ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 Feb 2005, 04:20 م]ـ
بمناسبة الإعجاز في السورة، قرأت هذه المعارضة الطريفة لسورة الكوثر:
((إنا أعطيناك اللحاح * فصل لربك و ارتاح * إن شانئك هو العجل النطاح)).
ـ[ m99] ــــــــ[15 Feb 2005, 06:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور هشام وهم يفضحون انفسهم بما تخطه ايديهم!!
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[18 Feb 2005, 07:36 ص]ـ
1 - سبب نزول هذه السورة معروف و هو وصف احد المشركين رسول الله بانه ابتر قاصدا بذلك ان ذكره سينقعطع بعد وفاته .. فجاءت الاية الكريمة " انا اعطيناك الكوثر"
الكوثر اسم يراد به الكثرة .. يقول سيد قطب في ظلال القران
"والكوثر صيغة من الكثرة .. وهو مطلق غير محدود. يشير إلى عكس المعنى الذي أطلقه هؤلاء السفهاء .. إنا أعطيناك ما هو كثر فائض غزير. غير ممنوع ولا مبتور .. فإذا أراد أحد أن يتتبع هذا الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه فهو واجده حيثما نظر أو تصور هو واجده في النبوة. في هذا الاتصال بالحق الكبير، والوجود الكبير. الوجود الذي لا وجود غيره ولا شيء في الحقيقة سواه. وماذا فقد من وجد الله؟ وهو واجده في هذا القرآن الذي نزل عليه. وسورة واحدة منه كوثر لا نهاية لكثرته، وينبوع ثر لا نهاية لفيضه وغزارته! وهو واجده في الملأ الأعلى الذي يصلي عليه، ويصلي على من يصلي عليه في الأرض، حيث يقترن اسمه باسم الله في الأرض والسماء. وهو واجده في سنته الممتدة على مدار القرون، في أرجاء الأرض. وفي الملايين بعد الملايين السائرة على أثره، وملايين الملايين من الألسنة والشفاه الهاتفة باسمه، وملايين الملايين من القلوب المحبة لسيرته وذكراه إلى يوم القيامة. "
و الكوثر ايضا اسم للنهر الذي يكون لرسول الله صلى الله عليه و سلم في الجنة ... و الان ما مصير الملايين بعد الملايين من المسلمين السائرين على درب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ترد عليه في الحوض يوم القيامة قبل الدخول الى جنات النعيم ..
و في هذا تلاحض التناسق البديع فهذا الكوثر من المسلمين يلتقون بين يدي رسول الله يوم القيامة عند الحوض الذي ذكر بعض العلماء ان مصدره ذلك النهر (الكوثر)
http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=58851&Option=FatwaId
2- فصل لربك و انحر:
بعد الاشارة الى عظيم نعمة الله سبحانه و تعالى على رسوله محمد عليه الصلاة و السلام يأمر الله سبحانه و تعالى عبده بان يصلي و في الصلاة يتجلى التواضع في اسمى معانيه فناسب الامر بالصلاة بعد ذكر نعم الله سبحانه و تعالى على نبيه ... و يروى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه عندما دخل مكة في عام الفتح دخلها متواضعا خافضا لرأسه حتى كادت ان تلامس عنق دابته ..
و بعد الامر بالصلاة انتقل الخطاب القراني الى النحر .. و كلاهما عبادتنان لله تعالى .. يفترض في الصلاة ان تكون باتجاه القبلة و يستحب عند النحر توجيه الاضحية للقبلة .. و كما ان الصلاة معلم للتواضع فالنحر اشارة لشكر نعم الله سبحانه و تعالى ... و في (النحر) رابطة بيانية بديعة مع خاتمة السورة ..
3 - ان شانئك هو الأبتر:
لاحظ التناسق اللطيف بين النحر و البتر .. و في اضافة كلمة هو الى هذه العبارة اشارة الى التخصيص فيكون معنى الاية ان شانئك ابتر و لست انت يا محمد فجاءت كلمة هو لتجمل هذا المعنى ..
(ذكر السهيلي في الروض الانف الكثير من هذه الفوائد)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 Feb 2005, 11:47 م]ـ
شكرا للأخ عبد الله حسن ... وأضيف الى اضافاتك ... أمرا ... وهو ان الله تعالى لم يعط لنبيه الكريم .... الكوثر فقط .. بل اعطاه مناسبة لأعظم عبادة .... هي عبادة الشكر .. تلك العبادة التي قل من قام بها .... "وقليل من عبادي الشكور"والسر كامن فى اعتماد صيغة الماضي فى قوله "اعطيناك" .... وربط ذلك بالفاء ... "فصل" .... فكأن المعنى .... ان العطاء تم .... فاشكر ربك ... وهذا المعنى ... قد يختفي لو قال ... ".سأعطيك الكوثر ..... فصل ... "لأن العبادة حينئذ قد تنزل من مقام الشكر الى مقام السؤال والطمع ....