عند الحديث عن أول كتب التفسير المستقلة، ذكر تفسير يحيى بن سلام البصري المتوفى سنة 200هـ فذكر أن الدكتورة هند شَلْبِي التونسية قامت بتحقيقه، وأنه في طريقه للطبع، وذكر أنه قام بتحقيقه أيضاً ثلاثة من الباحثين في رسائل علمية، وذكر أن هذا التفسير قد سقط منه نحو الثلث في مواضع متفرقة منه، وأن لهذا التفسير ثلاثة مختصرات هي: تفسير هود بن محكم، وتفسير أبي المطرف، وتفسير ابن أبي زمنين. (ص40)
أشار إلى نقطة مهمة في المؤلفات المعاصرة في علوم القرآن، فقال (هذه بعض المؤلفات في العصر الحديث في علوم القرآن كفن مدون، والمؤلفات غيرها كثير، ولعلك تلاحظ أن أغلبها قد ألفها أصحابها لطلابهم، وأحسب أن هذا يؤدي إلى الإجمال في الحديث، وتيسير المادة، وعدم الخوض في دقائق المسائل ووعر المسالك، واختيار السبيل الأسهل والأيسر، وهذا المنهج يحرم الباحثين المتخصصين من نيل مرادهم، والحصول على بغيتهم، كما يحرم المؤلفين من الإبداع في القول، ومن إعمال الذهن والتجديد في الآراء، بل أدى بهم ألى التسليم في كثير من المسائل والقضايا، ونقلها كما هي من غير تَمحيصٍ؛ خشيةً من الدخول في تفاصيل تخرج به عن هدفه من التأليف.
والحق أن كثيراً من المباحث في علوم القرآن لا تزال بحاجة إلى النظر في مسائلها، وإعادة الكتابة فيها، وعدم الاكتفاء والتسليم بما قاله فلان وفلان من غير دليل، وعلوم القرآن أوسع من أن يحيط بها أبناء جيل أو أجيال من البشر). ص 49
تعرض للجمع الصوتي للقرآن الكريم ص 106 وما بعدها، وأشار فيه إلى خلاصة ما ذكره الدكتور لبيب السعيد في كتابه وفكرته حول هذا الموضوع، وقد زاد عليه بذكر ما وصل إليه الأمر في عصرنا، وجهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف في هذا الأمر.
عند إشارته لتفسير الإمام الطبري، وتاريخ طباعته بعد الحصول عليه عند أحد أمراء آل رشيد بحائل، ذكر صواب اسم هذا الأمير وأنه حمود بن عبيد الرشيد، وليس عبدالرشيد كما ذكر جولد تسهر (ص109)، والذهبي في التفسير والمفسرون (1/ 207)، وذكر الدكتور فهد إلى أن لديه نسخة من الطبعة الأولى التي طبعت لتفسير الطبري عام 1319هـ فقال: (وفي مكتبتي نسخة من هذه الطبعة النادرة).
قلت: وأين هي تلك النسخة المخطوطة التي عثر عليها عند حمود الرشيد الآن يا ترى؟
عند كلامه عن رسم المصحف، وترجيحه القول بوجوب التزام الرسم العثماني في كتابة المصحف، أورد عدداً من أسباب القول بوجوب التزام الرسم وعدد منها أن الذين دعوا إلى كتابة المصحف بالرسم الإملائي ليسوا من القراء، ولا من العلماء المختصين بالرسم، وإنما عمادهم الرأي المجرد، بل إن بعضهم من المشهورين بالإلحاد وسوء المعتقد، وفيهم من دعا إلى ذلك بحسن نية، لكنها دعوة ينقصها العلم الشرعي والله المستعان. ثم قال: (ونحن حين نورد هذه الأدلة لا نستجدي موافقة، أو نلتمس تأييداً لإبقاء رسم المصحف العثماني، فهو أمر حسمه علماء السلف رحمهم الله تعالى، ولا خيار للمخالف، ولكنا نخشى أن يغتر ببريق هذه الدعوة مغتر، أو تنطلي شبهات هذه الدعوة على من لا يعلم الحكم الشرعي فيغرق في أوحالها). ص 493
من اللطائف في هذا الكتاب أنه عد ملتقى أهل التفسير ضمن مصادره، حيث أشار في أثناء بحثه للمقصود بالأحرف السبعة في القرآن الكريم إلى ما كتبه الدكتور مساعد الطيار في ملتقى أهل التفسير فقال في حاشية ص 98: (انظر في هذا ما كتبه د. مساعد الطيار في ملتقى أهل التفسير في الانترنت عن الأحرف السبعة ص 7 - من 17). والدكتور فهد كما حدثني من المتابعين لملتقى أهل التفسير منذ بدايته، ولعله إن شاء الله يبدأ المشاركة معنا قريباً بعد أن ابتاع كمبيوتراً محمولاً لهذا الغرض وفقه الله. والدكتور في إحالته للملتقى كان يطبع المشاركات، ثم تكون الإشارة إلى الصفحة ضمن الصفحات المطبوعة لديه. ولعله يقصد ما كتبه الدكتور مساعد الطيار وفقه الله تحت عنوان (الطريق إلى حل مشكلة الأحرف السبعة (1)) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=191)
هذه بعض النظرات السريعة جداً في هذا الكتاب القيم، بحسب ما تيسر من الوقت الضيق، وإلا فحق هذا الكتاب الثمين أكبر من هذا، وحق مؤلفه علينا أكبر من ذلك كله وفقه الله وزاده من فضله، لمتابعة التأليف في علوم القرآن الكريم وما يتعلق بها، فلمصنفاته قبول بين طلاب العلم ولله الحمد، وأذكر منها:
اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر في ثلاثة مجلدات. منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير. خصائص القرآن الكريم.
بحوث في أصول التفسير ومناهجه. تحقيق تفسير سورة الفاتحة والفلق والناس للشيخ محمد بن عبدالوهاب. وغير ذلك من البحوث والكتب.
الرياض - ليلة الاثنين 10/ 3/1426هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Apr 2005, 11:42 م]ـ
شكر الله لك فضيلة الدكتور هذا النقل والتعريف بالطبعة الجديدة، وكل دارس لعلوم القرآن لا بد أن يكون مر على أحد مؤلفات الدكتور فهد الرومي، ومما يتميز به الدكتور مع الجانب العلمي قلمه الأدبي الذي يجمل به فصول كتبه ويجعل القارئ يستلذ بتذوق كلامه.
اسأل الله تعالى لشيخنا الكريم التوفيق والسداد
¥