تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[السلسلة الذهبية في المقالات التفسيرية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الثالث]]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Mar 2005, 11:20 م]ـ

قصة مفتاح الكعبة ونزول آية الأمانات

إعداد - علي حشيش نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة كثير من الوعاظ والخطباء والقصاص، وقد ذكرت هذه القصة في كتب التفسير على أنها سبب في نزول الآية: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها

{النساء: 58}

أولاً: متن القصة: لما فتح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكة دعا عثمان بن طلحة، فلما أتاه قال: "أرني المفتاح". فأتاه به، فلما بسط يده إليه، قام العباس فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي اجمعه لي مع السقاية، فكف عثمان يده، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هات المفتاح يا عثمان".

فقال: هاك أمانة الله، فقام ففتح الكعبة، ثم خرج فطاف بالبيت، ثم نزل عليه جبريل بردّ المفتاح، فدعا عثمان بن طلحة فأعطاه المفتاح، ثم قال: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها حتى فرغ من الآية.

ثانيًا: "التخريج":القصة أخرجها ابن مردويه كما في "لباب النقول في أسباب النزول" (ص71) للإمام السيوطي، وكذا في "الدر المنثور في التفسير بالمأثور" (2 - 174) وفي "تفسير ابن كثير" (2 - 207).

من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قول الله عز وجل: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، قال: لما فتح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكة ... القصة.

ثالثًا: التحقيق: القصة: واهية والخبر الذي جاءت به القصة "موضوع".

وبه علتان:

الأولى: الكلبي.

1 - والكلبي أورده الإمام الحافظ ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7 - 207) (3 - 2 - 1478) وقال:

محمد بن السائب الكلبي أبو النَّضْر، وهو ابن السائب بن بشر بن عيدود، روى عن أبي صالح باذام، وروى عنه ابن جريج".

2 - ثم أخرج بسنده عن سفيان الثوري قال: "قال لنا الكلبي: ما حُدِّثْتَ عني، عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب فلا تَرْوِهِ". اه.

وسند هذه القصة كما هو مبين آنفًا من طريق: الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.

بالمقارنة بين التخريجين: تخريج القصة وبيان طريقها، وتخريج قول سفيان الثوري في هذا الطريق في "الجرح والتعديل".

نستنتج أن القصة مكذوبة.

3 - ثم أخرج عن مروان بن محمد قال: "تفسير الكلبي باطل".

4 - وأخرج عن يحيى بن معين قال: "الكلبي ليس بشيء".

5 - ثم قال: "سألت أبي عن محمد بن السائب الكلبي فقال: الناس مجتمعون على ترك حديثه لا يشتغل به هو ذاهب الحديث". اه.

ومما يدل على الإجماع على ترك حديث الكلبي:

1 - قال الإمام النسائي في كتاب: "الضعفاء والمتروكين" ترجمة (514): "محمد بن السائب أبو النضر الكلبي: متروك الحديث. كوفي".

وهذا المصطلح عند النسائي له معناه يتبين ذلك من قول الحافظ ابن حجر في "شرح النخبة" (ص69):

"كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه". اه.

2 - وأورده الإمام الدارقطني في كتاب "الضعفاء والمتروكين" ترجمة (468) وقال: "محمد بن السائب الكلبي".

ولم يذكر شيئًا سوى ذكر الاسم فقد يتوهم واهم ممن لا دراية له بهذا الفن أن الإمام الدارقطني سكت عنه.

وإلى القارئ الكريم بيان القاعدة التي بنى عليها كتاب "الضعفاء والمتروكين" للإمام الدارقطني:

قال الإمام البرقاني في مقدمة كتاب "الضعفاء والمتروكين" للدارقطني: "طالت محاورتي مع أبي منصور إبراهيم بن الحسين بن حمكان، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني- عفا الله عني وعنهما- في المتروكين من أصحاب الحديث، فتقرّر بيننا وبينه على ترك من أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات". اه.

ولقد أثبت محمد بن السائب الكلبي كما بينا آنفًا فهو ممن تقرر عند الأئمة الثلاثة تركه بمجرد إثبات اسمه في الكتاب.

3 - وأورده ابن عدي في "الكامل" (6 - 114) (5 - 1626) وقال: "سمعت محمد بن سعيد الحراني يقول: سمعت عبد الحميد بن هشام يقول: سمعت عبد الجبار بن محمد الخطابي يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: قال الكلبي: "كل شيء أحدث عن أبي صالح فهو كذب".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير