[اختيار رائع توصل له أحد الباحثين حول حكم البسملة]
ـ[سعيد بن متعب]ــــــــ[22 Apr 2005, 04:46 ص]ـ
لقد اختلف العلماء قديماً وحديثاً في حكم البسملة،وهل هي آية من كتاب الله في غير سورة النمل، وإذا كانت آية فهل هي آية من أول كل سورة كتبت في أولها، أو أنها بعض آية من أول كل سورة، أو أنها إنما كتبت للفصل بين السور لا على أنها آية؟
والذي ظهر لي هو استقرار الخلاف في المسألة بحيث لم يأت قول يرفعه، اللهم ما اختاره بعض الأحناف من كونها آية واحدة مستقلة متكررة وردت للفصل بين السور، وقد اطمأن الناس إلى هذا الاختيار بحيث إنه يكاد يكون اختيار من بحث الخلاف في المسألة، وقد يبحث الباحث الخلاف وقد وضع نصب عينه هذا الاختيار0
والسؤال: وما الثمرة المترتبة على هذا الخلاف بحيث يحتفل به علماء الفقه وأصوله وعلماء التفسير وأصوله؟
الجواب: أنه ينبغي أن ينضم لهذا الاهتمام بهذه المسألة علماء العقيدة حتى يأخذ الاهتمام الذي يستحقه وذلك بظهور حساسية الخلاف وأهمية البحث في المسألة، وذلك لأن الثمرة من الخلاف ذات مساس مباشر بمسائل العقيدة0
وقد أعجبني في هذا السياق ما اختاره بعض الباحثين؛ وهو الدكتور موسى بن علي فقيهي عميد كلية الشريعة بجامعة الملك خالد حالياً والأستاذ في قسم أصول الفقه في الكلية نفسها في بحث منشور في مجلة جامعة أم القرى عن البسملة وحكمها، وقد توصل إلى رأي جديد في المسألة وهو: أن البسملة آية من كتاب الله عملاً لا علماً، والفرق: أن كونها آية علماً يقتضي كفر من جحد كونها آية؛ لإجماع العلماء على كفر من جحد شيئاً من كتاب الله، ولا كذلك لمن قال بكونها آية عملاً، كما أن من قال بأنها آية عملاً يترتب عليه جواز قراءتها لمن نذر بأن يقرأ آية من كتاب الله، وكذلك لا يجوز قراءتها للجنب، وتجوز قراءتها في الصلاة كونها مما تيسر من القرآن0000 وغير ذلك0
وقد ذكر لي فضيلة الدكتور هذا الاختيار ولم أقرأ البحث لعدم تيسر وقوفي عليه، وذكر فضيلة الدكتور أنه قد وقف على أصل هذا الرأي في كتاب الاصطلام في الفقه لابن السمعاني (وعلى حد علمي أنه لا يزال مخطوطاً) وقد اطمأن الباحث لهذا الاختيار0
وهذا ما فهمته من كلامه، ويجب التحقق من حقيقة الاختيار بالعودة لمجلة الجامعة؛ فما آفة الأخبار إلا رواتها0
أحببت نشر هذا الرأي للمناقشة والفائدة وأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأرجو من لديه جديد أو تأييد أو اعتراض أو تسديد أن يذكره وعلى الملأ ينشره، فالأبواب مفتوحة والصدور منشرحة، وفق الله الجميع0
ـ[سعيد بن متعب]ــــــــ[22 Apr 2005, 04:54 ص]ـ
نسيت ذكر رابط بحث الدكتور المنشور في مجلة جامعة أم القرى
لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها
المجلد (17) العدد (32)
ذوالقعدة 1425هـ
ورابط البحث هو http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag32/islamy/klaf.pdf
علماً أنه لم يعمل معي ربما لخلل فني من الموقع نفسه0
ورابط المجلد والعدد في المجلة هو
http://www.uqu.edu.sa/level.php?m_id=1162210&articl_id=6
وفق الله الجميع0
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2005, 05:04 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم أبا عبدالمحسن على هذه الفائدة، وهذا البحث للدكتور موسى كنت طبعته قبل مدة من موقع المجلة على الانترنت، ولم يتسن لي النظر فيه لانشغالي، غير أني أحرص على قراءة بُحوثِ الدكتور موسى لكونه مِمَّن تتلمذتُ عليهم في أصول الفقه، فقد درَّسني مادةَ أصول الفقه في كلية الشريعة، وهو من خير من يُحرِّرُ المسائل الأصولية، وما تعلمتُ تَحريرَ مَحلِّ النِّزاعِ في المسائل الأصولية إِلاَّ من فضيلته وفقه الله، فقد كان كثير اللَّهجِ بِذلك وتكراره عند كل مسألةٍ. ولم أتنبه للمسألة التي أشرتم إليها إلا الآن جزاك الله خيراً.
والبحث الذي أشرتم إليه عنوانه:
الخلاف الأصولي في قرآنية البسملة وأثره في الأحكاموملخصه كما جاء في مقدمته:
جاء البحث في مقدمة وتمهيد، وسبعة مطالب، وخاتمة.
وقد بحث في التمهيد دوران المسألة بين القطعية والظنية، وانتهى إلى أنها من مسائل الظن والاجتهاد، وليست بقطعية. وحَرَّرَ مَحَلَّ النِّزاعِ في المطلب الأول، وأَنَّه لا نزاع بين العلماء في أَنَّ البسملة بعض آية من سورة النمل، ولا نزاع أنها ليست آية من سورة براءة، والنِّزاعُ إنما هو في قرآنيتها في كل موضع كتبت فيه بين سورتين.
وفي المطالب الثاني والثالث والرابع ذكر أقوال العلماء في المسألة وأدلتهم ومناقشاتها وأبرزها أقوال أئمة المذاهب الأربعة:
- مالك: أَنَّها ليست آية من القرآن مطلقاً، وإنما هي للتبرك.
- والشافعي: أنها آية من أول كل سورة، الفاتحة وغيرها.
- وأبي حنيفة وأحمد هي آية من القرآن مستقلة، ليست من الفاتحة، ولا من غيرها، وإنما هي للفصل بين السور.
وبَيَّنَ المطلب السادس سبب الخلاف وأنه الخلاف في اشتراط تواتر ما هو من القرآن، بِحَسب مَحلهِ، ووضعه، وترتيبه.
والمطلب السابع للقول المختار، وهو أنها آية من القرآن للفصل بين السور، عَمَلاً لا عِلماً، وبِهذا الجمعِ تَرتفعُ شُبهةُ التكفير مِن نافي قرآنيتها لمثبتها، والعكس.
ويبقى الخلاف في الفروع الفقهية المبنية على كونها آية عملاً، أو ليست بآية، وقد اشتمل المطلب الأخير على هذه الفروع.
وقد قمت بوضع هذا البحث في مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية ليتسنى للإخوة الفضلاء الاطلاع عليه، وهو بصيغة PDF فلا بد لقراءته من برنامج Acrobat Reader . وهو يقع في 79 صفحة.
الخلاف الأصولي في قرآنية البسملة وأثره في الأحكام ( http://www.tafsir.org/books/open.php?cat=92&book=935)
¥