ـ[أحمد القصير]ــــــــ[08 Feb 2005, 01:27 م]ـ
حمل الآية على ظاهرها لا يلزم منه أن الله تعالى يَطْعَم تعالى عن ذلك سبحانه، وغاية ما في الآية أن الله تعالى يُخبر بأنه لا يريد من عباده أن يُطعموه، وكلنا متفق على تنزيهه سبحانه عن حاجته للطعام.
وتأمل هذا الحديث القدسي الذي رواه مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Feb 2005, 03:18 م]ـ
الأخ نصر
حمل الآية على المعنى الذي قاله إبن الجوزي مقبول--فقوله ((وإنما أسند الإطعام إلى نفسه، لأن الخلق عيال الله، ومن أطعم عيال أحد فقد أطعمه)) --وهذا منسجم مع الحديث النبوي الشريف والذي فيه ((أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي)) --فهذا المعنى مستساغ---ولو قاله المرحوم السعدي ما اعترض احد--ولكنه رحمه الله تركها هكذا مبهمة دون توضيح المعتقد السليم
فقوله ((فما يريد منهم من رزق وما يريد أن يطمعوه،)) مشكل وكان الأولى به أن لا يقوله
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[08 Feb 2005, 10:50 م]ـ
ان يطعمون ....... لا بد ان تكون النون مكسورة ....... الفتح لا يجوز فى العربية ...... لان اصغر طالب يعلم ان الافعال الخمسة تنصب بحذف النون ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Feb 2005, 03:37 ص]ـ
أخي أبا عبد المعز
لكم أحب أن أقرأ لك شيئا أخي فلا يكفي منك جملة هنا وجملة هناك
أخبرنا لو سمحت عن ترجيحك لتفسير الآية قيد البحث ((وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ})
وقولك ((ان يطعمون ....... لا بد ان تكون النون مكسورة ....... الفتح لا يجوز فى العربية ...... لان اصغر طالب يعلم ان الافعال الخمسة تنصب بحذف النون ... )) سليم جدا جدا عسى أن يتقبله المخطىء
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[09 Feb 2005, 11:56 م]ـ
ثم قال جلَّ جلاله: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ} أي إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم، وقال ابن عباس: {إلا ليعبدون} أي إلا ليقروا بعبادتي طوعاً أو كرهاً، وهذا اختيار ابن جرير، وقال ابن جريج: إلا ليعرفون، وقال الربيع بن أنَس إلا للعبادة. وقوله تعالى: {ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمونِ إن اللّه هو الرزاق ذو القوة المتين}، عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: أقرأني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {إني أنا الرزاق ذو القوة المتين} ""أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي: حسن صحيح""، ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم، وفي الحديث القدسي: (يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسد فقرك) ""أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن غريب"".
وقد ورد في بعض الكتب الإلهية: يقول اللّه تعالى: (ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفلت برزقك فلا تتعب، فاطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء)
ابن كثير رحمه الله تعالى.
وقال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره عند قوله تعالى (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ) الشعراء (79 - 81)
وكله بغير ياء {يهدين} {يشفين} لأن الحذف في رؤوس الآي حسن لتتفق كلها. وقرأ ابن أبي إسحاق على جلالته ومحله من العربية هذه كلها بالياء؛ لأن الياء اسم وإنما دخلت النون لعلة. اهـ
فتامل وقارن بارك الله فيك.