[كثرة كتب التفسير هذه الأيام!! ..]
ـ[كادح]ــــــــ[30 Nov 2004, 09:10 م]ـ
بسم الله ..
ترددت في طرح هذا الموضوع ..
وقد طرحته .. وأرجو أن يكون نفعه أكبر من إثمه ..
في وقتنا المعاصر .. كثرت كتب التفسير .. خصوصا المختصرات ..
هناك "أيسر التفاسير" للجزائري و "تيسير الكريم المنان" للسعدي و "زبدة التفسير" للأشقر و"التسهيل لتأويل التنزيل" للعدوي و"التفسير الوجيز" لوهبة الزحيلي .. وتجد في أرفف المكتبات في كل حين دكتور أو أستاذ ألف تفسيرا مختصرا جديدا ووضع له اسما جميلا .. ولعل القارئ اطلع على أزيد من ذلك ..
في العصور المتقدمة هناك تفاسير: كالجلالين والتسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي ومختصر الطبري لابن صمادح ..
تبدو في نفس الحجم وكتبت لنفس المقصد ..
لم لا يقرر أحدها ليكون منهجا في المدارس والمعاهد؟! ..
أليس هناك تضخيم للمكتبة الإسلامية بكتب غيرها كان أجدى وأنفع وأبرك؟! ..
أما قيل أن كلام السلف قليل كثير البركة ..
الكتب التي ذكرتها في البداية متفاوتة ولا شك ..
وهي مأخوذة من أعمدة كتب التفسير التي هي في متناول الجميع ..
فيها زيادات وتصرفات حسنة .. وفيها أيضا نقلا من تفاسير سابقة دون أي تصرف .. ما يجعلها عادية في وضعها ..
هنا رسالة لمن تحدثه نفسه بوضع تفسير جديد ليست مني وإنما من الحافظ ابن العربي المالكي ..
قال ابن العربي في مقدمة "العارضة": "ولا ينبغي لحصيف أن يتصدى إلى تصنيف أن يعدل عن عرضين: إما أن يخترع معنى أو يبتدع وصفا ومتنا، حسب ما قررناه في قانون التأويل، وربطناه في التحصيل من الجمل والتفصيل، وما سوى هذين الوجهين فهو تسويد الورق والتحلي بحلية السرق"
ثم قال: "فأما إبداع المعنى فهو أمر معون في هذا الزمان فإن العلماء قد استوفوا الكلم ونصبوا على كل مشكل العلم ولم يبق إلا خفايا في زوايا لا يتولجها إلا من تبصر معاطفها واستظهر لواطفها".
لا أدعو لقفل باب الاجتهاد .. والاستباط .. فلعل أحدا يأتي ويفتح الله عليه ويكرمه بمعاني وأسرار لم تظهر لمن قبله .. وكم ترك الأول للآخر ..
ولكن تأليفا بطريقة "القص واللصق" ..... ؟!! ..
كذلك فإنني لا أوافق العقلانيين كالعقلاني جمال البنا - وهو ابن حسن البنا رحمه الله - الذي طالب بإلغاء كل كتب التفسير!! أو كالأهبل محمد أركون الذي يزعم أن حكايات القرآن لا يمكن أن تفهم إلا بعد التحليل التاريخي السيولوجي والبسيكولوجي اللغوي!!! ..
ولكن أليس أولى من تسويد الورق وتكديس الأرفف طباعة وتحقيق الجيد والأجود .. ؟! ..
خاتمة:
جاء في "الرسالة المستطرفة": ذكر العلماء أن الإمام ابن أبي ذئب - معاصر الإمام مالك وبلديه - قد صنف موطأ أكبر من موطأ مالك، حتى قيل لمالك: ما الفائدة في تصنيفك؟ فقال: ما كان لله بقي.
والله تعالى أعلم ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Dec 2004, 02:26 م]ـ
الأخ الكريم كادح وفقه الله لكل خير ..
ما ذكرته بارك الله فيك دالٌّ على حمية لكتاب الله تعالى وللمكتبة الإسلامية أسأل الله لك السداد ..
لكنني أحب أن أضيف ما يلي:
1 - من حق كل عالم أن يؤلف ما يرى فيه مصلحة لنفسه في آخرته أو للناس في دينهم، ولا يمكن لأحد أن يحجر على أحد في التأليف ممن يصلح لذلك.
2 - ليس الجمع والاختصار معيباً في التأليف بل هو أحد طرق التأليف منذ العهود الأولى للكتب الإسلامية. وقد حفظت كتب المختصرات علوماً كثيرة ومعارف عن أصول مفقودة.
3 - لا يصح في جانب الاستدراك والاعتراض استخدام عبارات ليس فيها نقد علمي بل المنبغي الترفع عن ذلك.
4 - أعتقد أن المؤلفين يكمل بعضهم بعضاً فمن مختصر إلى جامع إلى مستدرك إلى مبتدع علمٍ وفن جديد وهكذا كل بما فتح الله عليه، وموقفنا أن نأخذ المفيد ونطرح غير المفيد.
ـ[كادح]ــــــــ[01 Dec 2004, 05:26 م]ـ
ذكر الدكتور عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي أنه بعد وفاة والده طُلب منه أن يتم كتاب أبيه ..
وكان أبوه قد وصل في التفسير إلى سورة "الحشر" ..
يقول الدكتور عبد الله: فجمعت عددا من كتب التفسير لأبدأ في إكمال "أضواء البيان" .. فلم أستطع أن أكمله بنفس طريقة الوالد .. عند ذلك علمت أنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. وتوقفت ..
نعم لا يحجر على التأليف ..
كذلك .. لا يؤلف في التفسير أي أحد ..
خصوصا إن كان تفسيره نقولات ليس فيها تميز في العرض والطرح ..
والله أعلى وأعلم ..
ـ[كادح]ــــــــ[08 Dec 2004, 06:30 م]ـ
الفاضل فهد الوهبي ..
نعم اتفق أن المسارعة إلى التأليف تدل على وجود حمية للإسلام والمكتبة الإسلامية ..
وهذا من عناصر الموضوع التي لم تكتمل ..
لكني ..
كنت أريد حاجة واحدة فقط من الموضوع .. وأرجو من الإخوة جميعا أن لا يحملوه ما لا يحتمل ..
وقد ذكرتها وأعدت فيها وأبدأت ..
مثلا كتاب أبي المظفر السمعاني .. وهو تفسير أثنى عليه غير واحد من أهل العلم .. وحجمه ليس بالمطول .. مما يجعله قريبا من القارئ العادي .. وقد طبع طباعة حسنة جميلة ..
فمن استطاع أن يؤلف أحسن منه وإلا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها كما قال الدكتور عبد الله ..
وباب التأليف مفتوح ..
ولكن روي في الحديث: إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ..
وكان غير واحد من السلف يحجم عن وضع كتاب في التفسير ..
وهناك اليوم من إذا عنّت له الفكرة بادر بتطبيقها فورا ..
وأستغفر الله ..