تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الصحيح أنه غير مسلّم وقد وردت عليه اعتراضات قوية من العلماء، ومن النوع الثالث: الذي قيل بأنه نُسخ تلاوة وحكماً: ما رويَ عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: "كان فيما نزل من القرآن (عشر رضعات معلومات يُحرمن)، ثم نُسخن بخمس رضعات معلومات يُحرمن، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يُقرأ من القرآن". وغيرها من الروايات التي تحمل ذات المعنى، ولكنها كلها لا تخلو من اضطرابات واختلافات فيما بينها، وقد رد هذا الإمام ابن حجر بحجة أن الراوي ادعى أن هذا قرآناً، والقرآن لا يثبت إلا بالتواتر. [راجع: كتاب النكاح من فتح الباري].].


لم ينكر الحافظ ابن حجر - رحمه الله - أن هناك من آيات القرآن الكريم ما نسخ حكما و تلاوة، و إنما كلامه المنقول آنفا فيمن احتج بذلك الحديث المذكور في كون اللفظ: " خمس رضعات معلومات يحرمن " من آيات القرآن، فردَ هذا الاحتجاج، و كذا رده غيره من الأئمة، و هو من المجمع على أنه ليس من القرآن،
و لبيان محل كلامه: هذا أصل كلامه في " فتح الباري ":

(فقول عائشة عشر رضعات معلومات ثم نسخن بخمس معلومات فمات النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ لا ينتهض للاحتجاج على الأصح من قولي الاصوليين، لأن القرآن لا يثبت الا بالتواتر والراوي روى هذا على أنه قرآن لا خبر فلم يثبت كونه قرآنا ولا ذكر الراوي أنه خبر ليقبل قوله فيه والله أعلم).

- فكلامه هذا كان في نفي كون ذلك قرآنا - و للعلماء في تأويله أقوال - و مما يؤكد ذلك ما قاله في " التلخيص الحبير":

(حديث عائشة: " كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن " مسلم من حديثها.

قوله: وحمل ذلك على قراءة حكمها. أي: أن ظاهر قولها " وهن فيما يقرأ من القرآن ": أن التلاوة باقية وليس كذلك، فالمعنى قراءة الحكم.

وأجاب غيره بأن المراد بقولها توفي: قارب الوفاة أو أنه لم يبلغ النسخ من استمر على التلاوة). انتهى كلامه

*****************

- و أما الزعم أن تلك الروايات ((كلها لا تخلو من اضطرابات واختلافات فيما بينها)) فزعم غير صحيح، و وهم خاطئ، إذ الحديث المتقدم أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " و قبله الإمام مالك في " موطئه " و غيرهما، و حسبنا بهما صحة و قبولا.

و قد جاء في كتاب " الْفَقِيهُ وَالْمُتَفَقِّهُ " لِلْخَطِيبِ الْبَغْدَادِيِّ >> بَابُ الْقَوْلِ فِي النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ >>
" كَانَ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْقُرْآنِ: (عَشْرُ رضعات ... ):

241 أنا أبو القاسم الأزهري , والتنوخي , قالا: أنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق , حدثنا هيثم بن خلف الدوري , نا إسحاق بن موسى الأنصاري , نا معن بن عيسى , نا مالك , عن عبد الله بن أبي بكر , عن عمرة , عن عائشة , أنها قالت: " كان فيما أنزل الله تعالى من القرآن: (عشر رضعات معلومات يحرمن) نسخن بخمس معلومات , فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهي مما يقرأ من القرآن ".
قلت: فكانت العشر منسوخة الرسم والحكم *

ـ[روضة]ــــــــ[25 Jan 2006, 11:52 ص]ـ
فكلامه هذا كان في نفي كون ذلك قرآنا
صحيح هو في نفي قرآنية هذا النص، وهل يعقل أن يقبل الإمام ابن حجر بأن هذا النص مما تم نسخه تلاوة إذا لم يكن قد أثبت قرآنيته أساساً؟؟؟؟؟؟

هذان أمران يترتب أحدهما على الآخر

هذا كلام الله، هل يبقى الأمر فيه مموهاً إلى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن لا نعلم هل بقيت تلاوة هذا النص حكماً أم أن التلاوة باقية؟
وهل قولها: "وهن مما يقرأ من القرآن" يتفق مع هذه التأويلات؟؟

إذ الحديث المتقدم أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " و قبله الإمام مالك في " موطئه " و غيرهما

أيضاً صحيح ورفضه جمع من العلماء كذلك، وليس اتباعاً للهوى، ولكن إبعاداً للقرآن الكريم عن الشبهات، فتأييد هذا القول سيفتح باباً عظيماً من التشكيك في تواتر القرآن وصحته، وأن القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه الذي كان على زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقولنا إن الراوي أخطأ أهون ألف مرة من قولنا إن القرآن فيه شك.

طبعاً ليس ردّ الأحاديث الصحيحة التي في الصحيحين أمراً سهلاً ولا هو مما يجوز للعامة أن يتجرأوا عليه، ولكن العلماء من يقوم بهذا الأمر، وقد ردوا بضعة أحاديث في صحيح مسلم، وهم أئمة كبار، وهذا أمر مشهور.

" .. االحق أنه لا يظهر لهذا النسخ حكمة، ولا يتفق مع ما ذكر من العلة، وإنّ ردّ الرواية عن عائشة لأهون من قبولها، مع عدم عمل جمهور من السلف والخلف بها، كما علمت، فإن لم نعتمد روايتها فلنا أسوة بمثل البخاري وبمن قالوا باضطرابها، خلافاً للنووي، وإن لم نعتمد معناها فلنا أسوة بمن ذكرنا من الصحابة والتابعين ومن تبعهم في ذلك، كالحنفية وهي عند مسلم من رواية عمرة عن عائشة، أو ليس ردُّ رواية عمرة وعدم الثقة بها أولى من القول بنزول شيء من القرآن لا تظهر له حكمة ولا فائدة، ثم نسخه أو سقوطه، أو ضياعه، فإن عمرة زعمت أن عائشة كانت ترى أن الخمس لم تنسخ وإذن لا يُعتد بروايتها". [المنار]

قلت: فكانت العشر منسوخة الرسم والحكم
إذن أنت أثبت قرآنية هذا النص، مع عدم ثبات تواتره!!!

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير