تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الآيات أكثر تثويرا ...... هات ما عندك .. !!]

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 Feb 2005, 04:36 ص]ـ

السلام على اهل القرآن ......

خطر لي ان اجمع في هذه الصفحة .... الآيات أكثر تثويرا .... وأقصد بالتثوير ... استنباط أكبر عدد ممكن من .. الفوائد او النكت ... او الوجوه البلاغية ....... كل ذلك من آية واحدة ... أو من جزء آية ....

ولعل الامام السيوطي ...... قد حاز قصب السبق ..... في رسالته .. (فتح الجليل للعبد الذليل) وهي رسالة في تفسير قوله تعالى:"الله ولي الذين آمنوا-الآية" ... استخرج منها 120 نوعا من أنواع البديع ونيفا وعشرين مسألة من علوم شتى ... (فمن يستجيب للتحدي الاسيوطي!!)

أفتتح بحول الله هذه الباقات ...... (ولعل الاخوة لن يتركوني وحدي ... آمل المشاركة منهم):

قال ضياء الدين ابن الاثير .... فى مثله السائر ....... عند قوله تعالى:"إنك أنت الأعلى"

وفي هذه الكلمات الثلاث وهي قوله " إنك أنت الأعلى " ست فوائد:

الأولى " إن المشددة التي من شأنها الإثبات لما يأتي بعدها كقولك: زيد قائم، ثم تقول: إن زيدا قائم.

ففي قولك: إن زيدا قائم، من الإثبات لقيام زيد ما ليس في قولك زيد قائم.

الثانية: تكرير الضمير في قوله: " إنك أنت " ولو اقتصر على أحد الضميرين لما كان بهذه المكانة في التقرير لغلبة موسى والإثبات لقهره.

الثالثة: لام التعريف في قوله الأعلى " ولم يقل أعلى ولا عال لأنه لو قال ذلك لكان قد نكره، وكان صالحا لكل واحد من جنسه كقولك: رجل فإنه يصلح أن يقع على كل واحد من الرجال وإذا قلت الرجل فقد خصصته من بين الرجال بالتعريف وجعلته علما فيهم وكذلك قوله تعالى: " إنك أنت الأعلى " أي دون غيرك.

الرابعة: لفظ أفعل الذي من شأنه التفضيل ولم يقل العالي.

الخامسة: إثبات الغلبة له من العلو لأن الغرض من قوله " الأعلى " أي الأغلب إلا أن في الأعلى زيادة وهي الغلبة من عال.

السادسة: الاستئناف وهو قوله تعالى: " لا تخف إنك أنت الأعلى " ولم يقل لأنك أنت الأعلى لأنه لم يجعل علة انتفاء الخوف عنه كونه عاليا وإنما نفى الخوف عنه أولاً بقوله " لا تخف " ثم استأنف الكلام فقال: " إنك أنت الأعلى " فكان ذلك أبلغ في إيقان موسى عليه السلام بالغلبة

والاستعلاء وأثبت لذلك في نفسه.

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 Feb 2005, 05:20 ص]ـ

أما ابن القيم ...... فقد وقف عند قوله تعالى: (وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور- الشورى 48) واستنبط مجموعة من اللمحات البيانية ..... تنصب كلها ...... عند الاصل العقائدي العظيم ... :الرحمة الالهية .. التي سبقت الغضب ... قال رحمه الله:

تدبر قوله تعالى" وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور"

كيف أتى في تعليق الرحمة المحققة إصابتها من الله تعالى ب إذا وأتى في إصابة السيئة ب أن فإن ما يعفو الله تعالى عنه أكثر (اللمحة الاولى)

وأتى في الرحمة بالفعل الماضي الدال على تحقيق الوقوع وفي حصول السيئة بالمستقبل الدال على أنه غير محقق ولا بد (اللمحة الثانية)

وكيف أتى في وصول الرحمة بفعل الإذاقة الدال على مباشرة الرحمة لهم وأنها مذوقة لهم والذوق هو أخص أنواع الملابسة وأشدها (اللمحة الثالثة)

وكيف أتى في الرحمة بحرف ابتداء الغاية مضافة إليه فقال منا رحمة وأتى في السيئة بباء السببية مضافة إلى كسب أيديهم (اللمحة الرابعة)

وكيف أكد الجملة الأولى التي تضمنت إذاقة الرحمة بحرف إن دون الجملة الثانية (اللمحة الخامسة)

وختم ابن القيم بقوله:

وأسرار القرآن الكريم أكثر وأعظم من أن يحيط بها عقول البشر ....

أما انا فأقول:

وتذوق الكلام ... عند سلفنا ...... اشتعال ..... يا ليت لنا منه قبسا .... !!!

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 Mar 2005, 03:33 م]ـ

أما عبد الله دراز-رحمه الله-فقد وقف عند آية: "والله يرزق من يشاء بغير حساب"فكتب ما يلي:

هل ترى كلاما ابين من هذا فى عقول الناس. ثم انظر كم فى هذه الكلمة من مرونة. فإنك لو قلت فى معناها:

1 - انه سبحانه وتعالى يرزق من يشاء بغيرمحاسب يحاسبه ولا سائل يسأله لماذا يبسط الرزق لهؤلاء ويقدره على هؤلاء ... أصبت

2 - ولو قلت: انه يرزق بغير تقتير ولا محاسبة لنفسه عند الانفاق خوف النفاد .............. أصبت.

3 - ولو قلت انه يرزق من يشاء من حيث لا ينتظر ولا يحتسب .......................... أصبت.

4 - ولو قلت انه يرزقه بغير معاتية ومناقشة له على عمله .............................. أصبت.

5 - ولو قلت: يرزقه رزقا كثيرا لا يدخل تحت حصر وحساب .......................... أصبت.

فعلى الأول ........ يكون الكلام تقريرا لقاعدة الارزاق فى الدنيا وان نظامها لا يجري على حسب ما عند المرزوق من استحقاق بعلمه أوعمله

بل تجري وفقا لمشيئته وحكمته سبحانه فى الابتلاء .. وفى ذلك ما فيه من التسلية لفقراء المؤمنين ..... ومن الهضم لنفوس المغرورين من المترفين ........

وعلى الثاني ....... يكون تنبيها على سعة خزائن الله وبسطة يده جل شأنه .......

وعلى الثالث ....... يكون تلويحا للمؤمنين بما سيفتح لهم من ابواب النصر والظفر حتى يبدل عسرهم يسرا وفقرهم غنى من حيث لا يظنون ..

وعلى الرابع ....... والخامس ....... يكون وعدا للصالحين اما بدخولهم الجنة بغير حساب .. واما بمضاعفة اجورهم اضعافا كثيرة لا يحصرها العد ..

وختم رحمه الله .... بقوله: ومن وقف على علم التأويل واطلع على معترك افهام العلماء فى آية رأى من ذلك العجب العجاب ...

اما انا فقلت .... لقد وقف رحمه الله ... فى مكان قد لا يخطر ببال المتدبر ان يقف فيه ....

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير