تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء أَنْ يَخْسِف بِكُمُ الْأَرْض فَإِذَا هِيَ تَمُور} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء} أَيّهَا الْكَافِرُونَ {أَنْ يَخْسِف بِكُمُ الْأَرْض فَإِذَا هِيَ تَمُور} يَقُول: فَإِذَا الْأَرْض تَذْهَب بِكُمْ وَتَجِيء وَتَضْطَرِب.))

نجده قد كرر ألفاظ الآية هنا أيضا ولم يفسر " أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء} مطلقا

فماذا يعني هذا يا أهل التفسير؟؟

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2005, 05:25 م]ـ

أخي العزيز جمال حسني وفقه الله

الطبري رحمه الله له مؤلفات أخرى غير التفسير. وكتابه التفسير كتاب كبير. وسؤالي: هل استقصيت كلام الطبري على الآيات المماثلة في تفسيره لتخرج بما يشبه الصواب؟

هل رجعت لكتابه التبصير في معالم الدين ص 145 من الطبعة الثانية؟ فقد تكلم عن هذه الآية ونظائرها وفصل في ذلك؟

الحكم على عقيدة عالم من العلماء من خلال موضع في مؤلف له في رأيي منهج غير سديد. حيث لا تدري متى كتب هذا الكلام، وماذا يقصد بالتحديد منه، وما لم تجمع كلامه في مواضع كثيرة ومتعددة، وتعلم علماً يقينياً برأيه في مسائل الاعتقاد، فلا توافق على استنتاجك وجزمك بعقيدة عالم من العلماء. وفي ترك مثل هذه المسائل فسحة لطالب العلم. يستفيد من الكتب والعلماء، ويبقى لسانه عفاً، وقلمه سالماً من الوقوع في أحد من أهل العلم، وتزهيد طلاب العلم في كتب العلماء. وما جنى الناس من إطلاق ألسنتهم في العلماء وكتبهم إلا قسوة القلب، والبعد عن الحق والعلم.

الإمام الطبري من كبار علماء السلف، ومنهجه لمن قرأ كتبه كلها بتمعن واضح لا لبس فيه لمن أراد الحق فقط. ومن اكتفى باقتطاع الكلام وبتر النصوص، فسيتعب نفسه ويتعب الآخرين معه بلا فائدة تذكر. ومسائل العلم المهمة الأصلية أكثر وأهم من أن يصرف طالب العلم وقته في غيرها.

ثم أمر أخير وهو أن الطبري قد بين رأيه في النقل الذي نقلته عنه وهو قوله بعد ذكر القول الأول: (وغيرُ جائز تكلُّف القول في ذلك لأحد إلا بخبر من الله جل جلاله، أو من رسول مرسل. فأما القول في صفات الله وأسمائه، فغيرُ جائز لأحد من جهة الاستخراج إلا بما ذكرنا).

وأما ترك الطبري تفسير قوله تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء). فلأنها واضحة مفهومة ولله الحمد. معناها أن الله في السماء. والعربي يفهمها. دون معرفة كيفية ذلك، والحق في هذه المسألة وأمثالها واضح لا تعقيد يه. تثبت الصفة كما أثبتها الله لنفسه وهي صفة العلو هنا، دون تكييف لها، ولا تشبيه لله بخلقه، ودون تعطيل لها ولا تحريف أيضاً. والحمد لله رب العالمين

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 Feb 2005, 05:45 م]ـ

السلام عليكم شيخي الدكتور الشهري

قولك ((وفي ترك مثل هذه المسائل فسحة لطالب العلم. يستفيد من الكتب والعلماء، ويبقى لسانه عفاً، وقلمه سالماً من الوقوع في أحد من أهل العلم، وتزهيد طلاب العلم في كتب العلماء. وما جنى الناس من إطلاق ألسنتهم في العلماء وكتبهم إلا قسوة القلب، والبعد عن الحق والعلم.))

يكتب بماء الذهب

بارك الله فيك وأبقاك لنا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير