ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Jan 2006, 12:30 م]ـ
السلام عليكم: ارجوا من الاخوة التركيز في موضع الخلاف ,فهل هو على "أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"لماذا قدير او حكيم كما قال صاحب الطرح:
"هي العبارة القرآنية المكونة من كلمات .. فلماذا يختم الله تعالى
الآية:ولم يقل عز وجل أن الله بكل شيء عليم أو حكيم .. ؟؟
هل صفة القدرة تتناسب مع العلم .. ؟؟
هل هناك آيات أخرى في القرآن الكريم مماثلة .. ؟؟
اعذروني إن أسأت التعبير .. !! " ام عن النسخ عموما.
لان النسخ موضوع لا يخفى عليكم تشعبات الخلاف فيه.
فمن معنى النسخ الى انواع النسخ الى اين وقع النسخ لا علاقة له بموضوع السؤال.
قال ابو جعفر الطبري:
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {أَلَمْ تَعْلَم أَنَّ اللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير}. يَعْنِي جَلّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: {أَلَمْ تَعْلَم أَنَّ اللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير} أَلَمْ تَعْلَم يَا مُحَمَّد أَنِّي قَادِر عَلَى تَعْوِيضك مِمَّا نَسَخْت مِنْ أَحْكَامِي وَغَيَّرْته مِنْ فَرَائِضِي الَّتِي كُنْت افْتَرَضْتهَا عَلَيْك مَا أَشَاء مِمَّا هُوَ خَيْر لَك وَلِعِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ مَعَك وَأَنْفَع لَك وَلَهُمْ , إمَّا عَاجِلًا فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا آجِلًا فِي الْآخِرَة. أَوْ بِأَنْ أُبَدِّل لَك وَلَهُمْ مَكَانه مِثْله فِي النَّفْع لَهُمْ عَاجِلًا فِي الدُّنْيَا وَآجِلًا فِي الْآخِرَة وَشَبِيهه فِي الْخِفَّة عَلَيْك وَعَلَيْهِمْ. فَاعْلَمْ يَا مُحَمَّد أَنِّي عَلَى ذَلِكَ وَعَلَى كُلّ شَيْء قَدِير. وَمَعْنَى قَوْله: {قَدِير} فِي هَذَا الْمَوْضِع: قَوِيّ , يُقَال مِنْهُ: " قَدْ قَدَرْت عَلَى كَذَا وَكَذَا ". إذَا قَوِيت عَلَيْهِ " أَقْدِرُ عَلَيْهِ وَأَقْدُرُ عَلَيْهِ قُدْرَة وَقِدْرَانًا وَمَقْدِرَة ". وَبَنُو مُرَّة مِنْ غَطَفَانَ تَقُول: " قَدِرْت عَلَيْهِ " بِكَسْرِ الدَّال. فَأَمَّا مِنْ التَّقْدِير مِنْ قَوْل الْقَائِل: " قَدَرْت الشَّيْء " فَإِنَّهُ يُقَال مِنْهُ: " قَدَرْته أَقْدِرُهُ قَدْرًا وَقَدَرًا ".
اي انه اعاد قدير على الحكم المبدل بانه خيرلهم من الاول.
فلو كانت الاية تتحدث عن الايات الواضحات الدالة على صدق الانبياء فلا وجه لاعتراض احد عليها. لان المشركين انما طلبوا في هذا الموضوع مثل معجزة موسى عليه السلام "فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ" والايات التي اعطاها الله للانبياء تختلف اجمالا فليست ايات موسى عليه السلام كآيات عيسى عليه السلام.
القصد ان ذلك لا يتناسب مع النسخ.
ثم قال: "والمعنى الصحيح الذي يلتئم مع السياق إلى آخره أن (الآية) هنا هي ما يؤيد الله تعالى به الأنبياء من الدلائل على نبوتهم، أي: (ما ننسخ من آية) نقيمها دليلاً على نبوة نبي من الأنبياء، أي نزيلها ونترك تأييد نبي آخر بها، أو ننسها الناس لطول العهد بمن جاء بها، فإننا بما لنا من القدرة الكاملة، والتصرف في الملك نأتي بخير منها في قوة الإقناع وإثبات النبوة، أو مثلها في ذلك، ومن كان هذا شأنه في قدرته وسعة ملكه فلا يتقيد بآية مخصوصة يمنحها جميع أنبيائه،
فاذا كان الشيخ رحمه الله اقر بان ايآت الانبياء مختلفة والمشركون انما طلبوا ما أخبر الله عنه اصلا ورد لله اعتراضهم بقوله "أولم يكفروا بما اوتي موسى من قبل " فلا يكون النسخ للايات لان الايات التي اعطاها الله للانبياء انما هي حجة على من شاهدها او اقيمت له بينة بحصولها ولا تعتبر حجة على من لم يشاهدها.
اضف الى ذلك ان موسى عليه السلام ارسله الله عز وجل الى موسى عليه السلام في تسع ايات بينات" وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مسحورا "
فكانت اول ايياته العصى وقد بين تعالى ان هذه الاية لم تزلها الايات الاخرى.
وعيسى عليه السلام يحي الموتى باذن الله ويصنع من الطين كهيئة الطير ويخبرهم بما أخفوا في بيوتهم وما ادخروه. فلم تكن احدها ناسخة للاخرى
ومحمد صلى الله عليه وسلم كانت اول اياته هي القران ولم ينسخ الاسراء ولا شق القمر ذلك.
والحق الذي لا مرية فيه ان الادلة الدالة على صدق النبي لا ينسخ شيء منها بل بعضها يصدق بعض.
خلاصة الكلام ان الكلام عن ازلة اية عن صدق النبي هو امر لا يقال بهذه الطريقة لان الدليل الصادق لا يزال. لانه لا يتعلق لابتصديقالناس له ولا بذكرهم له او نسيانه وانما ادلة الانبياء على صدقهم هي براهين يصدق بعضها بعض فلا محل للنسخ فيها.
اما القدرة فلها علاقة بالاحام الافضل او المساوية لها.
فخير منها كنسخ احكام المعاملات وبعض العبادات او مثلها مثل اغلب الاحكام التعبدية التي اساسها طاعة الله تعالى هذا فيما ينسخ منها.
والاحكام الافضل تحتاج الى قدرة على تشريعها بان تكون افضل بما يناسب الناس فارتبطت قدير بقوله" نأت بخير منها او مثلها" فالفظ في مكانه الصحيح.
والله تعالى اعلم.
¥