تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[07 Mar 2006, 11:31 ص]ـ

ثانيًا: إن التفسير الموضوعي (بأنواعه الثلاثة) يُدرس من خلال القرآن، فهو بحث قرآني بحت، ولكن الملاحظ في دراسة الموضوع من خلال القرآن أن كثيرًا من الموضوعات لا يمكن بحثها من خلال القرآن فقط؛ لأنَّ صورة الموضوع لا تتمُّ بالنظر إلى القرآن فقط، بل لابدَّ من إضافة السنة وآثار السلف لبيان هذا الموضوع"

أقول: أما قولك أخي الكريم أن التفسير الموضوعي يدخل في باب الفوائد والاستنباطات وليس من التفسير الذي هو بيان كلام الله ففيه تجن واضح على التفسير الموضوعي، ودعني أسألك أيها الكريم، هل ما يستنبطه المفسر بالمنهج الموضوعي إلا بما يفهمه من مراد الله تعالى؟ فإنه إن استنبط من غير فهم لكلام الله تعالى كان بذلك قد قال الله بغير علم، وها نحن نرى التفسير الفقهي، أليس هو استنباط للأحكام من آيات الله تعالى؟ أفلا يُعد تفسيراً؟

إن التفسير الموضوعي أيها الكريم لا يبتعد أبداً عن بيان مراد الله تعالى من كلامه، وإنما هو يغوص في تلك المعاني والكلمات بصورة إجمالية، ليستخلص منها نظرة كلية وموضوعية، إذن هو فهم عام لمعاني كلام الله تعالى وليس مجرد فوائد فقط.

والناظر لأي من كتب التفسير الموضوعي يظهر ذلك القول له جلياً واضحاً، ويتبين له أن التفسير الموضوعي هو نوع رابع وأصيل من أنواع التفسير.

ومن قال لك أخي الحبيب أن أي تفسير موضوعي يستغني عن السنة وأثار السلف؟

نعم هو يبحث في القرآن بشكل أساسي، لكنه لا يستغني ولا يمنع الإستفادة من السنة وأثار السلف.

ثم إن الوحي الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى وحيين هما "الكتاب والسنة "، ولا مانع من وجهة نظري أن يدعم المفسر قوله في كشف معاني كلام الله من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت أخي الدكتور مساعد الطيار:" وعند تأمُّلِ بعض الموضوعات تجد أنها على ثلاثة أقسام:

الأول: قسم يمكن بحثه من خلال القرآن؛ لغزارة مادته، كإهلاك الأمم الكافرة من خلال القرآن.

الثاني: قسم لا يمكن بحثه من خلال القرآن لقلة مادته في القرآن؛ كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الأسر وأحكامه، إذ الحديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن الأسير في القرآن قليل، وهو في السنة أكثر.

الثالث: قسم تكثر مادته في القرآن وفي السنة، ويكون في تخصيص دراسته في القرآن فقط قصور في تصوُّرِ الموضوع بشمولية، كموضوع العلم، وموضوع الجهاد، وغيرها كثير.

وقد يقول قائل: إن الغرض من دراسة الموضوع من خلال القرآن طرح طريقة القرآن فقط؟

فالجواب: ثُمَّ ماذا، أليس الباحث سيبني أحكامًا وفوائد؟

فإذا كان كذلك فلابدَّ أن يحتاج إلى مصادر أخرى في بحثه، ومن أهمها السنة النبوية، وإلا كان بحثًا ناقصًا بلا ريب."

أقول: أما عن الأقسام التي ذكرت، فنحن لا نزعم أصلاً أن كل الموضوعات يمكن دراستها من القرآن الكريم، بل و أنا اتفق معك أن بعض الموضوعات إذا تم دراستها من القرآن الكريم وحده كانت الدراسة قاصرة، وحينها أنا أؤيد أن تدعم الدراسة بالسنة، وإن كان ذلك الموضوع مما يكثر القول فيه من السنة فما المانع أن تكون الدراسة فيه دراسة حديثية؟

وإن كان مما يكثر القول فيه من السنة والكتاب فلما لا يكون دراسة مشتركة حديثية وقرآنية؟

ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[07 Mar 2006, 11:32 ص]ـ

ولقد فعل ذلك شيخي الدكتور عبد الكريم الدهشان في كتابه "حقوق الإنسان في القرآن والسنة"، ولا شك أخي الكريم أن في الأمر سعة ويسر، فلا نمنع الإفادة من السنة لمن يفسر تفسيراً موضوعياً بحجة أن ذلك مخالف لأساسيات التفسير الموضوعي.

ولقد بين ذلك الأساتذة الكرام ذلك بقولهم (التقيد التام بصحيح المأثور في التفسير: عند عودة الباحث إلى الأحاديث وكلام الصحابة والتابعين بإعتباره شارحاً ومفسراً للقرآن) (1)

قلت أخي الدكتور مساعد الطيار " ثالثًا: منْزلة السنة وأقوال السلف في التفسير الموضوعي:

لقد أثَّر عنوان هذا اللون، وهو التفسير الموضوعي على التعامل مع أهم مصدرين من مصادر التفسير، وإذا تأملت ما سطَّره منظرو التفسير الموضوعي، وجدتهم لا يمكن أن ينفكوا عن السنة أو آثار السلف، لكن ما مقامهما، وكيف بتعاملون معهما؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير