ينبغي علينا أن نتعلم منهج القرآن في كل حال وفي كل أزمة حتى نعرف ماذا نصنع وكيف نعمل؟ وهذا الذي قال هذا الكلام ليته يستثمر وقته في تعلم المنهج القرآني عند إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا في مراحل ضعف المسلمين فليست هذه أول مرة ولا آخر مرة ينال من رسول الله لكن المهم أن نعرف من أين أوتينا وكيف نتصرف
لقد أرشد الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى كيفية مواجهة الأذى في حال الضعف فقال
" إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ "
ولما وصم المشركون رسول الله بأنه أبتر لم تنزل الآيات بنفي التهمة عن رسول الله أولا بل أرشدت رسول الله ماذا يصنع ثم نفت التهمة " إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر " فأرشدته أولا إلى الطاعة ثم نفت عنه اتهام المشركين
فبطاعة الله أولا ندفع عن ديننا وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أنفسنا كل أذى فما تجرأ الأعداء إلا بسبب بعدنا عن الطاعات وانهماكنا في الذنوب
فالحل الأساسي واضح في هذه الآيات لمن أراد
وسأنقل كلام شيخنا الدكتور مساعد في الربط بين الأحداث وبين آيات القرآن فهو مفيدا جدا بخصوص سؤالك
قال - حفظه الله - " " لقد كتبت في هذا الموضوع رسالة أرجو أن ييسر الله أمرها، وقد كنت أتحاشى الكتابة في هذا الموضوع لما فيه من كثرة المطروح، وبعد أن قرأت في بعض هذه الكتب التي تتحدث عن الإعجاز العلمي، ظهر لي أن الأمر يحتاج إلى إيضاح لهذا الموضوع، وضبطٍ لما يُفسَّر به القرآن من هذه القضايا التي أنتجها البحث التجريبي المعاصر، وظهر لي أن في تسميته بهذا الاسم خللاً، وأنه يصدق عليه أن يكون " دلائل صدق القرآن "، وليس الإعجاز، كما في نسبته إلى " العلمي " خللاً آخر؛ لأنه يُفهم منه أن التفسيرات غيره ليست علميه، مع ملاحظة أن هذه التسمية فيها آثار التغريب الذي يجعل العلوم الدنيوية توسم بالعلم، وغيرها من العلوم الأدبية والاجتماعية والشرعية على وجه الخصوص لا توسم بذلك، والموضوع ذو شجون، وإنما أشرت إليه هنا لأخلص إلى سؤالين طُرحا عليَّ بشأن مسألتين متعلقتين بما يُسمى الإعجاز:
السؤال الأول: فيما ظهر لبعض الناس من توافق عددي بين ماحصل من الحدث العظيم الذي عاقب الله به الكفار ف (11: 9: 2001) مع آية في سورة التوبة، فقد ظهر لذلك القارىء أن الآية العاشرة بعد المائة (110) تشير إلى أحد البرجين الذي تتكون طوابقه من هذا العدد، وأن عدد السورة في ترتيب المصحف هي التاسعة تشير إلى الشهر الميلادي، وأن الجزء الذي فيه هذه الآية هو الحادي عشر تشير إلى اليوم الذي وقع فيه هذا الحدث، فزعم أن هذا من إعجاز القرآن؛ لأنه ـ بزعمه ـ أشار إلى هذا الحدث المستفبلي!.
ولا أدري لِمَ لَم ينظر إلى العدّ بالحساب القمري، ولا ذكر البرج الثاني الذي لا يتوافق مع العدد الذي ظهر له؟!.
وهذا بلا شك موافقة إلى غير مقصودة، والآية نازلة في مسجد الضرار، وليس هنا علاقة بينها وبين ما حدث لا من قريب ولا من بعيد، ومن قال: إن هذا البرج من مباني الضرار، فأين موقع الآخر من الآية، وإذا كان يعد هذين البرجين من مباني الضرار، قياسا عل مسجد الضرار، فإنه يدخل في الآية كل مباني الضرار التي يعملون بها ضد العالم، وضد المسلمين بالذات.
ثم ما الحاجة الداعية إلى هذا الربط الغريب العجيب، ومن ذا الذي يجزم بأن هذا مراد الله. إن هذا مما يحل في الرأي المذموم؛ لأنه قول على الله بغير علم، ما أكثر مايقع من أصحاب مايسمى بالإعجاز العلمي، أو التفسير العلمي.
وهل يعتمد صاحب هذا القول على أن هذا الترتيب جاء بالتوفيق، أم يرى أنه على ما جاء من مصادفة الترتيب هذه.
فإن كان جاء مصادفة، فما أكثر المصادفات التي يمكن أن تظهر لك، فقد تظهر لك مصادفات متعلقة بالأرقام وأ، ت تقرأ كتاب تاريخ، أو غيره، فهل هذه المصادفات من قبيل الأعجاز؟!.
وإن كان يزعم أن هذا مراد، وأنه ليس من قبيل المصادفة، فقوله منقوض بأمور:
¥