تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2ـ ما نقلته من كلام شيخ الإسلام رحمه الله " كان الصحابة رضي الله عنهم يجتمعون أحيانا يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون"و "خرج صلى الله عليه و سلم على الصحابة من أهل الصفة و فيهم قارئ يقرأ فجلس معهم يستمع".

3ـ أن مسألة التبديع لا تعتمد فقط عن كون غياب النص ... إلخ

4ـ التفريق بين اجتماع الناس لأمور عادية و أمور عبادية.

و للرد عليها نحتكم أولا لتعريف البدعة كما عرفه الإمام الشاطبي رحمه الله و الذى أرتضيت أنت تأصيله عن البدع

قال رحمه الله (البدعة طريقة فى الدين مخترعة تضاهى الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة فى التعبد لله تعالى)

فهى فى الدين

مخترعة

لها مثال شرعى تضاهى أو يحاول المبتدع أن يجد لها ذلك المثال

يتعبد بها لله

فهل هذه القيود التى ذكرت فى التعريف موجودة فيما حكمنا ببدعيته أم لا؟

الجواب عمليا (و نحن نتكلم عن المداومة)

أولا:هل كان يفتتح النبى صلى الله عليه وسلم و أصحابه كل مجلس ذى شأن بتلاوة القرآن

و مجلس ذى شأن كما هو مفهوم كمجالس عقود الزواج مثلا أو مجالس يبحث فيها أمر الأمة (كالمؤتمرات حاليا) أو إفتتاح لشىء مثلا ..

الجواب: لم يثبت ذلك و لم يرد.

إذا ففعل ذلك هو طريقة فى الدين مخترعة و إن كان له أصل فى تلاوتة القرآن عامة و مشروعيته و لكن كما تعلم لو إستدللنا بالنصوص العامة على مشروعية عبادات خاصة بهيئات و ترتيبات خاصة صار لكل مبتدع فى الدين دليل معتبر

فالذى يصلى على النبى خلف الأذان يستدل بقوله تعالى (صلوا عليه و سلموا تسليما)

و الذى يتمسح بالقبور يستدل بقوله تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون)

وفى موضوعنا هذا ـ إذا كنت من مصر ـ فأنت تعلم من يقرأ سورة الإخلاص بين ركعات التروايح و يستدل بأنها ثلث القرآن و أن قرأة القرآن مشروعة فى كل وقت و أنه أنزل من أجل الذكر و كل هذه العمومات

لذك فهذه البدع تدخل فى باب البدع الإضافية كما تفضلت و ذكرت أنت

فهى بدع من حيث إلتزام هيئة أو وقت أو عدد معين لم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم

ثانيا: هل قرأة القرآن فى بدايات الإجتماعات و المناسبات و المداومة على ذلك يقصد به التعبد لله أم لا؟

لو قال أحد لا يقصد به التعبد و إنما نحن نقرأ القرآن على سبيل العادة لكان مستهزئا بكتاب رب العالمين إذ أن القرآن لم ينزل إلا للتعبد به بتلاوته و تدبر أياته و العمل بما فيه و ليس لتكون تلاوته عادة بين الناس

ولا يمكن أن يتصور أن أحدا يقرأ القرآن على سبيل غير التعبد

إما للتعبد بمجرد التلاوة و إما للتعبد بتدبره و إما لتعلمه وحفظه و إما لتعليمه و إما للإسترقاء به و إما للتبرك به و كل هذه عبادات و لا توجد صورة لتلاوة القرآن على سبيل العادة فهذا عبث بالدين أن نجعل العبادات عادات

أرأيت رجلا يقول أنا أصلى على سبيل العادة

أو رجلا يطوف على سبيل العادة

غير متصور

إذا هذه التلاوة فى بداية مثل هذه الإجتماعات يقصد بها التعبد لله حتما

فهى تدخل فى التعريف السابق بلا ريب

فنحن أمام عمل لم يفعله النبى صلى الله عليه وسلم و يقصد به العبادة فما حكمه؟

و أما عن قولكم: فهل هناك فرق بين إجتماع الناس (قبل صلاة الجمعة، أو أجتماعهم عند أهل الميت)، و إجتماعهم على (حفل زواج، أو على أمر مباح)؟؟؟

فالعبرة ليس فى نية الإجتماع و الحكم لا يتعلق بها بل يتعلق بنوع الإجتماع هل كان هذا النوع من الإجتماعات يفتتح بالقرآن على الدوام أم لا؟

هذا هو ما يهمنا هنا.

و على هذا فلا فرق بين الإجتماع للعزاء و الإجتماع للفرح

فإن قلت أن الإول ليس عليه دليل بل هو من النياحة و أما الثانى فهو مباح

قلنا فالإجتماع لصلاة الجمعة ليس من المباح فقط بل من الواجب ومع ذلك لم يؤثر هذا فى حكم قرأة القرآن فيه

إذ أن العبرة بذات القرأة فى مثل هذا المجلس لا بمشروعية المجلس

فإن كان المجلس مشروعا نظرنا فى هيئته على عهد الرسول صلى الله عليه و سلم.

و إن كان المجلس فى الأصل غير مشروع فالأمر منتهى.

و أما ما ذكرتم من كلا شيخ الإسلام فلا يغيب عنكم أنه لا يستدل به هنا إذا أن الكلام على من ينكر على من يجهر بالذكر و نحن ننكر على من رتب الذكر على هيئة معينة لا على من جهر بالقرآن

أيضا سماع النبى صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه لا يشغب به علينا هنا لأننا نتحدث عن الرتابة و الإنتظام و المداومة وبدء المجالس به ذلك كله الذى حول القرآة من مباحة إلى بدعة إضافية

و أما عن قول الأخ الكريم أبى بكر " لا يقال فيه بدعة إلا إذا قيل بالوجوب، و إلا فلا "

فلا أعلم من أين أتى به و عن إحتجاجه عليه بقول الشيخ بكر أبو زيد: (ومن المحدثات التي لم تكن في هدي من مضى من صالح سلف هذه الأمة التزام افتتاح المؤتمرات والاجتماعات)

فكلمة الإلتزام هنا تعنى المداومة كما بينا لا الإلزام و هناك فرق واضح و أحسب أن هناك لبث حدث عند شيخنا الجليل بكر خليل

و أما عن الإستدلال بعموم فضل القرآن و قوله (و أليس ذكر الله مستحب في كل الأحوال؟

و أليس القرآن الكريم من أجلّ الذكر؟)

فالجواب عليه فى التفريق بين البدعة الأصلية و الإضافية

و جواب ذلك بإختصار:

إستحباب قرأة القرآن عمل بها النبى صلى الله عليه و سلم أم لم يعمل؟

الجواب: عمل بها بالتأكيد

فهل عمل بها على هذا النحو

الجواب: لا

إذا لا خير فيها و لو كانت خيرا لفعلها النبى صلى لله عليه و سلم و للو كانت خيرا لسبقونا إليه

و النبى صلى الله عليه و سلم يقول (ما تركت شيئا يقربكم من الله و يبعدكم عن النار إلا و أمرتكم به و ما تركت شيئا يبعدكم عن الله و يقربكم من النار إلا و نهيتكم عنه) (و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم) (و كل بدعة ضلالة) و لاحظ أخى أن ـ كل ـ هنا تفيد العموم فليس هناك بدعة حسنة أو بدعة مستثناة.

و بارك الله فيكما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير