تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. سليمان الحصين]ــــــــ[04 Jun 2005, 11:16 ص]ـ

أشكر أخي/ جمال حسني الشرباتي على قراءته لما كتبته حول بطلان القول بتحريم الربا بالتدرج، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل.

وأقول للأخ/ أحمد البريدي: بارك الله فيك ونفع بك على هذا السؤال حول آية {لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة} فأقول وبالله التوفيق: هذه الآية لا تدل على تحريم الربا بالتدرج لأمرين:

1 - أن المفسرين من الصحابة والتابعين لم يشيروا إلى شيء من ذلك؛ لكون تحريم الربا مستقر عندهم لم يقع التدرج فيه كما هو الحال في تحريم الخمر، قال ابن حجر رحمه الله تعالى تعليقاً على قول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} البقرة 281، قال: المراد بالآخرية: تأخر الآيات المتعلقة بالربا من سورة البقرة، وأما حكم تحريم الربا فنزوله سابق لذلك بمدة طويلة على ما يدل عليه قوله تعالى في سورة آل عمران في أثناء قصة أحد {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة} " فتح الباري 8/ 205.

2 - أن الآية نزلت لبيان الواقع الغالب الذي كان عليه التعامل أيام الجاهلية والتشنيع عليهم بذلك - تفسير أبي السعود 2/ 84، قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: كان الرجل يكون له على الرجل المال فإذا حل الأجل فيقول: أخر عني وأزيدك على مالك فتلك الأضعاف المضاعفة. زاد المسير 1/ 457 - وهذ ما يؤدي الربا إليه ولو نظرنا في واقع الأفراد والحكومات المتعاملة بالربا لرأينا كيف يتضاعف الربا القليل ليصبح أضعافاً مضاعفة، وانظر ما ذكره الشيخ أحمد شاكر والشيخ محمود شلتوت رحمهما الله تعالى في الرد على المستدلين بهذه الآية على إباحة الربا القليل، في حاشية زاد المسير 1/ 458، المكتب الإسلامي، وعليه فوصف الأضعاف المضاعفة هو كوصف إرادة العفاف المذكور في قول الله تعالى {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً} وصف ورد على الأعم الأغلب. والله تعالى أعلم.

ـ[سلطان الدين]ــــــــ[07 Jun 2005, 11:23 ص]ـ

حياك الله شيخنا سليمان

أنا أحد من تشرف بالدراسة عندك حفظك الله , وأقول للأخوة إن شيخنا سليمان الحصين مكسب لهذا الملتقى , نسأل الله ان ينفع بأطروحاته في هذا الملتقى.

وأود أن أسألك ياشيخنا عن تفسير الواحدي الذي حققت جزءًا منه , هل سيطبع؟

ـ[محمد الماجد]ــــــــ[09 Jun 2005, 02:43 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نفع الله بهذا الطرح المبارك

أسال الله بمنه وفضله ان يجعله في ميزان حسنات قائلة

أما ايراد الدكتور احمد جزاه الله خيرا فأقول إن قوله تعالى {أضعافا مضاعفة} لا تدل على التدرج في الربا. والله اعلم

واود منك ذكر وجه استدلالك بها على التدرج جزاك الله خيرا

ـ[السويلم]ــــــــ[11 Jun 2005, 10:24 ص]ـ

الإخوة المشاركين: السلام عليكم ورحمة الله.

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن تحريم الربا ورد "في آخر سورة البقرة، وفي سور: آل عمران، والروم، والمدثر. وذم اليهود عليه في سورة النساء" (القواعد النورانية، دار ابن الجوزي، ص169).

فهذا يدل على أن ما ورد في سورة الروم يشمل الربا المعروف. ولا تعارض بين هذا وبين ما ذكره كثير من المفسرين حول هدية الثواب. فإنه إذا كانت الهدية بقصد الثواب من المهدى إليه لا يثاب عليها، فالربا من باب أولى.

وما أشار إليه شيخ الإسلام حول ذكر الربا في سورة المدثر فيريد قوله تعالى: "ولا تمنن تستكثر" وقد جاء في تفسيرها نحو ما جاء في تفسير آية سورة الروم.

والله أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير