ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Apr 2005, 09:33 م]ـ
صار الإقصاء داء العصر عند بعض الإسلاميين--صار السلفي لا يقرأ للاشعري لأنه يؤول أو يفوض في الصفات - وينصح أحبائه بعد القراءة لهم--وكذلك يفعل الآخرون
لماذا لم يكن التصدير: صار الاشعري والصوفي لا يقرأ للسلفي لأنه يثبت الصفات -وينصح أحبائه بعد القراءة لهم - وكذلك يفعل الآخرون.
وكما تفضل الفاضل ابن الشجري بأنه ليس بداء .. بل التحذير من المبتدعة وكتبهم من الأمر بالمعروف و النصح للدين وللمسلمين خصوصا للمبتدئين .. وأما أهل العلم فيعرفون الغث من السمين.
والمسألة كما لا يخفى ليست عصرية، فلو قرأت ـ مثلا ـ ما كتب الشيخ عبد الوهاب السبكي الصوفي الأشعري ـ وغيره ممن سار على دربه ـ عن السلفيين كشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي = لرأيت من ذلك ألوانا عجيبة من ما سميته.
أعود لابن جني فأقول: ابن القيم رحمه الله أيضا نقل عنه في مواضع عديدة من كتبه كالبدائع وغيره، وأفاد منه .. ورد عليه في الصواعق وبين زيغه هو وشيخه الفارسي قال رحمه الله:
أحدها: أن تعلم أن هذا الرجل ـ ابن جني ـ وشيخه أبا علي من كبار أهل البدع والاعتزال المنكرين لكلام الله تعالى وتكليمه [ .. وذكر بعض طوامه .. إلى أن قال]: فمن كان هذا خطؤه وضلاله في أصل دينه ومعتقده في ربه وإلهه فما الظن بخطئه وضلاله في الفاظ القرآن ولغة العرب فحقيق بمن هذا مبلغ علمه ونهاية فهمه أن يدعي أن أكثر اللغة مجاز ويأتي بهذا الهذيان ولكن سنة الله جارية أن يفضح من استهزاء بحزبه وجنده وكان الرجل وشيخه كانا في زمن قوة شوكة المعتزلة وكان الدولة دولة رفض واعتزال وكان السلطان عضد الدولة بن بويه وله صنف أبو علي "الإيضاح" وكان الوزير إسماعيل بن عباد معتزليا، وقاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد معتزليا، وأول من عرف منه تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز هم المعتزلة والجهمية .. مختصر الصواعق المرسلة 2/ 821 ط أضواء السلف.
ومما استجاده منه ابن القيم وعرضه على شيخ الإسلام ما جاء في البدائع:
وقد قدمنا أن الألفاظ مشاكلة للمعاني التي أرواحها يتفرس الفطن فيها حقيقة المعنى بطبعه وحسه كما يتعرف الصادق الفراسة صفات الأرواح في الأجساد من قوالبها بفطنته، وقلت يوما لشيخنا أبي العباس بن تيمية ـ قدس الله روحه ـ قال ابن جني:
مكثت برهة إذا ورد علي لفظ آخذ معناه من نفس حروفه وصفاتها وجرسه وكيفية تركيبه ثم أكشفه فإذا هو كما ظننته أو قريبا منه؟
فقال لي ـ رحمه الله ـ: وهذا كثيرا ما يقع لي، وتأمل حرف (لا) كيف تجد في نهايته ألفا يمتد بها الصوت ما لم يقطعه ضيق النفس فآذن امتداد لفظها بامتداد معناها.
ولن بعكس ذلك فتأمله فإنه معنى بديع
وانظر كيف جاء في أفصح الكلام كلام الله، (ولا يتمنونه أبدا) بحرف لا في الموضع الذي اقترن به حرف الشرط بالفعل= فصار من صيغ العموم؛ فانسحب على جميع الأزمنة، وهو قوله عز وجل (إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت)
كأنه يقول: متى زعموا ذلك لوقت من الأوقات أو زمن من الأزمان، وقيل لهم: تمنوا الموت = فلا يتمنونه أبدا، وحرف الشرط دل على هذا المعنى، وحرف لا في الجواب بإزاء صيغة العموم لاتساع معنى النفي فيها [بقيته هناك] بدائع الفوائد 1/ 102
ولأخينا الشيخ الفاضل سليمان الخراشي كلام نحو هذا الموضوع ينظر في هذا الرابط:
http://www.alkashf.net/moshrf/5/10.htm