تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الطبري--والسعدي وتفسير آية]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Feb 2005, 04:54 م]ـ

الطبري رحمه الله--من منا لا يعرفه ولا يعرف جودة ودقة كلامه--رأيت له تفسير آية ((وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ) 57 - 58 الذاريات

قال ((حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: {وَما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ}: إلا ليقرّوا بالعبودة طوعاً وكَرهاً.

وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرنا عن ابن عباس، وهو: ما خلقت الجنّ والإنس إلا لعبادتنا، والتذلل لأمرنا.

فإن قال قائل: فكيف كفروا وقد خلقهم للتذلل لأمره؟ قيل: إنهم قد تذللوا لقضائه الذي قضاه عليهم، لأن قضاءه جار عليهم، لا يقدرون من الامتناع منه إذا نزل بهم، وإنما خالفه من كفر به في العمل بما أمره به، فأما التذلل لقضائه فإنه غير ممتنع منه.

وقوله: {ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْق} يقول تعالى ذكره: ما أريد ممن خلقت من الجنّ والإنس من رزق يرزقونه خلقي {وَما أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونَ} يقول: وما أريد منهم من قوت أن يقوتوهم، ومن طعام أن يطعموهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثنا أبي، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس {ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وما أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونَ} قال: يطعمون أنفسهم.

ما أعجبني في كلامه كثيرا هو قوله"يقول: وما أريد منهم من قوت أن يقوتوهم، ومن طعام أن يطعموهم" إذ جعل الكلام متعلقا بإطعام العباد وهذا كلام سليم جدا لأن الله كما قال هو (({وَهُوَ يُطْعِمْ وَلاَ يُطْعَمُ}

{الأنعام: 14].

ولقد أحببت أن أطلع على تفسير السعدي رحمه الله في هذه النقطة بالذات فوجدت قوله ((فما يريد منهم من رزق وما يريد أن يطمعوه، تعالى الله الغني المغني عن الحاجة إلى أحد بوجه من الوجوه، وإنما جميع الخلق، فقراء إليه، في جميع حوائجهم ومطالبهم، الضرورية وغيرها)) ولم يعجبني قوله فما رأي الأخوة،

ـ[أحمد القصير]ــــــــ[08 Feb 2005, 01:13 ص]ـ

الظاهر المتبادر من معنى الآية هو ما قاله السعدي.

وما قاله الطبري هو خلاف الظاهر المتبادر من الآية.

والأصل حمل نصوص الوحيين على الظاهر المتبادر منها، ولا يجوز العدول عن الظاهر إلا بدليل.

فهل من دليل يدل على المعنى الذي نقلته عن الطبري.

وتذكر بأن أقوال الرجال ليست بحجة مالم يعضدها الدليل.

ولو كان المعنى على ما ذكر الطبري لصار لفظ الآية: (يُطْعَمون).

وتأمل آخر الكلمة فإنها مكسورة (يُطْعِمونِ)

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Feb 2005, 05:53 ص]ـ

الشيخ القصير

لا نخالف أن الأصل الحمل على المعنى الظاهر ما لم يكن عندنا دليل على استحالة هذا الظاهر

ومعروف عندي وعندك وعند كافة المسلمين أن الله لا يُطْعَمُ

قال تعالى (((({وَهُوَ يُطْعِمْ وَلاَ يُطْعَمُ}

{الأنعام: 14].

على هذا فأن تفسير الطبري وتفسير الغالبية للآية ((وَما أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونَ)) هو يطعمون غيرهم أو أنفسهم دون أي نقاش

ولم يذكر أحد معنى "يطعمون الله"

وها هو الحبر الأعظم إبن عباس يفسرها"قال: يطعمون أنفسهم." ثم نترك قوله وقوله أحرى بالإتباع؟؟

ولو تحريت قليلا لوجدت أن زميلا للسعدي في التوجه يفسر الآية كما يجب أن تفسر---قال الشنقيطي

(قوله تعالى: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ}.

يعني أنه تعالى هو الذي يرزق الخلائق، وهو الغني المطلق فليس بمحتاج إلى رزق. وقد بين تعالى هذا بقوله:

{وَمَا خَلَقْتُ ?لْجِنَّ وَ?لإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ ?للَّهَ هُوَ ?لرَّزَّاقُ ذُو ?لْقُوَّةِ ?لْمَتِينُ}

[الذاريات: 56 - 58]، وقراءة الجمهور على أن الفعلين من الإطعام، والأول مبني للفاعل، والثاني مبني للمفعول، كما بيناه، وأوضحته الآية الأخرى. وقرأ سعيد بن جبير ومجاهد، والأعمش. الفعل الأول كقراءة الجمهور، والثاني بفتح الياء والعين مضارع طعم الثلاثي بكسر العين في الماضي، أن أنه يرزق عباده، ويطعمهم وهو جل وعلا، لا يأكل، لأنه لا يحتاج إلى ما يحتاج إليه المخلوق من الغذاء، لأنه جل وعلا الغني لذاته، الغني المطلق، سبحانه وتعالى علواً كبيراً،))

ويجدر أن نذكر أنه أحالنا على تفسيره لآية الأنعام حينما طلبنا تفسيره لآية الذاريات

ـ[نصرمنصور]ــــــــ[08 Feb 2005, 07:47 ص]ـ

ولماذا لا تحمل الآية على المعنيين؟

ففي زاد المسير لابن الجوزي: (قوله تعالى: {مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ} أي: ما أريد أن يرزقوا أنفسهم {وَمَآ أُرِيدُ أَن} أي: أن يطعموا أحدا من خلقي، لأني أنا الرزاق. وإنما أسند الإطعام إلى نفسه، لأن الخلق عيال الله، ومن أطعم عيال أحد فقد أطعمه. وقد جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا ابن آدم: استطعمتك فلم تطعمني» أي: لم تطعم عبدي.)

وقال الألوسي: (والظاهر أن المعنى ما أريد منهم من رزق لي لمكان قوله سبحانه: {وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ})

وأكثر المفسرين المتقدمين على تفسير الطبري للآية ....

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير