لقد عبرت المرأة المسلمة الانموذج (ام سلمة رضي الله عنها) عن عقلية رائعة باستيعابها للخطاب القرآني فقد كانت في غرفتها عندما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على النبر ويقول ايها الناس فتقدمت ام سلمة نحو نافذة حتى تقترب وتستمع الى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لها من كانت بالعقلية الجاهلية (انما يخاطب الرجال) فقالت ام سلمة قولتها الرائعة (اني من الناس) هكذا ادركت المرأة الانموذج مسؤولياتها في المجتمع.
لم تكن هناك امة الا هي من رجال ونساء تعيش مسؤولياتها وتواجه مصيرها المشترك .. يخبرنا القرآن الكريم ان الحساب يكون للامم مجتمعة عامة قدمت واخرت والامة تقف برجالها ونسائها متحملين مسؤولية حياتهم واعمالهم ..
وفي (خطاب الانسان) الذي لا تفرق اللغة العربية فيه بين الذكر والانثى فكلاهما انسان الرجل انسان، والمرأة انسان وليس انسانة فكلاهما اذا مسه الضر يدعو الله قائما او قاعدا فكلاهما مسكونان بعبادة الله حتى لو كانت على حرف .. وكلاهما هدف لغواية الشيطان، لذلك عليهما الرجل والمرأة ان يتخذاه عدوا .. وكلاهما يتحملان مسؤولية الحسنى بالوالدين، وكلاهما تتحدد قيمتهما عند الله بسعيهما في الحياة وحسن الاداء .. فكلاهما كادح الى ربه فملاقيه انها الغاية الانسانية والوجودية للرجل والمرأة الكدح سعيا وجهدا للقاء الله ... وكلاهما خلق في احسن تقويم عقلا وروحا وبدنا وكلاهما علمهما الله ما لم يعلما.
يقسم الله بالعصر مؤكدا ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، انها منظومة من العلاقات الايمانية والعلمية والعملية والاخلاقية متشابكة متداخلة هي التي تؤدي الى الفلاح الفردي والحضاري .. وهي منظومة مسؤول عن انجازها الانسان الرجل والانسان المرأة وهم الذين يرفعهم الله درجات، وهم الذين يقولون قولا سديدا ... ولذلك فان الله يدافع عنهم الرجل منهم والمرأة على السواء.
مرة سمعت الصحابية الجليلة فاطمة بنت قيس المنادي يقول (الصلاة جامعة) بناء على امر النبي وكان اذا قال المؤذن مع الاذان (الصلاة جامعة) يعني ان الدعوة ليست للصلاة فقط، وانما هناك امر يدعو اليه رسول الله بعد الصلاة.
تقول فاطمة بنت قيس: (انما سمعت المنادي يقول الصلاة جامعة مضيت فيمن مضى من الناس الى المسجد) هكذا كانت المرأة تعيش مسؤوليتها الحضارية ... وعنما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو مقيل عند صاحبية تدعى (ام حرام) (فريقا من اصحابه يغزون البحر كأنهم الملوك على الاسرة) تقول له (ام حرام): (ادع الله ان اكون معهم) لم يقل لها الرسول صلى الله عليه وسلم انك امرأة عليك الخروج مع الرجال بل استجاب لها وقال لها (انت من الاولين) أي مع غزاة البحر.
فاذا الامر كذلك في اصعب موقف هو الجهاد، فما حال القضية في مشاركتها الاجتماعية الاخرى.
لا فرق عند الله بين الرجل والمرأة انسانيا وحقوقيا وعلما واخلاقيا وايمانيا وجهادا الا ما يتعلق بخصوصية (جنس الانثى) وتكوينها الذي بدونه لا يكتمل العالم.
ـ[أخوكم]ــــــــ[03 Apr 2005, 05:30 م]ـ
كما يجب علينا أن نتبع النصوص الشرعية العامة التي لا تفرق بين الرجل والمرأة في أحوال معينة
فكذلك يجب علينا أن نتبع النصوص الشرعية الخاصة التي فرقت بين الرجل والمرأة في أحوال معينة
فالهدى في الاستمساك بالنصوص الشرعية العامة والخاصة
والضلال في ترك أحدهما أو كليهما