[تعريف بكتاب (اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره)]
ـ[الراية]ــــــــ[04 Mar 2005, 11:16 م]ـ
اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره
اسم الكتاب: اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره (رسالة علمية)
المؤلف: أ. د. سعود بن عبد الله الفنيسان
الناشر: مركز الدراسات والإعلام - دار اشبيليا
إن موضوع "اختلاف المفسرين وأثره" موضوع هام ودقيق؛ يعتمد على الجهد ودقة الاستنباط أكثر من اعتماده على جمع النصوص، وترتيب الأقوال. ولذا اقتصرت في بحثي على الأسباب الرئيسية والأساسية لاختلاف المفسرين؛ مع بيان أثر هذا الاختلاف بينهم في العقائد والأحكام.
ففي التمهيد: بينت نشأة التفسير، وتاريخ تدوينه، وكيف كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفسر القرآن لصحابته، وهل فسر لهم القرآن كله كاملاً أو لا؟.
كما بينت طريقة الصحابة والتابعين في تفسير القرآن، مع توضيح ذلك بنماذج وأمثلة عديدة، وأوضحت – باختصار – مناهج المفسرين واتجاهاتهم في القديم والحديث.
وفي الباب الأول: "الأسباب العامة لاختلاف المفسرين"؛ تحدثت فيه عن:
(1) قراءات القرآن، وشروط قبولها، وكيف كانت سببا للاختلاف بين المفسرين، وثمرة هذا الاختلاف؛ كما بينت الاختلاف في الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن مع ترجيح ما ظهر لي رجحانه. وبحثت مسألة: هل المصحف الذي بين أيدينا – اليوم – يقتصر على حرفٍ واحدٍ، أو هو شاملٌ للأحرف السبعة كلها؟ وبينت أيضاً بإيجاز تاريخ تدوين القراءات، وهل يشترط التواتر في القراءة أو لا؟.
(2) كما بينت كيف يكون إعراب الكلمة أو الاشتراك اللفظي سبباً للاختلاف بين العلماء، وأثر ذلك في تفسير القرآن، وبينت – أيضاً – أن حمل "الكلمة" على الحقيقة عند قوم، وعلى المجاز عند آخرين، تكون سبباً للاختلاف في تفسير الآية بين المفسرين؛ كما بينت أثر هذا في تأويل آيات الأسماء والصفات عند القائلين بالمجاز في القرآن، ورددت على أدلة المؤولين، وقررت عقيدة السلف، كما بينت – أيضاً أن عموم اللفظة عند قوم وخصوصها عند آخرين؛ هو أحد أسباب الاختلاف بين المفسرين، وبينت أثر هذا الاختلاف في أكثر من آية، وكذلك في الإطلاق والتقييد والبيان والإجمال.
(3) وكثيراً ما نسمع عن السلف: أن الآية منسوخة نسختها آية (كذا) فبينت معنى النسخ، وحقيقته عند السلف، ومن جاء بعدهم ومنشأ الخلاف وأثره في أكثر من آية.
(4) وأوضحت – أيضاً – معنى التشابه في القرآن وحقيقته، والخلاف فيه، وموقف المفسرين قديماً وحديثاً من التفسير بالرأي والعقل، وأثر هذا في تفسير آيات القرآن الكريم في مواضع كثيرة.
وفي الباب الثاني: تتبعت الأسباب الخاصة لاختلاف المفسرين، فتحدثت عن:
1. ما له صلة بسند الرواية – مما يفسر به القرآن – كوصول الحديث لمجتهد دون آخر، أو ثبوته عنده دون غيره، والخلاف في تخصيص الآية بالحديث، إذا أنكر الراوي روايته عنه، أو خصص في الآية بعمل الرواية إذا خالف روايته، أو كان راوي الحديث مستور الحال.
وقد سقت الخلاف بين العلماء في هذا كله، ورجحت ما بان لي رجحانه، وبينت أثر الاختلاف بين المفسرين في مواضع كثيرة من القرآن.
2. كما بينت – أيضاً – الأسباب الخاصة لاختلاف المفسرين – مما له صلة بمتن الرواية – مثل: التفاوت بين المفسرين في الفهم؛ نظراً لتفاوتهم في حفظ السنة النبوية، واللغة العربية، ودلالتهما على الحكم الشرعي، وأثر ذلك في تفسير القرآن، ومثل وجود التعارض – في الظاهر – بين أدلة الكتاب والسنة. وقد فصلت في هذا وبينت خلاف العلماء، ومنشأه، وأثر هذا الاختلاف في آيات القرآن الكريم.
ومثل: تخصيص الآية بالحديث الضعيف، وقد حكيت خلاف العلماء في ذلك، ومنشأه، وأثره في تفسير القرآن الكريم.
3. كما بينت الاختلاف في مصادر التشريع – التبعية – كالقياس والمصالح المرسلة، والاستحسان، وشرع من قبلنا، والاحتجاج بمفهوم المخالفة، وتعليل الأحكام، وحكم الزيادة على النص. فبينت خلاف العلماء في هذا ومنشأه، وثمرته في تفسير القرآن الكريم في أكثر من آية.
4. ويعتبر الاختلاف في العقيدة سمة بارزة في كتب التفسير، فاخترت تفسيرين جعلتهما نموذجين للانحراف في العقيدة، هما: مجمع البيان [للطبرسي الشيعي]، وتفسير الكشاف [للزمخشري المعتزلي]، وقد أفضت – بعض الشيء – في هذا مع النقد والتوجيه لكل مسألة سقتها، سواء كانت في العقيدة أو الأحكام، وبينت خلاف المفسرين في هذا، ومنشأه وثمرته في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم.
(5) كما يعتبر الانتماء المذهبي من أبرز أسباب الاختلاف بين المفسرين؛ لذا فقد درست فيه نموذجين من التفسير، هما: تفسير القرطبي المالكي، وتفسير الجصاص الحنفي، وقد اخترتهما على غيرهما لظهور التعصب المذهبي فيهما أكثر من غيرهما ولشمولهما لأكثر الأحكام الفقهية، وقد سقت الخلاف في كل مسألة، وحررت محل النزاع وبينت أثره في آيات كثيرة.
وعقدت باباً – خاصاً- لبيان أثر الاختلاف بين المفسرين في العقائد والأحكام ففي العقيدة بحثت ثلاث مسائل:
الأولى: زيادة الإيمان ونقصانه.
الثانية: حكم الاستثناء في الإيمان، وتعليقه بالمشيئة.
الثالثة: الحسن والقبح والعقليان.
فبينت منشأ اختلاف العلماء، ودليل كل قول، وتحرير محل النزاع وبيان ثمرة الخلاف في آيات من القرآن الكريم. أما أثر الاختلاف في الأحكام الفقهية فقد اخترت آيات الأحكام في سورة الحج؛ لاشتمالها على أهم مناسك الحج، فبينت خلاف العلماء في هذا ومنشأه. وثمرته.
وأخيراً: إن هذا جهد المقل، فإن وفقت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وما توفيقي إلا بالله.
كتبه
أ. د. سعود بن عبد الله الفنيسان
17/ 1/1426
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=5203
¥