تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 Mar 2006, 09:34 م]ـ

أخي الكريم اما الاقتران فان يونس عليه السلام لم يذكر له الا ما أخبرتك به عن الذنب. ولاحظ الفرق بين قوله تعلى عن يونس عليه السلام (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) وبين ذكره القوم الأخرين بالعقوبة وافساد العمل.

انما الامر كله يتحدث عن الايجابية التي غرسها القرآن الكريم في نفس الرسول عليه الصلاة و السلام بينما هو يستلم مسؤلية الرسالة الشاملة و تغيير العالم في وقت مبكر جدا من بدء الدعوة ... اعرف هذا وهذا جميل لو لم نتعرض ليونس عليه السلام بشيء ليس عليه دليل اصلا.

اقصد انه يجب انزال الناس منازلهم. فان كان الله أصطفاهم من بين البشر لحمل رسالاته فهو أعلم منا بهم. وقولك:ان يكون هناك نبي قد ساوره الارهاق و التعب و تصور انه لن يمكن من اداء مهمته الدعوية صعبة، ليس كبيرة على الاطلاق , و لا قدحا في اي من الانبياء.فهذا نتفق عليه ايضا ولكن الا يجب ان تكون عباراتنا الطف معهم؟

الا ترى هذه العبارات:

يقدم لنا الخطاب القرآني يونس – او يونان بن متي كما تسميه التوراة – في لحظة مواجهة صعبة مع الواقع والمجتمع ومفرداتهما – لكنها لحظة مواجهة تنتهي بالفرار من المواجهة. فقد أمر الله يونس بان يدعو قومه، وكانت تلك الدعوة هي تغيير المجتمع الوثني الذي عاش فيه يونس. وكان يونس وحيداً. وكان مجتمعه في نينوى عريق الجذور في حضارة ذات طبيعة مادية هي الحضارة الآشورية – وكانت نينوى وقراها نموذجا لكل مظالم الوثنية والجاهلية ومباذلها – كانت نموذجا للحضارة الطاغية التي ينسحق الإنسان تحت قواعدها دون رحمة او شفقة ..

اليس هذا يعني انه هرب من تبليغ الرسالة عاصيا لله عز وجل اليس هذا هو الهروب من المواجهة؟

وهذه العبارة ايضا الا تعني نفس الكلام: فالقران يصور يونس وهو في ذروة يأسه وإحباطه: ترك مجتمعه وهجره لا ليرسي قواعد مجتمع جديد كما سيفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد – ولكن هجره ياسا، احباطا، هجره، وقد هجر معه قيم العمل والتغيير وحلم الأنبياء والدعاة عبر العصور – أي كما يهجر معظمنا معظم مجتمعاتهم .. فالدكتور العمري صور الصورة التي استقاها من قصة التوراة انها هي الصورة التي يقدمها القران! لهذا السبب اقتبست لك كلام أهل الكتاب من كتبهم. والذي اقوله لك هو عكس قولك: .. لو جمعت الايات سوية لوجدتها تقدم رؤية متماسكة هي ذاتها التي قدمها العمري هنا أختلف معك بانك لو جمعت الايات كلها لما وجدت هذه الصورة التي تتصورها اذا سمعت كلام الدكتور العمري , وهذا الامر ذكره العمري في مداخلته عندما تكلم عن الايات التي ذكر فيها يونس عليه السلام فيها ولهذا قال:

لا يقدم الخطاب القرآني صاحب الحوت، يونس، الا في اللحظات الأزمة، بعد خروجه من نينوى، - ولا يرد أي ذكر لما قبل الخروج في المواضع الثلاث التي تطرق لها الخطاب القرآني إلى قصة يونس وهي: الأنبياء (87 – 88) – الصافات (139 – 148)، والقلم (48 – 50) – وكل السور بالمناسبة مكية مثل كل الأمثلة القرآنية السابقة.

والتركيز على يونس بعد خروجه من نينوى له دلالات تتكشف بالتدريج عبر الغوص في القصة – والسياق العام الوارد عبر الخطاب القرآني لا يعارض شيئا من التفاصيل التوراتية لما قبل الخروج .. انا ارى ان شخصية يونس عليه السلام في القران تختلف كثيرا عن الكلام المزعوم في التوراة المحرفة والذي لا يقبله احد خصوصا عن زعمهم على الله عز وجل في القصة.

اتساءل في النهاية عن مغزى سؤالك للأخ السائح: دلني عن من قال انها منكرة؟

هل هي منكرة ام لا؟ -هل تراها انت انها منكرة؟ و هل تعتقد ان معناها منكر .. ؟

هنا تجد الجواب:

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=9&ID=25225&SearchText= ورقة& SearchType=root&Scope=0,9&Offset=0&SearchLevel=QBE

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير