تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخي الفاضل فاروق، لا داعي للاعتذار عن التاخير، فكلنا قد تعرض له أمور طارئة تشغله، وهكذا هي الحياة!! ومن المؤكد أن الاختلاف لا يفرق بين الإخوة، لذلك فليكن صدرك واسعاً واحتمل أختك فيما ستقوله ...

**********

*يقول الله تعالى: [اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ]

(الأعراف: 3)، هذه الآية الكريمة تُؤكّد الأمر الإلهيّ باتّباع كلِّ الأحكام (التي تحملها كلمات الله تعالى) دون أيّ استثناء، أي دون أيّ نسخ، فكيف يأمرنا الله تعالى باتّباع كلّ أحكامه دون استثناء، ونحن ننسخ (نُلغي) بعض هذه الأحكام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!

لسنا نحن الذين نلغي هذه الأحكام، ولكنها ـ الأحكام ـ فعلاً كانت محددة ومقيدة بزمن، وهذا تم نقاشه.

إن كان هناك آية كريمة تبين أن الله تعالى قد يستبدل آية بأخرى (وإذا بدلنا آية مكان آية)، فأين المشكلة في هذا؟

أمَرَنا تعالى أن نتبع ما أُنزل إلينا .. نعم، ومن ضمن ما أنزل إلينا أنه قد يستبدل آية بأخرى، لذلك نحن نأخذ القرآن كلاً متكاملاً بلا تجزئة.

وقد قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)، ونعلم أنه وردت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أحكام منسوخة: كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها.

نَسْخُه هذا الحكم بلفظ صريح لا يتعارض مع أمر الله بأخذ كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو أردنا أن نفهم الآية الكريمة (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ)، على عمومها لقلنا يجب أن نأخذ بتحريم زيارة القبور وحِلِّ ذلك معاً.

وأما قولك: ونحن ننسخ بعض الأحكام؟

لسنا ننسخ حسب أهوائنا، بدليل أن الصحابة رضوان الله عليهم أقروا بهذا وأثبتوا النسخ، وهذا مما له حكم المرفوع.

وقولك هذا فيه تشكيك بفعل الصحابة وبتنزيههم للقرآن وتعظيمهم له.

***********

القرآن كل لا يتجزأ وهذا ما يؤمن به كل مسلم، ولأنه هكذا نقول بنسخ الأحكام التي تبدو متناقضة، وهذا ليس فيه طعن في القرآن، والعياذ بالله، لأن الأمر ثبت عند جمهور المسلمين أن هذه الأحكام كانت مقيدة لزمن معين، ثم تغيرت، وأثبت القرآن كلاً منهما لحكمة، ويُرفع هذا التناقض الظاهري بالقول بالنسخ.

فلا يبقى هناك تناقض في حقيقة الأمر.

وهل جمهور المسلمين على خطأ؟ ولم يتبين لهم أن القول بالنسخ تجزيء للقرآن وطعن فيه؟؟؟!!!! لا أستطيع استيعاب هذا.

***********

* .. وفوق كلّ ذلك هل يُوجد حديثٌ واحد يُنسب إلى الرسول (ص) بأنّ آيةً مُعيّنة نسخت آية معيّنة؟؟!!!!!! ..

دليلك هذا الذي من أجله تميل إلى القول بنفي النسخ مرفوض لأنك قلتَ من قبل: من المعلوم أن رواية الأحاديث لم تدون إلا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وهذا موضوع آخر سنطرحه في حينه، وما حوله من شبهات ..

وهذا كلام خطير جداً جداً جداً ...............

ما مناسبته هنا؟ هل أنت مقتنع بما وراء هذا وما يترتب عليه؟ إن كان نعم، فهذه طامة كبرى، وبما أنك تقول (شبهات) فلماذا ستطرحه إذن؟! ويبدو فعلاً أنك تتبناه بدليل أنك أوردته ضمن الأدلة التي من أجلها مِلْتَ إلى قول النافين.

والدليلان السابقان بينهما تناقض، إذ كيف تريد أن نأتي لك بحديث عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام يتضمن نسخ آية، وأنت تقول بهذه الشبهة، فحتى لو جئنا لك بواحد، ستقول: إن رواية الأحاديث لم تدون إلا بعد وفاة الرسول، وقد تسترسل بعد هذا بما ينبني على هذه الشبهة.

من هنا تبين لي صحة ما قاله د. أبو بكر خليل، وهو أنه كان لا بد من تثبيت القواعد والأصول أولاً قبل الانتقال إلى الفروع.

***********

*: إنّ هناك فارقاً بين الكلمات القرآنيّة وبين الأحكام والمعاني التي تحملُها، هذاالقول لم أستسغه ووقفت عنده طويلا، فتبيّن منه البعد عن الفطرةالنقيّة .. فكيفتختلف الكلمة عن المعنى الذي تحملُه، وما هو الفارق بين الكلمة ومعناها، وكيفنميّز بينها وبين دلالاتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .. هذا هروب من مواجهةالحقيقة.

هذا ليس هروباً من مواجهة الحقيقة التي تقول إنها حقيقة.

ووقفة هنا: تقول إنها حقيقة، يعني أنك فعلاً مقتنع بنفي النسخ، وقولك سابقاً بأنك ما زلت محتاراً أظن أن فيه مجاملة أو شيئاً آخر لم يتضح لي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير