الناس الآن مع أن العالم كله أصبح كالقرية الواحدة بوسائل الاتصالات الحديثة ووسائل
الاستطلاعات الحديثة والأقمار الصناعية ونحو ذلك نقول:
أولا: هذا كلام الله عز وجل أخبرنا عن وجودهم وراء السد ومن أصدق من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثا فنحن كمؤمنين بهذا القرآن أنه كلام الله عز وجل نؤمن بأن يأجوج ومأجوج وراء السد كما أخبرنا الله وإن لم نطلع عليهم وإن لم نعرف أين يقع هذا السد.
ثانيا: أنه ليس كل موجود يرى، فأقرب شيء إليك عقلك فهل ترى عقلك لا تراه ولا تستطيع أن تجزم بأنك غير عاقل فأنت تجزم بوجود عقلك وتزعم أنك عاقل ومع ذلك أنت لم ترى عقلك.
ثالثا: هناك عوالم من عوالم الغيب آمنا بوجودها لإخبار الله تبارك وتعالي لنا بوجودها ونحن لم نرها، أليس الملائكة موجودين، أليس الجن موجودين، فلماذا نقول أن الجن غير موجودين لأننا لا نراهم، الجن موجودون ونحن لا نراه والملائكة موجودون ونحن لا نراهم
رابعا: أن بني إسرائيل لما استعصوا على موسى عليه السلام وأبوا أن يدخلوا الأرض المقدسة قال الله تعالي (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ) (المائدة: من الآية26)
فكانوا في صحراء سيناء تائهين في الأرض لا يهتدون سبيلا للخروج للعودة إلي مصر ولا لدخول فلسطين ومع ذلك كانت الرحلات التجارية والقوافل السفرية مستمرة السير لم يطلع الناس على بنى إسرائيل ولم يطلع بنوا إسرائيل على الناس حتى انتهى الأجل وهو (أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ) (المائدة: من الآية26) فمكنهم الله تعالي من الاهتداء إلي الطريق ودخول الأرض المقدسة، كذلك ياجوج ومأجوج رحم الله تعالي الناس بحبسهم وراء السد (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ (أي جعل السد) دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّ) (الكهف:98)
* (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ) (الكهف: من الآية102) أوجه لتفسير هذه الآية:
1 - أفحسب الذين جعلوا مع الله إله أخر، أفحسب الذين عبدوا الملائكة من دون الله، أوعبدوا المسيح بن مريم من دون الله أو عبدوا أولياء الله الصالحين من دون الله، أنهم بعبادتهم إياهم يرضون عنهم ويتولونهم من دون الله، كلا، كلا (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّ) (مريم:82)
2 - وقال بعض المفسرين (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ) (الكهف: 102) ثم لا أعاقبهم على ذلك ولا أعذبهم.
3 - وقال بعض المفسرين: (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ) (الكهف: 102) وأن ذلك نافعهم يوم القيامة.
أسئلة:::
-المفسرين المعاصرين يقولون في قول الله سبحانه وتعالي " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج " كلمة فتحت لا تحتمل لغة أن يكون من سيفتح هو السد جاء في الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم استبقظ من نومه فزعا وقال ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من رمي يأجوج ومأجوج إلي أخر الحديث وهذا يشير إلي تزامن بدايات انهيار السد مع بداية مرحلة العالمية واختلاط الأمم التي جاء الإسلام ليحققها ولا شك أن كلمة يختلط لا تفي هنا بالغرض بل يموج لأن الاختلاط لا يدل على الكثرة الهائلة وكل ذلك بعض إيحاءات كلمة يموج أما كلمة تركنا في قوله تعالي (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) (الكهف: من الآية99) فتوحي بالمنع السابق تستمر مرحلة موج الأمم في بعضها إلي يوم القيامة (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْع) (الكهف:99)
ولكن هذا الموج لا يذهب بخصوصيات الأمم وتميزها بدليل أن يأجوج ومأجوج الذين أفسدوا في مرحلة تبلور شخصيات وخصوصيات الأمم سيعاودون الكرة فيكون الوقت الذي تقترب فيه وظيفة الدين الدنيوية من نهايتها تقترب نهاية وظيفة العرب أيضا، فما نصيحتكم لنا لمثل هذه التفسيرات؟
أجاب فضيلة الشيخ:
إحذروا مثل هذه التفسيرات فهذا تحريف للكلم عن مواضعه كما حرفوا الدجال وكما حرفوا
بعض أمارات الساعة الثابتة في القرآن والسنة فهذا من تحريف الكلم عن مواضعه فيجب
¥