ـ[الكشاف]ــــــــ[17 Jan 2006, 11:55 م]ـ
ليسمح لي الأخوان د. مساعد الطيار، ود. عبدالرحمن الشهري بالجواب، وأرى ذلك حقاً علينا معشر الأعضاء نقوم به حيال الموقع الذي نشرف بعضويته، غير أني أشترط فيمن يتولى الرد العلم.
أولاً:قول الدكتور مساعد الطيار: (الرسم في جميع لغات العالم يعترضه النقص والزيادة، وليس ذلك من خصائص رسم المصحف ولا الرسم الإملائي عند العرب) أ. هـ.
هذه ظاهرة معروفة في اللغات، وهي أن الرسم الإملائي لا يفي بحاجة اللغة المنطوقة، فهناك حروف تكتب في الرسم، ولا تلفظ، وهناك حروف تلفظ ولا تكتب، وليس هذا في العربية فحسب، بل هو في اللغات جميعاً بحسب أقوال الباحثين، وأضرب لك أمثلة من اللغة العربية والانجليزية.
- كلمة (قالوا) لا تنطق الألف التي في آخرها.
- الواو في كلمة (عمرو) لا تلفظ كذلك.
- الواو في كلمة (أولئك) لا تنطق.
- كلمة (هذا) و (هذه) هناك ألف بعد الهاء تلفظ ولا تكتب.
- الألف تكتب ياءً في بعض الكلمات وتلفظ ألفاً، مثل (رمى) (سعى) (مصطفى) فالرسم مغاير للنطق.
- الألف تكتب واواً في كلمات معدودة في رسم المصحف، مثل (الصلوة) (الزكوة). ولكنها تلفظ ألفاً.
وأما في الانجليزية:
- فهناك حروف تكتب ولا تنطق، مثل حرف L في كلمة Talk ، وحرف K في كلمة Knife وأمثلتها كثيرة لمن تتبعها.
- وهناك حروف تكتب وتلفظ بطرق مختلفة. مثل حرف S فإنه ينطق في كلمة Sing سنق، وفي كلمة Rose ينطق روز، وفي كلمة Sugar ينطق شوقر وله نطق غير هذا في كلمات أخرى لا تحضرني.
- وتأمل كلمة Psychology بمعنى (علم النفس) فهي تنطق (فسيولوجي) فأين المقابل الكتابي لصوت الفاء. والمكتوب حرف P ؟
كل هذا من القصور في النظام الكتابي في اللغة الانجليزية.
وأما اللغة الفرنسية والألمانية فلا أعرفها، ولعل من يعرفها في الملتقى - وهم كثر - يذكرون أمثلة لها، غير أن فندريس عالم اللغة الفرنسي الكبير يقول في كتابه (اللغة) - وأنا أنقل من الترجمة العربية - عن اللغة الفرنسية: (ويدهش الإنسان أحياناً بحق عندما يرى اختلاف لغات مثل الانجليزية والألمانية والفرنسية والأسبانية من حيث قيمة الرسم، فرسم الألمانية لا يعد رديئاً، ورسم الأسبانية جيد جداً، أما رسم الإنجليزية أو الفرنسية فسيء ... ألخ) انظر: اللغة 409
هذا فقط محاولة إيضاح لما ذكره الدكتور مساعد الطيار، والأمر فيه تفاصيل كثيرة لمن اراد مراجعتها، والتفقه فيها، ولا أظن الملتقى مكاناً مناسباً لإتقان العلوم، وإنما هو موقع للنقاش في رؤوس المسائل، وأما طلب العلم على أصوله فمعروف أين يكون، وكيف يكون.
وأما قول الدكتور غانم قدوري الحمد الذي نقله الدكتور عبدالرحمن الشهري: (إن رسم المصحف حمل خصائص الإملاء العربي في الوقت الذي كتب فيه المصحف، وأن النصوص العربية التي كتبت في تلك الفترة تحمل الخصائص الإملائية نفسها التي حملها رسم المصحف، كما يتضح من النقوش العربية التي كتب بعضها قبل العصر الإسلامي وكتب بعضها الآخر في السنوات القريبة من عصر كتابة المصحف العثماني وأن رسم المصحف مرحلة من مراحل الرسم الإملائي لا أقل ولا أكثر). أ. هـ.
فهو كلام عالم محقق، وهو الحقيقة العلمية التي تدل عليها الدراسات، وهناك فرق بين القرآن الكريم الذي نزل به جبريل عليه السلام، وبين رسم المصحف رسماً إملائياً. فالقرآن قد نزل منطوقاً لا مكتوباً، والكتابة التي كتب بها المصحف هي الرسم الإملائي الذي كان في عهد الصحابة رضي الله عنهم. ولمعرفة تفاصيل هذه المسألة راجع ما كتبه الدكتور غانم الحمد في كتابه القيم (رسم المصحف) فكله يدور حول هذه المسألة، ويكفي في ذلك مراجعة البحث الذي أشار له الدكتور عبدالرحمن الشهري (موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة) للدكتور غانم الحمد أيضاً.
وأما قول الأخ الذي سمى نفسه القرطبي: (القرآن الكريم هو كلام الله المرتبط بصفات الله تعالى: فهو فوق التاريخ والزمان والمكان فنصه مطلق .. وهو منزه عن الحدوث .. فهل يعقل أن يكون رسم المصحف مرحلة من مراحل الرسم الإملائي؟؟!). فأوله وهو قوله (القرآن الكريم كلام الله) صحيح. وأما قوله (المرتبط بصفات الله ..... ) فهذا كلام لم أسمع به من قبل، وهو فيما يبدو من عند الأخ السائل، وآخره يدل على عدم استيعابه للموضوع، والأمثلة التي أوردها عن رسم إبراهيم تؤيد ما ذكره الدكتور مساعد الطيار من اختلاف التنوع في الرسم الإملائي أيام الصحابة.
ونصيحة أوجهها للجميع ممن يكتب في الموقع أن يراعو حق العلم في الكتابة، فلا يتجاسروا على التقدم بين يدي المتخصصين بالكتابة المتسرعة، والإجابة على الأسئلة على غير علم، فالموقع علمي متخصص في الدراسات القرآنية، وليس مكاناً للخواطر والتباريح السانحة، والتعليقات المجتزأة التي تدل على عدم احترام عقل السائل والقارئ.
¥