تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Apr 2005, 07:59 ص]ـ

أخي الكريم أحمد

أحسنت الاستدلال، وأنا أوافقك في أنَّ مشكلة الأحرف السبعة لم تظهر لهم، إذ لم ترد إشارة ـ ولو جزئية ـ إليها؛ كما ذكرتَ ـ وفقك الله ـ في تعقيبك.

ومن الملاحظ أن كثيرًا ممن يناقش هذا الموضوع اليوم لا يؤمن بالمجملات، ولا يعتدُّ بالنهايات، فتراه ينقِّبُ عما لا يمكن وجوده، فالنتيجة عندنا اليوم هي وجود هذا المصحف الذي كُتِب فيه كل القرآن، وهو الذي أجمع عليه الصحابة ثمَّ تبعتهم الأمة، سوى شُذَّاذٍ من الرافضة لا عبرة بهم في هذا.

وأقصد من ذلك: أن عدم وجود تفاصيل لهذا الجمع لا يطعن عليه كما يذهب إلى هذا بعض المغرضين من أعداء الدين؛ سواءً من المنصرين أو المستشرقين التوراتيين أو ممن تبعهم من المستغربين.

وهذا الأمر قائم على علم الجدل، ويمكن نقض أقوالهم بدون وجود هذه التفاصيل التي يتَّكئون على عدم وجودها.

ولقد استطردت عن أصل موضوعك ههنا قصدًا؛ لأنبه أن بحثنا ـ نحن المسلمين ـ في هذه الأمور لا يعدو البحث العلمي للاستفادة والتحرير، وليس غرض مثلي ومثلك ـ ولله الحمد ـ كغرض أولئك المستغربين أو أسيادهم.

ولقد قرأت كتاب الفيلسوف الكبير عبد الرحمن بدوي (دفاع عن القرآن ضد منتقديه) الذي عرض فيه نقد بعض المستشرقين والمنصرين للقرآن، فإذا بي أزداد قناعة بتهافت ما عندهم من وجهات نظر، وبقلة عقلهم في هذا الموضوع، حتى إنهم ليتشبثون بسوء فهمهم فيكون لمن بعدهم حجة قوية ومنطقية، ويصير ما كان ظنًّا واحتمالاً حجة علمية، والموضوع ذو شجون، لكني أردت التنبيه على هذا الأمر، والله يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2005, 12:37 م]ـ

حرَّرَ الدكتور عبدالحي الفرماوي في كتابه (رسم المصحف ونقطه) هذه المسألة تَحريراً جيداً لولا ضيق الوقت لنَقلتهُ للمُدارسةِ (103 - 109)، وقد أشار إلى خطوات الكتابة في عهد الصديق رضي الله عنه، ووقف عند هذه النقطة التي أشرتم إليها فأَشارَ إِلى أَنَّ زيداً كان يكتب القراءاتِ المتواترةَ المتلوةَ برسمٍ واحدٍ إِنْ أَمكنَ، فإن لم يصلح رسمٌ واحدٌ لجميعِها كتبَ أَحدها في الأصل، وكتب ما يُخالِفُهُ تَحته أو فَوقه أو بِهامش الآية، أو بغير ذلك من الطرق التي يعرفون بِها أَنَّ للكلمة رسمين أو أكثر، ثُمَّ قال: (وهذا الاحتمالُ وإِنْ كان بغيرِ دليلٍ كما نرى، إِلاَّ أنَّه لا يوجد أيضاً ما يَمنعُ من قَبولهِ) ص 108

وكتب في الحاشية: (ويُبَرِّرُ لهم فعل ذلك أَنَّ هذه الصحف لم تكن مجموعةً لقراءة العامة فيها، وإنَّما جُمعت لحفظ القرآن بين دفتين، خشيةَ الضياع، فلا ضررَ في كتابةِ رَسْمين مع الإشارة التي يَعلَمُ بها أولو العلم أَنَّهما رَسْمان صحيحان، بِخلاف المصاحف العثمانية كما سنرى).

وربَّما يردُّ بعضُ الباحثين بعض الخطوات الدقيقة التي يُشِيْرُ إليها المؤرخون لجمع القرآن دون أن يكون لديهم رواية تاريخية يستندون إليها، بأَنَّ هذا نوعٌ من التحري الدقيق لا يوافق ما كان سائداً عند العرب في بداية الإسلام من التواضع في أدوات الكتابة وطريقتها ونحو ذلك، ولكنَّ المُدقِّق في أمرِ جَمعِ القرآن يَجدُ أَنَّ زيدَ بن ثابتٍ قد سارَ على خِطةٍ غايةٍ في الدقةِ والضبطِ والتحري، وأَنَّه قد احتشدَ لِهذا غايةَ الاحتشاد، وذلك على مرأى ومَسمعٍ مِن جَميعِ الصحابةِ، لو كان أهلُ زماننا هم الذين قاموا بِها لَما وسِعَهم أَكثر مِمَّا قام به زيد بن ثابت رضي الله عنه في ذلك، ثُمَّ إِنَّ الأمرَ قبل ذلك وبعدَه أمرُ حفظِ اللهِ سبحانهُ وتعالى للقرآن، وتَهيئتهِ وهدايتهِ مَنْ قامَ على هذا العملِ إلى أقومِ طريقةٍ، وأَسَدِّ سبيلٍ للنهوض بهذا الأمر، وهذا ما كان والحمد لله.

ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[20 Apr 2005, 11:02 ص]ـ

أحسنتم نضر الله وجوهكم

ومع فتوري عن الكتابة في الملتقى - دون المتابعة – إلا أن هذا الموضوع حركني للكتابة لأهميتة، وهو موضوع لما ينضج في علوم القرآن، وأرى أنه جدير برسالة علمية، أو بحث علمي محكم على الأقل، ليحرر تحريرا بالغا.

وأقترح أن يكون البحث عبر المراحل التالية:

1. جمع المرويات في الموضوع، والاستقصاء في ذلك ما أمكن.

2. النقد والتمحيص لتلك المرويات، وتمييز المقبول منها من المردود.

3. التحليل لتلك المرويات والربط فيما بينها، وضم النظير إلى نظيره، وتدقيق النظر والاستنباط منها.

4. النظر في الدراسات السابقة لهذا الموضوع، ونقدها، ومقارنته بما تم التوصل إليه.

5. النتائج.

فمن ينبري لها يا أهل القرآن؟

والسلام عليكم،،،

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير