تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو زينب]ــــــــ[10 Mar 2005, 05:42 م]ـ

أخي الفاضل جمال وفقه الله

سوف أنقل فقرتين حول الموضوع

الأولى من كتاب " فتح الرحمان شرح ما يلتبس من القرآن " للشيخ زكرياء الأنصاري. و الثانية مقتبسة من كلام الأستاذ السامرائي حول التقديم و التأخير في القرآن.

أولا:

يقول الشيخ الأنصاري رحمه الله:

هذه تخالف آية الأنفال في ثلاثة أمور:

1 - لأنه ذكر في هذه " لكم " لتمام القصة قبلها. و تركها ثَم إيجازا أو اكتفاء بذكره له قبل في قوله " فاستجاب لكم "

2 - و قدم " قلوبكم " على" به " هنا. و عكس في الأنفال ليزاوج بين الخطابين في " لكم " و "قلوبكم ".

3 - و ذكر هنا وصفي " العزيز " و " الحكيم " تابعين بقوله:" العزيز الحكيم ". و ثم ذكرهما في جملة مستأنفة بقوله " إن الله عزيز حكيم " لأنه لما خاطبهم هنا , حسُن تعجيل بشارتهم بأنََ ناصرهم عزيز ُُ حكيمُُُُُ.

و لأن ما هناك قصة بدر وهي سابقة على ما هنا , فإنها في قصة أُحُد فأخبر هناك بأنه " عزيز حكيم " و جعل ذلك هنا صفة لأن الخبر قد سبق.

ثانيا:

بعد أن فسر الأستاذ السامرائي سبب التقديم و التأخير في آيتي آل عمران و الأنفال – كما ذكرها أخونا لؤي الطيبي , جزاه الله كل خير- يضرب أمثلة أخرى:

و مثال آخر. قوله تعالى في سورة هود " قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي و آتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها و أنتم لها كارهون" /28.و قوله تعالى في سورة هود كذلك " قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي و آتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير " "/63.في الآية الأولى قدم الرحمة على الجار و المجرور. و الآية تتكلم عن الرحمة (فعميت , أنلزمكموها , و أنتم لها كارهون) كلها تعود على الرحمة لذا اقتضى السياق تقديم الرحمة على الجار و المجرور.أما في الآية الثانية فالآية تتكلم عن الله تعالى (ربي , الله , منه , الضمير في عصيته) كلها تعود على الله تعالى لذا اقتضى السياق تقديم " منه " على الرحمة.

وفي القرآن الكريم أمثلة عديدة في التقديم و التأخير كما في قوله تعالى {لهم ما يشاؤون فيها} و {لهم فيها ما يشاؤون} و كذلك في قوله تعالى {و رفعنا فوقكم الطور} و {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة} و قوله تعالى {ومما رزقناهم ينفقون} و {و أنفقوا مما رزقكم الله}.

و لا ينبغي الاكتفاء بالاهتمام لتفسير التقديم و التأخير في القرآن بل يجب أن يعرف سياق الآيات و دلالتها لأن السياق يقتضي هذا التقديم والتأخير.

و الله أعلم.

ـ[أبو علي]ــــــــ[17 Mar 2006, 10:28 ص]ـ

الحمد لله العزيز الحكيم

كان من الحكمة أن يعبر القرآن عن المدد الإلهي للمؤمنين مرتين لأن المؤمنين ليسوا سواء، منهم الراسخون في الإيمان العارفون بالله، ومنهم حديثوا الإيمان الذين لا زالوا مبتدئين.

آية آل عمران تتكلم عن الصنف الأول من المؤمنين، فالعارف بالله يوقن أن الله عزيز حكيم يحقق الغاية بأية وسيلة، والغاية هي اطمئنان القلوب بالنصر، لذلك قدم (قلوبكم) على الجار والمجرور (به) لأن ما يهمهم هو تحقيق الغاية ولا يهم بأية وسيلة، هولاء حين سمعوا بالمدد أيقنوا أنها بشرى ترجح كفة المعركة لصالحهم، لذلك قال تعالى (بشرى لكم)، لو اعتبروا أن المدد غير كاف لتحقيق النصر لكانت (بشرى فقط) بدون (لكم)، وختم الله الآية ب (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)، فهذه حقيقة يعلمها المؤمنون بالله العارفون به لا تحتاج أن يؤكدها لهم ب (إن) فيقول (إن الله عزيز حكيم).

أما آية الأنفال فإنها تتكلم عن الصنف الثاني من المؤمنين الذين يظنون أن حسن اختيار الوسيلة هو الذي يحقق الغاية، لذلك قدم الوسيلة (الجار والمجرور (به))، وحيث أنهم مؤمنون جدد فإن المدد كان (بشرى فقط)، لو أنهم اعتبروا الإمداد كافيا لتحقيق النصر لكان (بشرى لهم)، هؤلاء يحتاجون إلى توكيد يطمئنون به إلى البشرى، فأكد الله لهم: وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم، وزادهم تأكيدا بضرب أمثلة تذكرهم: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)

مثلا:

مريض يثق في طبيبه، فهو الذي يسكن ألمه في كل مرة يعاوده فيها نفس الألم، إذا عاود هذا المريض نفس الألم ثم جيء له بدواء وأعلموه أنه من عند طبيبه فإنه ستكون بشرى له بالشفاء لثقته الكبيرة بطبيبه العالم بحالته المرضية.

ومريض آخر أصيب بنفس الألم، فبعث من يحضر له دواء مسكنا، فلما سمع بإحضار الدواء استبشر لكنه غير متأكد ما إذا كان الدواء الذي أحضر هو الدواء المناسب أم لا، إذن فهي بشرى فقط لا تكون (بشرى له) إلا إذا تأكد أن الدواء سيحصل به الشفاء، فيؤكد له: إن هذا الدواء وصفه لك الدكتور فلان إنه طبيب قدير،إذ أنه عالج كثير من المرضى أمثالك كانوا يعانون نفس الألم الذي تعاني منه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير