[أسباب إختيار الشيخ زهير الشاويش لتحقيق تفسير "زاد المسير لابن الجوزي"]
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[09 May 2005, 11:20 م]ـ
كنت في زيارة الى لبنان الأسبوع الماضي وتشرفت بلقاء العلامة الشيخ زهير الشاويش صاحب المكتب الإسلامي
يوم الأحد 16/ ربيع الأول / 1426 هـ
وسألت الشيخ عن أسباب اختياره تفسير ابن الجوزي لتحقيقه فقال ما نصه:
لقد كان اختياري لتفسير الإمام ابن الجوزي رحمه الله لأسباب متعددة:
الأول: أنه حنبلي، والحنبلي يقول:
أنا حنبلي ما حييت وان أمت ***** فوصيتي للناس أن يتحنبلوا
الثاني: أنه جرى بحث علماء الحنابلة وجهودهم في التفسير مع الشيخ محمد بن عبدالله بن مانع أستاذي وشيخي بحضور الشيخ على بن عبدالله آل ثاني حاكم قطر وذكر ابن مانع عددا من التفاسير وقرر الشيخ علي أن يطبع واحدا منها فتخيرت أنا زاد المسير؛ لأن المؤلف فيه مع حنبليته كان مشهورا في علم الحديث، وكان مطلعا على الحديث في مؤلفاته التي اكتملت في عهده وأصبح الناس يعتمدون على الرواية من الكتب المؤلفة وابتعدوا عن الرواية الشفهية التي كانت معروفة.
وطبعا هذا بعد أن قلَّ الحفاظ وأصبح كل من يدعي الحفظ يريد أن يحدث عن ثلاثين واسطة وما حولها، وقلَّ منهم من ثبت على ذلك وأصبح الاعتماد حقيقة على الكتب المؤلفة في الحديث.
وقمت بالاستحصال على النسخ المخطوطة التي أوردتها في مقدمة كتابي وكان منها نسخة قديمة أحضرتها من بلاد المغرب.
وقد استعنت بالاخوة الذين وصفتهم عندي في المكتب الاسلامي، ومنهم عدد كبير وذكرت أشهرهم في العمل الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط رحمه الله، والشيخ شعيب الأرناؤوط حفظه الله.
ولم نذكر الأسماء هذه إلا في آخر الجزء الأخير جريا منا على عادة من سبقنا من العلماء بالاعتذار عن التفاخر الذي وقعنا فيه الآن نحن وسوانا فإنك الآن تجد أن المحقق يُبرز اسمه أكثر من المؤلف، وتجد الدار الناشرة تتفاخر بذكر اسمها مع أن المشرفين عليها كما عرفناهم بالتجربة ليس فيهم من يقرأ كلمة أو يكتب مقدمة ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
وكنت أطبع كل جزء من الكتاب وأقوم بتوزيع أكثره هدية من سمو الشيخ علي آل ثاني رحمه الله حيث يوزَّع في قطر والسعودية على أناس محدودين.
وأحيانا على من يزور قطر فيوزَّع عليهم ليحمله المعطى إليه للطائرة، فيثقل عليه فيتركه في المطار أو في الفندق.
ولذلك كنت أقوم بإهدائه على أهل العلم في سوريا ومصر وبلادنا الشمالية على حساب المكتب بفضل الله وكرمه.
وقد لاقى والحمدلله قبولا جيدا وقامت بعض دور النشر من السارقين على تصويره أو إعادة صفه مزاحمة غير مشروعة ولو أنهم أرادوا الخير لطبعوا غيره من الكتب.
ولكن ذلك لم يعطل علينا شيئا فبقيت طبعتنا هي المقدَّمة عند الناس من أهل العلم ثم بعد أن تسلم أولادي إدارة المكتب الإسلامي قاموا بطبعه كاملا في مجلد واحد وبقي عملنا واسم ومكتبنا هو المرجع في كلا الحالين عند أهل العلم والفضل.
وبعد ذلك قمت بنشر عدد من كتب التفسير ضمن منشورات المكتب الاسلامي مثل: تفسير سفيان بن عيينة، وتفسير سورة الرعد وفصلت، وغيرها.
وقد وقع في يدي كتاب من تفسير شيخ مشايخي العلامة الشيخ عبدالقادر بن أحمد بدران الدومي الشافعي والمتحول بعد ذلك الى الحنبلي وكانت له خصومات في قريته "دومه".
فهاجر منها الى دمشق وأقام عازبا - لا زوجة له ولا ولد - في مدارس الأوقاف. وكتب كتاب في التفسير سماه (جواهر الأفكار ومعادن الأسرار المستخرجة من كلام العزيز الجبار).
فبادرت بعد تملكي نسخته مع الكثير من مؤلفات بدران ووجدتها النسخة الوحيدة المخطوطة بخطه بعضها كتبها بيمينه، وبعضها كتبها بيساره بعد أن أصابه الشلل.
ثم وجدت أن المفسَّر من هذا الكتاب الى قوله تعالى: (واتقوا الله لعلكم تفلحون).
ولم أجد باقيه فقمت على تحقيقه وطبعه سنة 1420 هـ المساوي 1999 م على أمل أن ينتفع الناس بما كتب، وفيه الفاتحة والبقرة وآل عمران وهي في جزئين.
وإن من طبيعة من يفسر أن يذكر في أوائل القرآن الكثير من قواعده في أوائل تفسيره، فيأتي ما بعدها مكررا لها متشابها فيها. فكان في مجلد في 550 صفحة تلقاه أهل العلم بقبول حسن وعلى الأخص الإخوة من دعاة السلف الصالح والدعوة الى ما مات عليه بدران وبقيت أنا عليه من الدعوة السلفية جعلنا الله من المخلصين لها، والحمد لله رب العالمين.
من إملاء الشيخ العلامة زهير الشاويش بنصه
بيروت - لبنان 16/ ربيع الأول 1426 هـ
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[10 May 2005, 12:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لم يكن الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى من النقاد البارزين في علم الحديث بالإضافة لكثرة أوهامه في العزو وكثرتها و>لك يظهر جليا لمن طالع سيرته في سير ال>هبي، واستوثقت ما نقله ال>هبي رحمه الله في الاحتكاك ببعض الكتب لأبي عبد الرحمن الجوزي منها التحقيق ال>ي ألفه على التعليق لأبي يعلى الفراء وانظر لاستدراكات التنقيح عليه، لكنه كان إماما بصيرا بفن الخطابة و>وق العبارة وصوفية أهل السنة والجماعة. مجرد رأي
¥