الثاني ?فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيا ّ ? [مريم:22] لم يرد ذكر لجبريل هنا ثم إن الضمائر كلها في هذا السياق تعود على عيسى ?فحملته ? عيسى ? فَانْتَبَذَتْ بِهِ ? [مريم: من الآية22] عيسى ?فَنَادَاهَ ? [مريم: من الآية24] عيسى عليه السلام فالراجح أن الذي نادى مريم بعد وضعها هو ابنها عيسى، ناداها ساعة ولادته ليطمئنها أولا لأنه قال لها كما سمعنا ? فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِياّ ? [مريم: من الآية26، فكانت الحكمة تقتضي أن تسمع كلام المولود أولا حتى تكون على يقين تام أنها إذا أشارت إليه ليكلمهم تكون على يقين أنه قادر على كلامهم، فأنطق الله تعالي عيسى ساعة ولادته ?فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي ?
- سؤال:: هل يجوز تمني الموت عند نزول الفتنة كما قالت مريم عليها السلام؟
أجاب فضيلة الشيخ:
لا في شريعتهم ليس في شريعتنا قال: النبي صلى الله عليه وسلم "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لابد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي ".
[ line]
* ? يَا أُخْتَ هَارُونَ) ظن بعض الناس أن هارون المذكور في قصة ولادة مريم لعيسى هو أخو موسى عليهما السلام، فظنوا أن مريم أخت هارون يعني أخت موسى، وبين موسى وعيسى عليهما السلام مئات السنين، فإذن ليس هارون المذكور في هذه القصة هو أخا موسى عليهما السلام، ولكنَّ القوم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم وصالحيهم، وكان هارون هذا رجلاً صالحاً في بني إسرائيل، وكانوا يشبهون به غيره في الصلاح والبر والتقوى.
، والعرب تطلق لفظ الأخ على النظير والشبيه فيقولون فلان ليس له أخ في صنعته يعني
، والله تبارك وتعالي أطلق الأخوة على النظير والشبيه فقال سبحانه وتعالي ?إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ? [الاسراء: من الآية27].
?وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا ? [الزخرف: من الآية48]
*? آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّا) قال ذلك وهو لم يؤتي بعد الكتاب ولم ينبىء لكن لما كان تنبيهه أمرا محققا وتنزيل الكتاب عليه أمرا محققا عبر عنه بلفظ الماضي وكأنه حصل لأن كل ما يخبر الله به أنه سيكون فلابد أن يكون كما أخبر الله فإذا عبر عنه بالماضي فالمراد إفادة تحقق هذا الذي أخبر الله عنه كما قال الله تعالي ?اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) و ?أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ?
* وانتبه لهذه اللفتة الزكية من عيسى عليه السلام حين يقول لبني إسرائيل ?وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّ ? [مريم:33]
فأنا ولدت كما ولدتم وسأموت كما تموتون وسأبعث يوم القيامة حيا كما يبعث الله تبارك وتعالي جميع الناس يوم القيامة أحياء، فليس لي من الأمر شيء وإنما أنا كما قلت لكم ?إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ? [مريم: من الآية30]
*هذه الآيات من أول قوله ?ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ? [:34] ?مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ] [:35]
هاتان الآيتان كالجملة المعترضة في كلام عيسى بن مريم عليه السلام لأن قوله تعالي بعد ذلك ?وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ? هذا من تمام كلام عيسى بن مريم عليه السلام ?وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَياّ ? [مريم:33]
* قال تعالي ?فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ? [الآية37]
ولم يقل فويل لهم، ولم يقل فويل للأحزاب وإنما قال ? فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُو ? [مريم: من الآية37] أي من الأحزاب لأن هناك حزبا آمن بعيسى بن مريم أنه عبد الله ورسوله ?فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ? [مريم: من الآية37]
* ?وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيا ّ ?
¥