تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا* وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ ألاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا* وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا* وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفًا* وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا" (النساء/ 2 - 6)، "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا" (النساء/ 10)، "وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللاَّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا" (النساء/ 127).

وبالنسبة للآيات المارّ ذكرها فى صدر سورة النساء يقول ابن عطية فى "المحرَّر الوجيز" إنها فى أوصياء الأيتام، والمراد ما كان بعضهم يفعله من تبديل الشاة السمينة من مال اليتيم بالهزيلة من ماله، والدرهم الطيب بالزائف من ماله، وإن أولئك اليتامى كانوا ممنوعين من الميراث ومحجورين. والآية نَصٌّ في النهي عن قصد مال اليتيم بالأكل والتموّل على جميع وجوهه. وقالت عائشة رضي الله عنها: نزلت في أولياء اليتامى الذين يعجبهم جمال وليّاتهم فيريدون أن يبخسوهن في المهر لمكان ولايتهم عليهن، فقيل لهم: أَقْسِطوا (أى اعدلوا) في مهورهن، فمن خاف ألا يُقْسِط فلْيتزوجْ ما طاب له من الأجنبيات اللواتي يكايسن في حقوقهن (أى يدافعن عنها ويناضلن دونها). ويقول الثعالبى، فى تفسيره المسمَّى: "الجواهر الحسان فى تفسير القرآن"، إن النهي فى الآية 127 من سورة "النساء" خاصّ بـ"ما كانت العرب تفعله من ضَمّ اليتيمة الجميلة بدون ما تستحقه من المهر ومن عَضْل الدميمة الغنية حتى تموت فيرثها العاضل". وفى "أكل التراث" المنهى عنه فى سورة "الفجر" يقول إنهم كانوا لا يورِّثون النساء ولا صغار الأولاد، إنما كان يأخذ المالَ من يقاتل ويحمي الحَوْزَة. وقد أورد ابن عطية حديثًا للنبى صلى الله عليه وسلم عما رآه ليلة الإسراء جاء فيه: "رأيت أقواما لهم مَشَافِرُ كمشافر الإبل، وقد وُكِّلَ بهم من يأخذ بمشافرهم ثم يَجْعَل في أفواههم صخرا من نار تخرج من أسافلهم. قلت: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هم الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما"، وأورد الزمخشرى ما رُوِيَ من " أنه ُيْبْعَث آكِلُ مال اليتيم يوم القيامة والدُّخَان يخرج من قبره ومن فيه وأنفه وأذنيه وعينيه، فيعرف الناس أنه كان يأكل مال اليتيم في الدنيا ".

ومن الظلم الذى كان يقع على الصغار فى ذلك المجتمع الوثنى ما كانت تمارسه بعض القبائل من وأد البنات، تلك العادة الوحشية التى ندَّد بها القرآن مرارا ونهى عنها وشدد فى النهى تشديدا عظيما: "وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ" (الأنعام/ 137)، "وَلا تَقْتُلُوا أَولادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ" (الأنعام/ 151)، "وَلا تَقْتُلُوا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير