني انشغلت بظروف والله المستعان والحمدلله ها انذا اعود الى الاخوة والمشايخ الفضلاء
بارك الله فيكم في قوله تعالى الا بحبل من الله وحبل من الناس
وهي في وصف اليهود والاية في سورة ال عمران
السوال احسن الله اليكم هل ورد اثر عن السلف رحمهم الله ان حبل من الناس تاتي بمعنى التحالفات مع اليهود ودعمهم المادي وما الى ذلك
الباعث على السؤال وفقكم الله انه استدل احد الاخوة بان مساعدة الغرب لليهود في هذا العصر قد تحمل على الاية
اسال الله ان يثيبكم على جهدكم
اخوكم
طلال العولقي
ـ[أبو زينب]ــــــــ[20 Feb 2005, 02:16 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم طلال
بحثت حسب اجتهادي المتواضع فلم أعثر على قول يؤيد ما استدل به محاورك و لكني وجدت تفسيرا لأحد المعاصرين وهو ابن عاشور صاحب التحرير و التنوير فيه إشارة إلى ذاك المعنى. إذ يقول - رحمنا الله و إياه -:
وقوله {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} الحبل مستعار للعهد، وتقدّم ما يتعلق بذلك عند قوله تعالى {فقد استمسك بالعروة الوثقى}
في سورة البقرة (256) وعهد الله ذمّته، وعهد النَّاس حلفهم، ونصرهم، والاستثناء من عموم الأحوال وهي أحوال دلّت عليها الباء التي للمصاحبة. والتَّقدير: ضربت عليهم الذلّة متلبِّسين بكُلّ حال إلاّ متلبّسين بعهد من الله وعهد من النَّاس، فالتَّقدير: فذهبوا بذلّة إلاّ بحبل من الله.
والمعنى لا يسلمون من الذلّة إلاّ إذا تلبَّسُوا بعهد من الله، أي ذمّة الإسلام، أو إذا استنصروا بقبائل أولى بأس شديد، وأمّا هم في أنفسهم فلا نصر لهم. وهذا من دلائل النُّبوّة فإنّ اليهود كانوا أعزّة بيثربَ وخيبر والنضير وقريظة، فأصبحوا أذلّة، وعمَّتهم المذلّة في سائر أقطار الدنيا.
اهـ
هذا في انتظار ما سيضيفه الإخوة بإذن الله.
و الله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 Feb 2005, 08:44 م]ـ
أبا زينب
السلام عليكم
الطبري يريد أن تكون الذلة مضروبة عليهم على الدوام--ففسر الآية تفسيرا كان موضع تقد من الرازي
قال الطبري ((ولكن القول عندنا أن الباء في قوله: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ ?للَّهِ} أدخلت لأن الكلام الذي قبل الاستثناء مقتض في المعنى الباء، وذلك أن معنى قولهم: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ?لذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُواْ}: ضربت عليهم الذلة بكل مكان ثقفوا، ثم قال: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ ?للَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ?لنَّاسِ} على غير وجه الاتصال بالأول، ولكنه على الانقطاع عنه، ومعناه: ولكن يثقفون بحبل من الله وحبل من الناس،:))
أرأيت مقصوده--فقد كانت " إلا" عنده بمعنى " لكن" أي أن الذلة مضروبة عليهم في كل الأمكنة وفي كل الأزمنة وهم يثقفون بحبل من الله وحبل من الناس المؤمنين--وهو يؤكد أن هذه هي صفتهم دائما
وكان الرازي قد انتقد قول الطبري بقوله ((واعلم أن هذا ضعيف لأن حمل لفظ {إِلا} على (لكن) خلاف الظاهر،))
فما رأيك أيها الأخ الفاضل؟
ـ[أبو زينب]ــــــــ[23 Feb 2005, 03:37 م]ـ
أخي جمال رعاه الله
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أظن أن ما ذهب إليه الطبري و القرطبي رحمهما الله في تفسيريهما راجع إلى واقعهما آنذاك. و هذا ما جعلهما يفسران حرف إلا بمعنى لكن أي أنه حرف استثناء منقطع لا متصل.
فلو عاش الطبري رحمه الله بيننا اليوم لكان له رأي آخر. إذ أن واقعنا يشهد أن اليهود ليسوا الآن في ذلة بل في علو و استكبار و هذا مصداق قوله تعالى في سورة الإسراء {و قضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين و لتعلن علوا كبيرا} الآية 4
و قد رد ابن عاشور رحمه الله و إيانا على من فسر حرف إلا بـ لكن في قوله تعالى " و ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ". فراجعه إن شئت.
وفقنا الله و إياك إلى ما يحب و يرضى.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Feb 2005, 04:30 م]ـ
أخي أبا زينب
وفقك الله ورعاك
أظن أنهم في ذلة ما بعدها ذلة--فهم استحقوا كراهية واستصغار كافة الشعوب--والشعوب كلها تخلصت منهم بافتعال كيان لهم
ويكفي أن كيانهم عالة على المساعدات الخارجية--وهذه هي المسكنة
وإذا كان إبن عاشور لا يريد أن يفسر الإستثناء كما فسره الطبري فما يمكن له أن يفعل مع هذه الآية التي تتناول ضرب الذلة والمسكنة عليهم -قال تعالى ((وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)) البقرة 61
لاحظ دون أي إستثناء في هذه الآية --والقرآن يفسر بعضه بعضا---فكيف يمكن أن نجمع بين كونه لم يستثن في آية البقرة
واستثنى في آية آل عمران (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)
أنتظر توضيحك
¥