-ذكر ما يقبل فيه خبر الواحد وما لا يقبل فيه
خبر الواحد لا يقبل في شيء من أبواب الدين المأخوذ على المكلفين العلم بها والقطع عليها والعلة في ذلك انه إذا لم يعلم ان الخبر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أبعد من العلم بمضمونه فأما ما عدا ذلك من الاحكام التي لم يوجب علينا العلم بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قررها وأخبر عن الله عز وجل بها فان خبر الواحد فيها مقبول والعمل به واجب ويكون ما ورد فيه شرعا لسائر المكلفين ان يعمل به وذلك نحو ما ورد في الحدود والكفارات وهلال رمضان وشوال وأحكام الطلاق والعتاق والحج والزكاة والمواريث والبياعات والطهارة والصلاة وتحريم المحظورات ولا يقبل خبر الواحد في منافاة حكم العقل وحكم القرآن الثابت المحكم والسنة المعلومة والفعل الجاري مجرى السنة كل دليل مقطوع به وإنما يقبل به فيما لا يقطع به مما يجوز ورود التعبد به كالاحكام التي تقدم ذكرنا لها وما أشبهها مما لم نذكره
القصد أخي ان الثبوت وحده لا يكفي لقول النسخ وانما الفهم الصحيح للخبر , هو ما يفهم منه تفسير القران ومعرفة النسخ. فخبر الاحاد يدلل على النسخ ,اي انه يوجه فهم المفسر.
انا لم اقل ان هناك زعم بان النسخ قد حدث بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .. غير ان القول بان هناك نسخ قد حدث في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وان الرسول قد نبّه اليه حينها
لذلك يجب معرفة صحة الأخبار لتعرف هل تم ذلك ام لا وهنا لو رجعت الى كتاب الرسالة للشافعي فانه قد أعطى مثالا لذلك:
[3] ووجه الله رسوله للقبلة في الصلاة إلى بيت المقدس فكانت القبلة التي لا يحل قبل نسخها استقبال غيرها ثم نسخ الله قبلة بيت المقدس ووجهه إلى البيت فلا يحل لأحد استقبال بيت المقدس أبدا لمكتوبة ولا يحل أن يستقبل غير البيت الحرام
[3] قال وكل كان حقا في وقته فكان التوجه إلى بيت المقدس يام وجه الله إليه نبيه حقا ثم نسخه فصار الحق في التوجه إلى البيت الحرام لا يحل استقبال غيره في مكتوبه إلا في بعض الخوف أو نافلة في سفر استدلالا بالكتاب والسنة
[3] وهكذا كل ما نسخ الله ومعنى نسخ ترك فرضه كان حقا في وقته وتركه حقا غذا نسخه الله فيكون من أدرك فرضه مطيعا به وبتركه ومن لم يرك فرضه مطيعا باتباع الفرض الناسخ له
[3] قال الله لنبيه {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}
[3] فإن قال قائل فأين الدلالة على أنهم حولوا إلى قبلة بعد قبلة
[3] ففي قول الله {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}
[3] مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال بينما الناس بقباء في صلاة الصبح غذ جاءهم آت فقال إن النبي قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستدركوا إلى الكعبة
[3] مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول صلى رسول الله ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس ثم حولت القبلة قبل بدر بشهرين
اذا فالحديث هو توجيه لفهم الفقيه في هذه المسألة.
اما كون النبي صلى الله عليه وسلم نبه على النسخ فهو وارد اصلا في العديد من الأحاديث. ولكن الله عز وجل بين انه يبدل حكما بحكم في كتابه:
{ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}
فين عز وجل ان الاية قد تبدل بمثلها. فلا يجوز صرف المعنى الى ايات الانبياء من دلالة على صدقهم لان المثل ممتنع. الا اذا صرف لقوة الاية الدالة على النبوة وهو وجه ضعيف.
{وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر} فقوله والله اعلم بما يزل دلالة على انها اية بمعنا من القران لا آية بمعنى دلالة صدق النبي.
ان مثل هذا القول من المفروض ان يصل الينا عبر روايات رويت عن الرسول .. والمناقشة هنا للروايات وليس لما حدث ..
¥