تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

التعامل معها. الاعتراض هنا على ما يقال ان القرعة جاهلية لارضاء شركاء اهل السفينة بغير علم السنا بغنى عن ذلك؟

قد تكون القصة حصلت قبل بعثته عليه السلام والله وصف الفلك بالمشحون , ومن معاني المشحون الممتليء. فلما اضطرب البحر وظنوا الغرق ساهمو بان يلقوا من السفينة ما يخفف حملها. ولا يتصور انهم استهموا على القاء بعضهم وكانوا يملكوا امتعة وابقوا عليها. فلما كان قبل البعثة كان مثلهم في القرعة. وهذا ان نظرنا الى الخبر ببعثته في نفس الايات نجده لاحقا على الخبر بقصة الحوت:

قال العزيز الحكيم

"وإن يونس لمن المرسلين ?139? إذ أبق إلى الفلك المشحون ?140? فساهم فكان من المدحضين ?141? فالتقمه الحوت وهو مليم ?142? فلولا أنه كان من المسبحين ?143? للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ?144? فنبذناه بالعراء وهو سقيم ?145? وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ?146? وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون ?147? فآمنوا فمتعناهم إلى حين ?148?"

واخبر عن قومه بعدما أخبر عن اهلاك القرى فقال عز وجل "فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ"

هذا انسب لسياق الاية والله اعلم , لانه يجوز ايضا ان يكون وأرسلناه على سبيل الخبر دون الترتيب بالحدث.

اما لماذا اقول انه لا خير في بحث التفاصيل عن القصة فهو ما أخبر الله عز وجل:

"سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) " الان العبرة بالقصة لا بالعدد وهؤلاء اصبح علمهم وخلوطا بأهوائهم وبدلوا وحرفوا.

اما يأس الناس فهذا امر خاص بحالهم وتبعا لايمانهم و علمهم:"أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب".

اما اليأس من رحمة الله عز وجل فهو امر لا ينبغي لمؤمن بربه:

"يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"

اما اليأس المطلوب فهو مما في يد الناس.

عندي ملاحظة وهي قولك:"نحن ننتمي الى دين لا ناسوت و لاهوت فيه، ولا طبيعة الهية داخل نبينا .. كما عند غيرنا." محمد صلى الله عليه وسلم بشر. وكذا الانبياء عليهم الصلاة والسلام وانما أهل الكتاب عندهم الانبياء بصورة كاذبة ودون قدرهم تذكر دائما ان الله اصطفاهم من بين النا فانظر الى اصلح من ترى واعلم ان الانبياء خير منهم:

قال عز وجل:"أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا" وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى".

ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[01 Mar 2006, 12:35 م]ـ

للأسف انت تعامل النص القرآني بطريقة كما لو انه انزل بطريقة تجعلنا لا نفهمه. و من ثم تقول ان يأس الناس شأنهم، لا يا سيدي، يأس الناس امر يخصهم لو اننا عاملنا القرآن بطريقة تجعله كتابا على الرف، او زينة على الصدور، اما القرآن الذي يتفاعل مع مشاكل الناس و احوالهم، فهو القرآن الحقيقي، و هو الصواب الحق بالتأكيد، لقد انزل هذا القرآن لنا و لكل زمان، و اصرار الاخوة على حصره برؤية معينة -تنتمي لقرون بعيدة - يكاد يقتل التفاعل معه.

اصرارك اخي على ان ما يقوله المؤلف هو مستند على الاسرائيليات لا اساس له اصلا، فالمؤلف تابع بوضح كل الايات التي تتابع قصة يونس و جمع بينها و انتج بناء متماسكا اكثر بكثير من هذه (اللاادرية) التي ادخلتنا فيها ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير