ـ[فاروق]ــــــــ[24 Jan 2006, 07:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
بارك الله فيك أيهتا الأخت الفاضلة "باحثة" على الرد أولا وثانيا على صياغة أسئلتي بشكل جيد ..
أختي الفاضلة أنا لا أتبنى رأيا معينا ولاأدافع عنه ولكن أحاول أن أفهم وأتدبر القرآن بالقدر الذي يستسيغيه "عقلي" فاعذرونا إن أكثرت الأسئلة .. !!
لا أناقش في أمر معلوم:بأن صفة علم الله الأزلي الذي هو من صفاته تعالى لا يتفق مع البداء وأن علمه واسع مطلق محيط بما كان وما سيكون وبما هوكائن، وأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى لا ينتمي إلى العالم المخلوق ..
فالقرآن الموجود بين أيدينا هو ذاته ما قال الله تعالى عنه إنه أنزله دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) " دون زيادة أونقصان وهو ذاته دون زيادة أونقصان الذي قال الله تعالى عنه إنه مرسوم في اللوح المحفوظ "بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22) "
فعندما ننظر كتاب: الناسخ والمنسوخ تأليف هبة الله بن سلامة البغدادي المتوفي سنة 410هـ وتأريخ القرآن ـ لإبراهيم الابياري ص 168و كتب التفسير المختلفة نجد أن هناك ثلاثة أنواع للناسخ والمنسوخ هي:
(1) ما نُسخ حرفه، وبقي حكمه.
(2) ما نُسخ حكمه، وبقي حرفه.
(3) ما نُسخ حكمه ونسخ حرفه.
فمثلي الذي ليس له علم شرعي عندما يقرأ مثل هذا التقسيم أو يصدم باختلاف من يجمعون على مسألة الناسخ والمنسوخ في عدد الآيات التي نسخت وبشكل كبير جدا .. ألا يصاب بالدوران والتيه!!
فنظرة على هذا التقسيم يلاحظ أن:
الثالث "مانسخ حكمه ونسخ حرفه" والأول" ما نسخ حرفه وبقي حكمه" يقتضيان أن القرآن الذي أنزل دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا والذي نزل من السماء الدنيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على مدار 23 عاما هذا القرآن حسب هذا الطرح أكبر حجما من القرآن الموجود بين أيدينا الآن .. !!
والثاني "ما نسخ حكمه وبقي حرفه" يقتضي وجود آيات للتلاوة فقط .. !
فمسألة مهمة كهذه "الناسخ والمنسوخ" كان بالأحرى أن يبينها رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو الذي بين تفاصيل أبسط الأمور عبر الآلاف من الأحاديث الشريفة ..
وبما أنه لا يوجد نص قرآني ولا حديث يحددان الآيات المنسوخة والآيات التي نسختها ,,لذلك فهذه مسألة اجتهادية .. والاجتهاد ليس مقصورا على جيل دون آخر ولكن لمن تتوفرفيه شروط الاجتهاد .. فيجب النظر في النصوص القرآنية بمنهج الكلية في البحث القرآني والتوفيق بينها جميعا وليس النظر إلى كل على حدة مما يوهم بوجود تعارض بينها ..
وأعود إلى ما ذكرت أيتها الأخت الفاضلة بقولك نقلا عن "مناهل العرفان"
" يقولون: إن النسخ يستلزم اجتماع الضدين، واجتماعهما محال، وبيان ذلك أن الأمر بالشيء يقتضي أنه حسن وطاعة ومحبوب لله، والنهي عنه يقتضي أنه قبيح ومكروه له تعالى، فلو أمر الله بالشيء ثم نهى عنه، أو نهى عن الشيء ثم أمر به، لاجتمعت هذه الصفات المتضادة في الفعل الواحد الذي تعلق به الأمر والنهي.
وندفع هذه الشبهة بأن الحسن والقبح وما اتصل بهما، ليست من صفات الفعل الذاتية حتى تكون ثابتة لا تتغير، بل هي تابعة لتعلق أمر الله ونهيه بالفعل، وعلى هذا يكون الفعل حسناً وطاعة ومحبوباً لله ما دام مأموراً به من الله، ثم يكون هذا الفعل نفسه قبيحاً ومعصية ومكروهاً له تعالى ما دام منهياً عنه منه تعالى، ... وبهذا التوجيه ينتفي اجتماع الضدين؛ لأن الوقت الذي يكون فيه الفعل حسناً، غير الوقت الذي يكون فيه الفعل قبيحاً، فلم يجتمع الحسن والقبح في وقت واحد على فعل واحد". [مناهل العرفان، (217:2،218)] أولا فعلم الله تعالى وقدرته فوق ما نتصور "ليس كمثله شيئ" "وإذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"
ملاحظتي في ما كتب أعلاه:
فكأني أقرأ نصا صوفيا!!
أوأني لم أستسغ كنه ما كتب وهذا من قصور فهمي .. !!؟
لأني أعرف بعلمي المتواضع أن القرآن الكريم نزل لبشر ليكون شريعة لهم يبن الحلال والحرام ويهدي الناس إلى الطريق الذي ارتضاه الله لهم .. كيف يكون بهذا المعنى" لأن الوقت الذي يكون فيه الفعل حسناً، غير الوقت الذي يكون فيه الفعل قبيحاً، فلم يجتمع الحسن والقبح في وقت واحد على فعل واحد" القرآن لن يكون بهذا الغموض على الأقل بالنسبة لي (الذي أشكل عليه الفهم)،لاتقربوا الزنا هي لا تقربوا الزنا في كل زمان وفي كل مكان!! فهذا يتطلب شيئا من التوضيح بل الكثير من التوضيح .. اللهم إني لم أفهم .. اللهم فاشهد!!
أما ما قيل في أن:
" مصطلح النسخ، وهو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي آخر متراخٍ عنه، يفهم من التعريف أنه لا بد من وجود تعارض بين الحكمين ولا يمكن الجمع بينهما، ويفهم من التعريف أيضاً أن النسخ مختص بآيات الأحكام فقط،"
فهل يفهم من هذا أنه يقتضي وجود آيات قرآنية لمجرد التلاوة والتبريك فهي على هذا الأساس تحمل معاني وأحكاما ودلالات تختلف عن الأحكام الورادة التي تحملها الآيات الناسخة، أي أن الآيات المنسوخة مفرغة من حكم استمرار الصلاحية ولفظها معزول عن مضمونها.؟
وهل يفهم أيضا أن الآيات المنسوخة خاضعة لقوانين الزمان والمكان،أي حادثة، بمعنى أنها
حملت أحكاما وتتشريعات مؤقتة لمرحلة معينة للجيل الأول الذي عاصر نزول القرآن الكريم
ثم أتت بعد ذلك الآيات الناسخة لتبدأ مرحلة جديدة بالنسبة لهذه الأحكام والتشريعات ... ؟! وأما أن " النسخ يتعلق بفروع العبادات والمعاملات "
فأحبذ هنا حتى يستقيم الفهم عندي وتتضح الرؤيا فلابد من ذكر آيات قرآنية في هذا الباب .. وذكر الآيات التي "نسخت"
[ line]
اللهم فهمنا ما لم نفهم
¥