تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فيتطاير الشرر من تحت الأقدام والفاعل في قدح هذا الشرر هو الخيل نفسها من قوة حوافرها وسرعة انطلاقها،، كما ينبيك هذا عن وعورة الأرض التي تستجيب لهذا الركض القوي بأن تنقدح شررا من تحت هذه الحوافر، وعندما نقول وعورة الأرض في وصف هجوم مباغت في معركة تتخيل أن المهاجمين سلكوا طريقا لا عيون عليها وعرة تحقق عنصر المباغتة، وهو ما يخدم النص، إذ عادة ما تكون الطرق التي تؤدي إلى مرابع القوم ممهدة وغيرها غير ذلك.

?فَالمُورِياتِ? توري نار الحباحب وهي ما ينقدح من حوافرها ?قَدْحاً? قادحات صاكات بحوافرها الحجارة. والقدح: الصك. والإيراء: إخراج النار. تقول: قدح فأورى، وقدح فأصلد،

?فالمغيرات صبحا?:

وقت إغارتها على العدو هو الصباح الباكر وما فيه من عنصر المباغتة

ومعنى الإغارة في اللغة الإسراع، يقال: أغار إذا أسرع وكانت العرب في الجاهلية تقول: أشرق ثبير كيما نغير. أي نسرع في الإفاضة.

?فأثرن به نقعا?

عندما توسطت جموع ومرابع العدو في أرضه وعقر داره صبحا أثرن النقع أي الغبار

والغبار يسمى نقعاً لارتفاعه، وقيل: هو من النقع في الماء، فكأن صاحب الغبار غاص فيه، كما يغوص الرجل في الماء.

فتتخيل هنا قوما نائمين باغتهم عدوهم وهم في غفلة من أمرهم وتوسط بخيله مرابعهم وأثار الغبار في وسط المرابع والشرر يتطاير والأنفاس تلهث ويتصاعد البخار من الخيل التي تعدو وهي تحمحم

ويجوز أن يراد بالنقع: الصياح، من قوله عليه الصلاة والسلام "ما لم يكن نقع ولا لقلقة" وقول لبيد:

فَمَتَى يَنْقَعْ صُراخٌ صَادِق

أي: فهيجن في المغاز عليهم صياحاً وجلبة.

وهذا يعطي بعدا صوتيا آخر تسمع صراخ النساء الثكالى والخائفات وعويل الأطفال المباغتين.

?فوسطن به جمعا?

أي توسطت جموع العدو وقت الصبح وباغتتهم

صورة معركة كاملة من ألفها إلى يائها في عشر كلمات

تثير الخيال لترى:

الألوان:

الشرار المنقدح، والبخار المتصاعد من الخيل، والغبار، والصبح الذي محت بشائره الأغبرة المتصاعدة من أرض المعركة،، والخيل التي تغير لونها من جراء العدو الشديد

الموسيقى:

ترى وقع الخيل وحركتها في فاصلة كل آية:

?ضبحا?

?قدحا?

?صبحا?

?نقعا?

?جمعا?

لو قرأتها كما ركض الخيل لرأيتها تحاكي ركض الخيل

بل إن كل آية تحاكي طريقة الحصان في الجري:

?والعاديات ضبحا?

انبساط فانقباض كخيل تطوي أرجلها مجمعة إياها معا ثم ترسلها مسرعة في حركة الخيل ويا ليتك معي لأسمعك كيف تقرأها وتتحسس موسيقيتها المحاكية لركض الخيل

لاحظ كذلك أمرين:

أولهما: العاديات فيها مد طبيعي حركتين ثم قدحا كأنما تخطف الكلمة خطفا، وهذا يجسد ركض الخيل بدقة

وثانيهما أن هذه الآيات التي تصف العدو والهجوم وتوسط مرابع العدو جاءت خاطفة سريعه تستثير الخيال وتسرع في الانتقال من مسهد إلى مشهد أو لنقل من عنصر من عناصر الصورة إلى عنصر،


فما رأي العلماء هنا في هذا التحليل البلاغي

ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[06 Mar 2005, 07:36 ص]ـ
أشك في ان هذا اللاديني قادر على ان يعرب كلمة ضبحا او قدحا و مع هذا يتطاول بكل جهل .. التفسير المذكور شبيه بما ذكره سيد قطب في تفسيره لهذه السورة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير