تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

انظر: مرويات شمر بن حمدويه اللغوية (المتوفى 255هـ) للدكتور حازم سعيد يونس البياتي، نشر مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، الطبعة الأولى من صفحة 25 - 27

غير أن الذي يقرأ كتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني رحمه الله، لا يجد فيه ما ذكره الأزهري في كتاب أبي عمرو شمر بن حمدويه من العناية بتفاسير السلف للقرآن الكريم، وإن كان كثير الاستشهاد بالشعر في معجمه، بل إن مفردات معجمه منتزعة من شواهد الشعر الذي حفظه عن قبائل العرب، التي جمع أشعار ثمانين قبيلة منها.

ثم إن الدليل الذي استند له ياقوت الحموي ومن بعده القفطي وهو أن الأزهري أخطأ في كتابة اسم أبي عمرو الشيباني، فكتبه بالدال (مراد) ولم يكتبه (مرار)، ففي رأيي أنه أمر قد يقع فيه اللبس في الخط، لتقارب الحرفين في الرسم في خط الكثير من الناس، وليس دليلاً قاطعاً على أن الأزهري يجهل اسم أبي عمرو الشيباني، ولو كان الأزهري ضبط الاسم بالحروف لكان يمكن أن يصلح حجة للحموي والقفطي.

ثم إن الأزهريَّ صرَّحَ أَنَّه قدر رأى تفاريق من الكتاب بعينه، وأنه وجده بالصفة التي ذكرها، ثم ما هي المصلحة التي يرجوها الأزهري على فضله وسعة علمه باللغة باختلاق مثل هذا الكتاب، ونسبته لأبي عمرو شَمِر بن حَمْدَويه، إن لم يكن رآه بعينه.

وقد عجبتُ من تأييد الدكتور العُبيديِّ لرأي القفطي، لمجرد عدم نقل الأزهري من هذا الكتاب في التهذيب، فربما يكون قد نقل منه ولم يصرح باسمه أو اسم مؤلفه شمر بن حمدويه، وهذا كثير في التهذيب وغيره.

وقد أعجبني ما ذهب إليه الأستاذ إبراهيم الأبياري محقق كتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني من الاعتذار لشمر بن حمدويه في عدم السماح بانتساخ كتابه حيث قال: «وما نظن شمر بن حمدويه كان ضنيناً به كما يقولون، ولكن الذي نظنه أن الكتاب لم يكن قد استوى الاستواء الأخير، من أجل هذا كان حرص شمر على ألا يرويه عنه أحد حتى يتم، ثم فسر هذا على أنه ضن منه به». الجيم للشيباني 1/ 42 من التقديم

أهدي هذه اللفتة إلى أخي العزيز الدكتور مساعد الطيار وفقه الله لعنايته بالتفسير اللغوي للقرآن الكريم، ومعرفته الواسعة بمعاجم اللغة، وعناية مؤلفيها بتفسير القرآن الكريم، ومنه استفدنا كثيراً من العلم. وأنتظر تعقيبه وتصويبه لما تقدم.

--الحواشي ---

([1]) نزهة الألباء 151

([2]) معجم الأدباء 11/ 275

([3]) إنباه الرواة 2/ 77

([4]) البلغة في تاريخ أئمة اللغة 95

([5]) بغية الوعاة 2/ 4 - 5

([6]) كشف الظنون 2/ 1410

([7]) الوافي بالوفيات 9/ 125

([8]) انظر: مشكلات في التأليف اللغوي لرشيد العبيدي 100 وما بعدها.

([9]) تاريخ الأدب العربي 2/ 201 - 202

([10]) الأعلام 3/ 253

([11]) معجم المؤلفين 4/ 306

([12]) دراسة في المعاجم العربية 44

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Dec 2005, 02:30 م]ـ

أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن

أشكرك كثيرًا على هذا الإهداء اللطيف، وأرجو أن يشارك الإخوة في إبداء الرأي، وسأعقب بما تحب ـ إن شاء الله ـ أيها الأخ الحبيب، فهاأنذا أسطر بعض الفوائد المتعلقة بهذا الموضوع.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Sep 2006, 03:05 ص]ـ

أشكر أخي المفضال أبا عبد الله على هذه التحفة اللطيفة، والهدية المنيفة، ولقد كتبت هذا التعليق إثر كتابته لهذا المقال، ثم تركته لعلي أزيد فيه، وطال علي الأمد فنسيته، ولما وجدته رأيت أن أعرضه على ما هو عليه خشية فوته ونسيانه مرة أخرى.

ولقد كنت أزوِّر في نفسي تعليقًا ينطلق من أن من رأى حجة على من لم ير، فوجدته قد أشار في مقاله إلى هذا فقال: (ثم إن الأزهريَّ صرَّحَ أَنَّه قد رأى تفاريق من الكتاب بعينه، وأنه وجده بالصفة التي ذكرها، ثم ما هي المصلحة التي يرجوها الأزهري على فضله وسعة علمه باللغة باختلاق مثل هذا الكتاب، ونسبته لأبي عمرو شَمِر بن حَمْدَويه، إن لم يكن رآه بعينه).

ومن ثَمَّ، فإني أقول معلقًا على ما أتحفنا به أخي عبد الرحمن، ومضيفًا إليه ما له علاقة بهذا المقام:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير