تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اما عن سند الروايات التي تتكلم عن التردي فتجدها فاليك بيانها من سلسلة الاحاديث الضعيفة منقول من الشاملة الاصدار الثاني: - " لما نزل عليه الوحي بحراء مكث أياما لا يرى جبريل، فحزن حزنا شديدا فكى كان يغدو إلى (ثبير) مرة، و إلى (حراء) مرة، يريد أن يلقي بنفسه منه، فبيناهو كذلك عامدا لبعض تلك الجبال، إذ سمع صوتا من السماء فوقف صعقا للصوت، ثم رفع رأسه فإذا جبريل على كرسي بين السماء و الأرض متربعا عليه يقول: يا محمد أنت رسول الله حقا، و أنا جبريل، قال: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد أقر الله عينه، و ربط جأشه ".قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 160): ضعيف. رواه ابن سعد في " الطبقات " (1/ 1/130 ـ 131): أخبرنا محمد بن عمر ; قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الوحي .. إلخ.قلت: و هذا سند واه جدا، محمد بن عمر هو الواقدي و هو متهم بالكذب على علمه بالمغازي و السير، و شيخه إبراهيم بن محمد بن أبي موسى لم أعرفه، و لكني أظن أن جده أبي موسى محرف من أبي يحيى، فإن كان كذلك فهو معروف و لكن بالكذب، و هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي أبو إسحاق المدني، كذبه جماعة. و يرجح أنه هو ; كونه من هذه الطبقة و كون الواقدي الراوي عنه أسلميا مدنيا أيضا، و قد قال النسائي في آخر كتابه " الضعفاء و المتروكون " (ص 57): " و الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة:

1 - ابن أبي يحيى بالمدينة.

2 - و الواقدي ببغداد.

3 - و مقاتل بن سليمان بخراسان.

4 - و محمد بن سعيد بالشام، يعرف بالمصلوب.

فهذا الإسناد من أسقط إسناد في الدنيا، و لكن قد جاء الحديث من طريق أخرى من حديث عائشة في صحيح البخاري و غيره، بيد أن له علة خفية، فلابد من بيانها فأخرجه ابن حبان في " صحيحه " (رقم 22 ـ ترتيب الفارسي) من طريق ابن أبي السري: حدثنا عبد الرزاق: أنبأنا معمر عن الزهري: أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة

قالت: أول ما بدىء برسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة يراها في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب له الخلاء، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه ... حتى فجأة الحق و هو في غار حراء، فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت: ما أنا بقارىء ... الحديث إلى قوله: قال (يعني ورقة): نعم لم يأت أحد قط بما جئت به إلا عودي، و إن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي و فتر الوحي فترة، و زاد: حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا غدا منه مرارا لكي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فلما أوفى بذروة جبل كي يلقي نفسه منها تبدى له جبريل، فقال له جبريل، فقال له: يا محمد! إنك رسول الله حقا، فيسكن لذلك جأشه و تقر نفسه فيرجع، فإذا طال عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل، فيقول له مثل ذلك. و ابن أبي السري هو محمد بن المتوكل و هو ضعيف حتى اتهمه بعضهم، و قد خولف في إسناده فقال الإمام أحمد في " مسنده " (6/ 232 ـ 233): حدثنا عبد الرزاق به. إلا أنه قال:حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا خزنا غدا منه .. إلخ، فزاد هنا في قصة التردي قوله:" فيما بلغنا ".و هكذا أخرجه البخاري في أول " التعبير " من " صحيحه " (12/ 311 ـ 317) من طريق عبد الله بن محمد و هو أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عبد الرزاق به بهذه الزيادة، و أخرجه مسلم (1/ 97 ـ 98) من طريق محمد بن رافع: حدثنا عبد الرزاق به، إلا أنه لم يسق لفظه، و إنما أحال فيه على لفظ قبله من رواية يونس عن ابن شهاب، و ليس فيه عنده قصة التردي مطلقا، و هذه الرواية عند البخاري أيضا في " التفسير " (8/ 549 ـ 554) ليس فيها القصة، فعزو الحافظ ابن كثير في تفسيره الحديث بهذه الزيادة للشيخين فيه نظر بين، نعم قد جاءت القصة في الرواية المذكورة عند أبي عوانة في " مستخرجه " (1/ 110 ـ 111): حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: أنبأنا ابن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد به، و

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير