[(واذ أسر النبي .... ) إنارات ابن عاشور]
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[11 May 2005, 06:08 م]ـ
من فرائد التحرير والتنوير لابن عاشور
عبر ومواعظ وأداب، ومكارم وتنبيهات وتحذيرات اشتملت عليها هذه الآيات وهي عشرين و من معاني ذلك:
الأول:ما تضمنه قوله إلى بعض أزواجه. وذكرت حفصة بعنوان أزواجه للإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع سره في موضعه لأن أولى الناس بمعرفة سر الرجل زوجه.
الثاني: قوله فلما نبأت به. السر أمانة، أي وإفشاؤه خيانة.
الثالث: وأظهره الله عليه. وهذا تنبيه إلى عناية الله برسوله صلى الله عليه وسلم وانتصاره له لأن إطلاعه على ما لا علم له به مما يهمه، عناية ونصح له.
الرابع: عرف بعضه. وربما قد تخلل ذلك كلام في وصف عثور حفصة على ذلك بغتة، أو في التطاول بأنها استطاعت أن تريهن من ميله إلى مارية عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ليوقفها على مخالفتها واجب الأدب من حفظ سر زوجها
الخامس: وأعرض عن بعض. كرم خلقه صلى الله عليه وسلم في معاتبة المفشية وتأديبها إذ يحصل المقصود بأن يعلم بعض ما أفشته فتوقن أن الله يغار عليه. السادس: قالت من أنبأك هذا. يدل على ثقتها بأن عائشة لا تفشي سرها وعلمت أنه لا قبل للرسول صلى الله عليه وسلم بعلم ذلك إلا من قبل عائشة أو من طريق الوحي فرامت التحقق من أحد الاحتمالين.
السابع: قال نبأني العليم الخبير. وقد حصل من هذا الجواب تعليمها بأن الله يطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ما غاب إن شاء قال تعالى) عالم الغيب فلا يظهر على غيبة أحدا إلا من ارتضى من رسول (وتنبيها على ما أبطنته من الأمر.
الثامن والتاسع والعاشر: إن تتوبا إلى الله (إلى) فإن الله هو مولاه. وفيه إيماء إلى أن فيما فعلتاه انحرافا عن أدب المعاشرة الذي أمر الله به وأن عليهما أن تتوبا مما صنعتاه ليقع بذلك صلاح ما فسد من قلوبهما. (مولاه) في هذا تعريف بأن الله ناصر رسوله صلى الله عليه وسلم لئلا يقع أحد من بعد في محلولة التقصير من نصره
الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر: وجبريل وصالح والمؤمنين والملائكة. في هذا المعنى تنويه بشأن رسول الوحي من الملائكة وشأن المؤمنين الصالحين. وفيه تعريض بأنهما تكونان على تقدير حصول هذا الشرط من غير الصالحين. فالمراد بأهل الأرض فيه المؤمنون الصالحون منهم لأن الذي يحبه الله يحبه لصلاحه والصالح لا يحبه أهل الفساد والضلال. فهذه الآية تفسيرها ذلك الحديث.
الرابع عشر والخامس عشر: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا. أفاد هذا الإيماء إلى التحذير من عقوبة دنيوية لهم يأمر الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم وهي عقوبة الطلاق عليه ما يحصل من المؤاخذة في الآخرة إن لم تتوبا
السادس عشر: خيرا منكن. وهي موعظة بأن يأذن الله له بطلاقهن وأنه تصير له أزواج خير منهن.
السابع عشر: مسلمات الخ. وهذه الصفات تفيد الإشارة إلى فضل هذه التقوى.
الثامن عشر: سائحات. والمهاجرات أفضل من غيرهن.
التاسع عشر: ثيبات وأبكارا، فالثيب أرعى لواجبات الزوج وأميل مع أهوائه وأقوم على بيته وأحسن لعابا وأبهى زينة وأحلى غنجا، والبكر أشد حياء وأكثر غرارة ودلا وفي ذلك مجلبة للنفس، والبكر لا تعرف رجلا قبل زوجها ففي نفوس الرجال خلق من التنافس في المرأة التي لم يسبق إليها غيرهم فما اعتزت واحدة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بمزية إلا وقد أنبأها الله بأن سيبدله خيرا منها في تلك المزية أيضا.
العشرون: ما في ذكر حفصة أو غيرها بعنوان بعض أزواجه دون تسميته من الاكتفاء في الملام بذكر ما تستشعر به أنها المقصودة باللوم. إشارة إلى أن الملام الأشد موجه إلى حفصة قبل عائشة وكانت حفصة ممن تزوجهن ثيبات وعائشة هي التي تزوجها بكرا. وهذا التعريض أسلوب من أساليب التأديب كما قيل الحر تكفيه الإشارة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 May 2005, 07:18 ص]ـ
أخي
أشكرك على إبراز هذه الفريدة التي أفادتنا بلا شك
(وَإِذَ أَسَرَّ ?لنَّبِيُّ إِلَى? بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ ?للَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَـ?ذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ ?لْعَلِيمُ ?لْخَبِيرُ) التحريم 3
وأحببت أن أضيف أن الروافض يصبون جام غضبهم على أمهات المسلمين وخصوصا السيدة عائشة بحسب فهمهم المنحاز لمناسبة الآية