ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[29 Jan 2006, 12:56 م]ـ
الأخ فاروق:
سؤالي بصيغة أخرى إذا كانت في القرآن آيات منسوخة كما يقال ومحل خلاف فلتناقش بين
مؤيد ومعارض؟ أخي الحبيب فارق كبير بين وجود الشيء وبين امثلته. لانك لو اردت نفي كل نسخ لما استطعت ذلك لكثرت ما ادعي عليه النسخ.
دائما يا أخي انما يفعل عكس ما طلبت. فمن يقول بالنسخ هو الذي يطرح ما يقول انه منسوخ. وانت يمكن ان ترد عليه.
ادعاء عدم النسخ هو ادعاء خالف اجماع السلف عليه من ناحية قال القرطبي رحمه الله:
أَنْكَرَتْ طَوَائِف مِنْ الْمُنْتَمِينَ لِلْإِسْلَامِ الْمُتَأَخِّرِينَ جَوَازه , وَهُمْ مَحْجُوجُونَ بِإِجْمَاعِ السَّلَف السَّابِق عَلَى وُقُوعه فِي الشَّرِيعَة.فلا نعلم أحد انكر النسخ من سلف اللامة بل ان المعتزلة والروافض يقولوا به ايضا. لان الايت في الموضوع لا ترد بفهم صحيح.
وانما كثرت اصوات الذين يدعون الى امر اخر الا وهو التخفيف والتدرج بالتشريع. وذلك تابع لشبهة البداء. وهي نفس شبهة المشركين. قال الله تعالى:
"وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"
قال ابن جرير يرحمه الله:
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة وَاَللَّه أَعْلَم بِمَا يُنَزِّل قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرهمْ لَا يَعْلَمُونَ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: وَإِذَا نَسَخْنَا حُكْم آيَة فَأَبْدَلْنَا مَكَانه حُكْم أُخْرَى , {وَاَللَّه أَعْلَم بِمَا يُنَزِّل} يَقُول: وَاَللَّه أَعْلَم بِاَلَّذِي هُوَ أَصْلَح لِخَلْقِهِ فِيمَا يُبَدِّل وَيُغَيِّر مِنْ أَحْكَامه , {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ} يَقُول: قَالَ الْمُشْرِكُونَ بِاَللَّهِ الْمُكَذِّبُو رَسُوله لِرَسُولِهِ: إِنَّمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّد مُفْتَرٍ ; أَيْ مُكَذِّب تَخْرَص بِتَقَوُّلِ الْبَاطِل عَلَى اللَّه. يَقُول اللَّه تَعَالَى: بَلْ أَكْثَر هَؤُلَاءِ الْقَائِلِينَ لَك يَا مُحَمَّد إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ جُهَّال بِأَنَّ الَّذِي تَأْتِيهِمْ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه نَاسِخه وَمَنْسُوخه لَا يَعْلَمُونَ حَقِيقَة صِحَّته. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيل قَوْله: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة} قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 16548 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثنا الْحَسَن , قَالَ: ثنا وَرْقَاء ; وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ: ثنا شِبْل ; وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاق , قَالَ: ثنا عَبْد اللَّه , عَنْ وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة} رَفَعْنَاهَا فَأَنْزَلْنَا غَيْرهَا. * حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة} قَالَ: نَسَخْنَاهَا , بَدَّلْنَاهَا , رَفَعْنَاهَا , وَأَثْبَتْنَا غَيْرهَا. 16549 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثنا يَزِيد , قَالَ: ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة} هُوَ كَقَوْلِهِ: {مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة أَوْ نُنْسِهَا} 2 106 16550 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ: قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَة مَكَان آيَة} قَالُوا: إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ , تَأْتِي بِشَيْءٍ وَتَنْقُضهُ , فَتَأْتِي بِغَيْرِهِ. قَالَ: وَهَذَا التَّبْدِيل نَاسِخ , وَلَا نُبَدِّل آيَة مَكَان آيَة إِلَّا بِنَسْخٍ.
هذه المشكلة الاساسية. لان البحث في ايات التفسير ايها منسوخة وايها غير منسوخة انما يكون مع من يقول بنسخ تلك الايات والامر مختلف عليه من حيث ايها المنسوخة , وتحديدها بعدد دون غيره انما هو اجتهاد.
الأخ سيف الدين بارك الله فيك.
¥