تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد صفاء حقي]ــــــــ[06 Jan 2006, 05:56 م]ـ

أشكر الأخوة الافاضل على عرضهم لموضوعات الكتاب. وإن ما قدمته في هذا الكتاب هو جهد مقل معترف بالتقصير، وما ظهر فيه من القبول في بعض الجوانب فإنما هو نتيجة حتمية لتوجيهات شيخي الفاضل الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع يحفظه الله، الذي كان له الأثر الواضح في كل كلمة سطرتها طيلة أربع سنوات قضيتها مع فضيلته، وإن كنت في الوقت ذاته أقر بأن شيخي الجليل وكما عرف عنه لا يقر لطلابه الإطناب ولا يشجعهم على ذلك، بل يميل إلى الكتابة العلمية الدقيقة الموجزة،وهو امر افتقده بحق، ولهذا كثيرا ماكان يلجم قلمي، ويضع جهد أيام من البحث والتفكير والصياغة بين المعقوفتين ثم بإشارة إكس بجانبها، وكان علي في هذه الحالة أن ألغي مقطوعات طويلة من النصوص التي صغتها بتأن وتلوتها بإعجاب على بعض رفقاء الدرب، فكان إلغاء المشار إليه خضوعا لأمره، واستجابة لتوجيهه، وقد أتعبني ذلك حقيقة،وأضعف من همتي عزيمتي في أحايين كثيرة ولولافضل الله تعالى ثم التشجيع الذي كنت القاه من فضيلته،من الإعجاب ببعض الجوانب والأفكار، وبالعبارة وإسلوب الصياغة، لربما فترت الهمة وقصر العمل ولم أنجز ما أنجزته .. لقد ألغى الشيخ الجليل كثيرا من المكتوب والمسطور، وكم مرة سلمته كراسات مسودة فأعادها إلي صفحات محمرة بالمعقوفات، غفر الله للشيخ ولي أنا .. ثم إنني أعترف بأن غالب المحذوف هو في الجانب الوصفي.

عموما خرج المدون وهوالآن بين يدي العلماء وطلبة العلم، ورجائي وأملي أن يرحموا الكاتب الفقير، وأن يغفروا له الزلات فهو يلتمس العذر، لقد حاول جاهداً ان لا يخرج كثيرا عن العبارة المألوفة، وبعبارة أخرى كثيرا ما غير العبارة ليكون هادئاً في الطرح ورقيقا في الاختلاف ..

ولاأتواضع فأقول إنني لم أقدم شيئاً جديداً، أوأنني لم أظهر رأياً معتبراً للقارئ ولو كان مسبوقا وتبينته أنا في هذا الكتاب ... ، أبدا فهناك جملة من الأفكار والآراء أعتقد أنني سلطت الضوء عليها بنور كاشف هادئ لا يؤذي الناظر، وأحسبني توفقت إلى حد كبير في مسألة تدوين التفسير وتاريخه وأمية العرب وكتابتها، وفي الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن، وفي جمع القرآن ... الخ وأقولها بوضوح أكثر لولا الخشية من الجرأة على علمائنا الأفاضل ولولا الاعتبار لشريحة كبيرة من طلبة العلم لا ترى الاجتهاد ولا الرأي الجديد بل تلزم بالاتباع للمتقدم وتردد عبارة (ماترك الأول للآخر شيء)، ثم لولا القناعة بأننا نحن المبتدئون لا يحق لنا ما يحق للعلماء الأجلاء وطلبة العلم الفضلاء من الاجتهاد .. ، لولا كل ذلك لربما استطعت أن أطرح بعض الأفكار التي يمكن أن يدور بحث ونقاش حولها، وهو ما عزمت على طرحه في هذا الملتقى المبارك قريباً، وذلك بطرح بعض ماكتبه أستاذ فاضل وشيخ جليل، عرفته باجتهاده وقوة رأيه وبعد نظره في كثير من القضايا،درس التفسير وعلوم القرآن لعقود، وعرفه طلبته بهدوئه في الطرح، وقوة الدليل،وجمال العبارة، وأمانة النقل، والجرأة في الحق، وقبول المخالف، وحلو المعشر، قبله الكثير، واعترض عليه أكثر، لم يمل من تكرار الطرح ولم ييأس وهو إلى اليوم مع كونه في وضع صحي يسأل الدعاء غير أنه لا زال متفائلا بأن ما توصل إليه سيلقى القبول لدى شرائح كثيرة، وان مسألة تبني أفكاره العلمية إنما هي مسألة وقت .. لقد استأذنته في طرح جملة من بصائره في ملتقى أهل التفسير للبحث والنقاش فرحب بذلك وفرح فرحا شديدا، وزودني بما دون من تلك البصائر وهي في ازدياد، وإن كنت اتحفظ على جملة من آرائه إما لعدم قناعتي بها أو ربما لغرابتها وعدم قبولها من مثلي ممن تربى في مدرسة سلفية أحسبها خير المدارس على الإطلاق غير أنني وسيرا على نهج السلف رضوان الله عليهم لا أجد غضاضة في طرحها كما هي، من غير أن أتبنى مضامينها، فإن كانت صوابا فبالتأكيد سيجد التأييد، وإن كانت الآراء غريبة سيكون الرد بيانا وهداية، وإن كان فيه وفيه فالحق بيان ذلك، أرجو الله ان يوفقنا جميعا للخير ويسدد خطانا .. والحمد لله رب العالمين ..

بقي أن أشير إلى ماكتبته الاستاذة الفاضلة ام عاصم فقد وصل إلي صورة من كتابتها واتصلت بالجامعة التي تخرجت منها وبالكلية ذاتها، ولم اتمكن من الاتصال بها شخصيا لتناول بعض الأفكار حول الموضوع، وقد تبين أن الأخ الدكتور المشرف على رسالتها هو اخونا الدكتور محمد الطلحاوي المتخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والحاصل على درجة الماجستير فيها من كلية اللغة العربية، ولي معرفة بفضيلته، وكتابي الذي بين يديها تم تسجيله كموضوع عام 1412 هـ وأجيز من القسم عام 1416هـ وإلى هذا التاريخ لم تكن الأخت الكريمة قد بدأت الدراسة فهي قد حصلت على الدكتوراة عام 1425 هـ، وكان من المفترض السؤال في الجامعات عن الرسائل المسجلة كي لا يتكرر العمل، كما يفعله طلابنا في جامعة الإمام محمد بن سعود .. وعلى العموم فللحق إن نهج الاخت الفاضلة نهج مخالف ومغايير لما سرت عليه في كتابي .. هذا والله اعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير