تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[القول بالأجلين]

ـ[أبو محمد المدني]ــــــــ[24 Feb 2005, 02:09 ص]ـ

الإخوة الكرماء، والمشايخ الفضلاء ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

عند قوله تعالى: (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب .. ) الآية 11 من سورة فاطر.

ذكر ابن عطية رحمه الله تعالى أثر كعب الأحبار الذي أخرجه الصنعاني في تفسيره، وفيه: أن كعبا عندما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: لو دعا الله لزاد في أجله، فأنكر ذلك عليه المسلمون واستدلوا بقوله تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) فأجاب كعب رضي الله عنه بآية فاطر.

قال ابن عطية بعد ذكره لهذا الأثر: وهو ضعيف مردود، يقتضي القول بالأجلين، وبنحوه تمسكت المعتزلة. أ. هـ.

أرغب في زيادة إيضاح لهذه العبارة لمن لديه العلم بذلك، مع رجائي ذكر المراجع للرجوع لها إن أمكن ذلك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[أحمد القصير]ــــــــ[24 Feb 2005, 08:15 م]ـ

قال ابن أبي العز الحنفي في «شرح العقيدة الطحاوية» ج1/ص149:

قدر الله سبحانه وتعالى آجال الخلائق بحيث اذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قال تعالى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وقال تعالى وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها اللهم أمتعني بزوجي رسول الله وبأبي سفيان وبأخي معاوية قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد سالت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وارزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل أجله ولن يؤخر شيئا عن أجله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر كان خيرا وأفضل فالمقتول ميت بأجله فعلم الله تعالى وقدر وقضي ان هذا يموت بسبب المرض وهذا بسبب القتل وهذا بسبب الهدم وهذا بسبب الحرق وهذا بالغرق الى غير ذلك من الأسباب والله سبحانه خلق الموت والحياة وخلق سبب الموت والحياة وعند المعتزلة المقتول مقطوع عليه أجله ولو لم يقتل لعاش الى أجله فكأن له أجلان وهذا باطل لانه لا يليق أن ينسب الى الله تعالى أنه جعل له اجلا يعلم انه لا يعيش اليه البتة أو يجعل أجله أحد الامرين كفعل الجاهل بالعواقب ووجوب القصاص والضمان على القاتل لارتكابه المنهي عنه ومباشرته

==================

وقال أبو الحسن الأشعري في «مقالات الإسلاميين» ج1/ص256:

القول في الآجال

اختلفت المعتزلة في ذلك على قولين

فقال اكثر المعتزلة الاجل هو الوقت الذى في معلوم الله سبحانه ان الانسان يموت فيه او يقتل فاذا قتل قتل بأجله واذا مات مات بأجله وشذ قوم من جهالهم فزعموا ان الوقت الذى في معلوم الله سبحانه ان الانسان لو لم يقتل لبقى اليه هو اجله دون الوقت الذى قتل فيه

واختلف الذين زعموا ان الاجل هو الوقت الذى في معلوم الله سبحانه ان الانسان يموت فيه او يقتل في المقتول الذى لو لم يقتل هل كان يموت ام لا على ثلاثة اقاويل

فقال بعضهم ان الرجل لو لم يقتل مات في ذلك الوقت وهذا قول ابى الهذيل

وقال بعضهم يجوز لو لم يقتله القاتل ان يموت ويجوز ان يعيش واحال منهم محيلون هذا القول

==================

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (8/ 516) عن المقتول: هل مات بأجله؟ أم قطع القاتل أجله؟

فأجاب: المقتول كغيره من الموتى لا يموت أحد قبل أجله ولا يتأخر أحد عن أجله. بل سائر الحيوان والأشجار لها آجال لا تتقدم ولا تتأخر. فإن أجل الشيء هو نهاية عمره وعمره مدة بقائه فالعمر مدة البقاء والأجل نهاية العمر بالانقضاء. وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة , وكان عرشه على الماء} وثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض} - وفي لفظ - {ثم خلق السموات والأرض}. وقد قال تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}. والله يعلم ما كان قبل أن يكون ; وقد كتب ذلك فهو يعلم أن هذا يموت بالبطن أو ذات الجنب أو الهدم أو الغرق أو غير ذلك من الأسباب وهذا يموت مقتولا: إما بالسم وإما بالسيف وإما بالحجر وإما بغير ذلك من أسباب القتل. وعلم الله بذلك وكتابته له بل مشيئته لكل شيء وخلقه لكل شيء لا يمنع المدح والذم والثواب والعقاب ; بل القاتل: إن قتل قتيلا أمر الله به ورسوله كالمجاهد في سبيل الله أثابه الله على ذلك وإن قتل قتيلا حرمه الله ورسوله كقتل القطاع والمعتدين عاقبه الله على ذلك وإن قتل قتيلا مباحا - كقتيل المقتص - لم يثب ولم يعاقب إلا أن يكون له نية حسنة أو سيئة في أحدهما. والأجل أجلان " أجل مطلق " يعلمه الله " وأجل مقيد " وبهذا يتبين معنى قوله صلى الله عليه وسلم: {من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه} فإن الله أمر الملك أن يكتب له أجلا وقال: " إن وصل رحمه زدته كذا وكذا " والملك لا يعلم أيزداد أم لا ; لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر فإذا جاء ذلك لا يتقدم ولا يتأخر. ولو لم يقتل المقتول فقد قال بعض القدرية: إنه كان يعيش وقال بعض نفاة الأسباب: إنه يموت وكلاهما خطأ ; فإن الله علم أنه يموت بالقتل فإذا قدر خلاف معلومه كان تقديرا لما لا يكون لو كان كيف كان يكون وهذا قد يعلمه بعض الناس وقد لا يعلمه فلو فرضنا أن الله علم أنه لا يقتل أمكن أن يكون قدر موته في هذا الوقت وأمكن أن يكون قدر حياته إلى وقت آخر فالجزم بأحد هذين على التقدير الذي لا يكون جهل. وهذا كمن قال: لو لم يأكل هذا ما قدر له من الرزق كأن يموت أو يرزق شيئا آخر وبمنزلة من قال: لو لم يحبل هذا الرجل هذه المرأة هل تكون عقيما أو يحبلها رجل آخر ولو لم تزدرع هذه الأرض هل كان يزدرعها غيره أم كانت تكون مواتا لا يزرع فيها وهذا الذي تعلم القرآن من هذا لو لم يعلمه: هل كان يتعلم من غيره؟ أم لم يكن يتعلم القرآن ألبتة ومثل هذا كثير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير