2 - تَمَّت الكتابة في جملة من علوم القرآن في عهد النبي، وسجل الصحابة كثيراً من الذي تلقفوه من في رسول الله فيما يتعلق بالآية ونزولها وترتيب الآيات وغير ذلك، ونقصد بالكتابة التسجيل من إملاء رسول الله أو إملاء أحد الصحابة. أما تدوين تلك العلوم، أعني نقل تلك المعلومات المكتوبة من قبل الصحابة وترتيبها فقد تأخر إلى القرن الثاني الهجري، وكذا التصنيف وهو التدوين بعد إدخال عناصر جديدة.
3 - إن النصوص المنقولة إلينا تؤكد أن أول من استعمل مصطلح علوم القرآن هو الإمام الشافعي رحمه الله.
4 - إن الاهتمام بالتصنيف الموضوعي في علوم القرآن والتأليف فيه كان متقدماً على التصنيف الموسوعي، والذي نقصد به جمع الحديث عن أكثر من علم في تصنيف واحد، وكان أول من صنف فيه هو الحارث المحاسبي.
5 - إن التصنيف الموسوعي في علوم القرآن وصل إلى الذروة في العقد الثاني من القرن الثامن الهجري، وذلك حين صنف السيوطي كتابه التحبير والإتقان.
6 - إن ثلة من أهل العلم المتخصصين في عصرنا الحالي استطاعوا أن يقدموا بحوثاً جادة في جملة من الموضوعات الهامة في علوم القرآن، وأن لأقسام الدراسات العليا في الجامعات المتخصصة دور كبير في تطوير هذا العلم ونمائه.
7 - إن مقدمات التفاسير احتوت مادة علمية قيمة، لم يعتمد منها المصنفون في علوم القرآن إلا القليل، كما أن تلك المقدمات قد احتوت آراء المفسرين في كثير من المسائل والموضوعات وهي آراء من الأهمية بمكان، ورغم ذلك لم توضع للبحث والنقاش كما ينبغي.
8 - إن توزيع مادة المقدمات ونثرها حسب الموضوعات في هذا البحث وضح لنا نشأتها، وأظهر لنا تطور علوم القرآن ومباحثه عند المفسرين، وذلك لأن المفسر قد ضمن مقدمته رأيه في بعض المسائل، فجاء اللاحق ليتابع السابق فيما قاله وأثبته، وليستدرك عليه ما لم يقله مما هو مطلوب قوله، وهو أمر يسد حاجة القارئ ويغنيه من الرجوع إلى المقدمات نفسها.
9 - إن المفسرين تأثر بعضهم ببعض في ذكر الموضوعات التي تذكر في المقدمة، كما تأثروا في ذكر أدلة تلك الموضوعات المطروقة، ولهذا لم يتطور هذا الفن كثيراً بالمقارنة بالعلوم الأخرى.
10 - إن أكثر الموضوعات التي أولاها المفسرون اهتمامهم هي تلك الموضوعات المتعلقة بأصول التفسير، وأنواعه ومراتب المفسرين، وجمع القرآن وتدوينه، مع الاهتمام الخاص بموضوع الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها، وكذا فضائل القرآن.
11 - إن تفسير الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها، بسبع قراءات قرآنية هو الأقرب والأصح في اعتقادي، إذ هو الموافق للأحاديث والآثار الواردة، كما أنه هو التفسير الذي يسلم من الاعتراضات التي ترد على غيره من التفسيرات.
12 - وغير ذلك من النتائج التي لا يعدم الناظر في هذا البحث من الوقوف عليها.
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[18 Dec 2005, 10:22 م]ـ
يوجد تكملة لهذه الدراسة، ولا أعلم هل تمت ام لا؟؟؟
ـ[أم عاصم]ــــــــ[21 Dec 2005, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب "علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير (من نشأتها إلى نهاية القرن الثامن الهجري) " لمحمد صفاء شيخ إبراهيم حقي كتاب مفيد .. وقد فاجأني عنوانه حينما اطلعت عليه بعد مدة من مناقشتي للدكتوراه، فهو يشبه عنوان رسالتي: علوم القرآن من خلال مقدمات كتب التفسير (دون تحديد المدة الزمنية).
ونظرا لعدم تحديد المدة الزمنية وما في استقصاء جميع التفاسير من صعوبة .. فقد تم اختيار نماذج فقط من مقدمات كتب التفسير وحرصت أن تكون من أشهر وأهم كتب التفسير مع التنويع قدر المستطاع وذلك لغرض التعرف على الأنواع المختلفة من المقدمات بناء على اختلاف مذاهب أصحابها أو اختلاف اتجاهاتهم في التفسير ...
والنماذج المختارة من المقدمات هي لكتب التفسير التالية:
1 - المجاز في تفسير القرآن لأبي عبيدة
2 - جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري
3 - النكت والعيون للماوردي
4 - التبيان في تفسير القرآن للطوسي
5 - الكشّاف للزمخشري
6 - المحرر الوجيز لابن عطية
7 - مجمع البيان لعلوم القرآن للطبرسي
8 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
9 - غرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري
10 - لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن
11 - البحر المحيط لأبي حيان
12 - كتاب التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي
13 - تفسير القرآن العظيم لابن كثير
14 - روح المعاني للآلوسي
15 - التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور
وقد أشرت إلى مقدمات أخرى في البحث مثل مقدمة الجواهر الحسان للثعالبي (فقد نقلها الثعالبي من مقدمة ابن عطية)، ومقدمة معالم التنزيل للبغوي (فهي الأصل الذي نقل منه الخازن مقدمة تفسيره مع إضافات تتعلق بعلوم القرآن).
ولا أدعي بأني قد وفقت في اختياري لهذه النماذج بل إن كنت قد قصرت فالتقصير من سمات البشر.
وقد ذكرت هذا لمناسبة تشابه عنوان الرسالتين.
¥