تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - إدراك ورقة ابن نوفل لنُزولِ سورةِ القلمِ يَحتاجُ إلى دليلٍ. لأن الوحي قد انقطع عن النبي صلى الله عليه وسلم فترة ثم عاد بعد وفاة ورقة؛ لِما ورد أن خديجة رضي الله عنها ذهبت بالنبي صلى الله عليه وسلم لابن عمها ورقة بعد نزول المدثر، وقالت له: اسمع من ابن أخيك، فقال وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَ لَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟

قَالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلا أُوذِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ حَيًّا أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وهذا كله قبل نزول سورة القلم والله أعلم، وهذا يحتاج إلى بحث، لكن هذا مجرد طرح للمسألة للنقاش فحسب، دون جزم برأي قاطع.

2 - قول المؤلف: (ليس التسبيح هو مجرد قول باللسان كما تعودنا ان نتصور – بل هو رؤية كاملة تغيرت – فكرة جديدة نبتت .. وعي جديد لمعنى الظلم والمسؤولية تجاه ذلك. هذا الوعي والرؤية والفكرة هي التي أعطت ليونس فرصة جديدة ولولا ذلك للبث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون، بطن الياس والظلمة والسواد الحالك .. ). كأنه يقصد أن المقصود بالتسبيح هو هذه الرؤية الجديدة التي جدت ليونس عليه السلام. في حين أن المقصود بالتسبيح كما قال الطبري وغيره: (فَلَوْلا أَنَّهُ) يعني يونس (كَانَ مِنَ) المُصَلِّينَ لله قبل البلاء الذي ابتُلي به من العقوبة بالحبس في بطن الحوت (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) يقول: لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة، يوم يبعث الله فيه خلقه محبوسا، ولكنه كان من الذاكرين الله قبل البلاء، فذكره الله في حال البلاء، فأنقذه ونجَّاه).

وفسره قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله فقال: (فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) كان كثير الصَّلاةِ في الرّخاء، فنجَّاه الله بذلك; قال: وقد كان يقال في الحكمة: إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا ما عَثَر، فإذا صُرع وجد متكئا).

3 - أجاد العلامة الطاهر بن عاشور في عرض تفسير هذه الآيات من سورة الصافات، وقال معقباً بكلام فيه معنى كلام خيري بفلظ أوفى وأدق:

(واعلم أن الغرض من ذكر يونس هنا تسلية النبي صلى الله عليه وسلم فيما يلقاه من ثقل الرسالة بأن ذلك قد أثقل الرسل من قبله فظهرت مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم في صبره على ذلك وعدم تذمّره ولإِعلام جميع الناس بأنه مأمور من الله تعالى بمداومة الدعوة للدين لأن المشركين كانوا يلومونه على إلحاحِه عليهم ودعوته إياهم في مختلف الأزمان والأحوال ويقولون: لا تَغْشنَا في مجالسنا فمن جاءك فمنّا فاسمعه، كما قال عبد الله بن أُبيّ قال تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته} [المائدة: 67] فلذكر قصة يونس أثر من موعظة التحذير من الوقوع فيما وقع فيه يونس من غضب ربه ألاَ ترى إلى قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم} [القلم: 48 - 49]. وليعلم الناس أن الله إذا اصطفى أحداً للرسالة لا يرخص له في الفتور عنها ولا ينسخ أمره بذلك لأن الله أعلم حيث يجعل رسالاته). التحرير والتنوير (منقول من الموسوعة الشالمة (2)).

4 - في تعقيب الأخ فاروق والدكتور أبو بكر خليل نقاش لنقاط جانبية في تصوري أنها أبعدت الموضوع عن طريقه وهدفه، وليتهما ركزا على جوهر الموضوع ثم نبها على مسألة عدم إتباع أسماء الأنبياء بالصلاة، وغاية ما فيه أنه بخل وسوء أدب مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهنا أختلف مع الأخ عزام في قوله أنهم بشر فحسب وأيقونات ولا أدري معنى أيقونات فهذا من عبارات النصارى في كتبهم، لكن كأنه يعني بهم أشخاصاً مقدسين. فالأنبياء ليسوا كبقية البشر من حيث حقهم وتوقيرهم. بل لهم مكانة خاصة، وتوقير خاص.

وأما الأخت دمعة ألم فكلامها صواب في مجمله، ولكن يبدو لي أنها مبتدئة في الكتابة في الملتقى، ولذلك سأعذرها في كثرة الأخطاء الأسلوبية، واللون المختار المتعب في القراءة. حيث إن الكتابة في الملتقى لا بد أن تكون بأسلوب عربي فصيح، وإلا هبطنا بمستوى الملتقى، مع تقديري لفكرتها وحرصها على تشجيع الجميع.

ودمتم ولعل في تعقيبات المشرفين والأعضاء الكرام ما يُقوِّمُ ما كتبته هنا مشكورين.

ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[26 Feb 2006, 07:46 م]ـ

شكرا اخي الكريم فالحق احق ان يتبع كما تقول.

انبه فقط الى امرين اولهما ان سورة القلم هي ثاني ما انزل من القرآن الكريم، و ان العمري لم يجزم ان ورقة قال، و انما هو قال لا يمنع.

اما الامر الثاني فهو تعقيب على ما تفضلت فيه من ان هذا الكلام سبقه اليه غيره من العلماء. صحيح جدا ما تقول. و لكن لماذا استفز اذن الاخ ابي بكر من هذا الكلام؟

اما الايقونة فهي الرمز المطلق الغارق في التجريد دون ارتباط في الواقع المحسوس, و هذا للأسف ما يحدث الان مع سيرة الرسول الكريم عليه افضل الصلاة و السلام. يتغنون و ينشدون بحبه عليه افضل الصلاة و السلام، و يتركون تفاعله الحقيقي مع القرآن و من ضمنه تفاعله في لحظة صعبة جدا مع هذه الاية الكريمة.

اتحفظ على ما قلته من وجود سوء الادب مع الانبياء و احترم حقك في قول ذلك لكن السياق الادبي - المميز- الذي وضع الامر كله يبرر ذلك و يجيزه ..

كل التقدير لك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير