تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[07 Mar 2006, 11:33 ص]ـ

قلت أخي الدكتور مساعد الطيار:"فمثلاً، لو كنت تبحث في موضوع (القنوت في القرآن)، وجعلت من عناوينك الرئيسة:

القنوت: الطاعة الدائمة

ثمَّ استدللت بقوله تعالى: ((كل له قانتون) فإن السؤال الذي سيرد هنا: من أين استقيت عنوانك هذا؟

فالجواب: إما أن يكون من دلالة اللغة، وإما أن يكون من تفسير المفسرين، وكلا المصدرين عندهم لا يُبنى منه عنوان.

ففي مثل هذه الحال، هل يمكن الانفكاك من تفسير السلف؟!

أعود فأقول: إن طريقة التفسير الموضوعي هذه فيه إلزامٌ بما لا يلزم.

وهناك مسألة أخرى في تفسير السلف لم يبيِّنها أصحاب التفسير الموضوعي، وهي: كيف يتعامل مع اختلاف السلف في تفسير لفظة أو جملة من آية؟

هل سيُعرضُ عن الاختلاف ويختار ما يراه متوجِّهًا مع بحثه؟

هل سيناقش الاختلاف، ثمَّ يرجِّح ما يظهر له؟

وهل سيكون ترجيحه هذا موضوعيًا بحيث لا يكون للموضوع الذي اختاره تأثيرٌ على ترجيحه؟

وإذا كان الاختلاف من باب اختلاف التنوع الذي تحتمل الآية فيه الأقوال هل سيستدلُّ بها في مواضع متعدِّدة بحسب ما قيل في معناها من أقوال صحيحة؟

كل ذلك لم يُحرِّره أصحاب التفسير الموضوعي مع أنه لا يمكنهم أن ينفكَّوا عنه، وإنما اكتفوا من تفسير السلف بأن لا يضع عنوانًا مأخوذًا من تفسيرهم."

أقول: ومن قال أخي أننا دعاة إنسلاخ وإنفكاك من تفسير السلف؟، بل إننا نجعل عمدتنا قبل الشروع في التفسير الموضوعي زادنا من تفسير السلف، وقد أوضحت لك هذه النقطة في بياني لعلاقة التفسير الموضوعي بباقي أنواع التفاسير.

أما اختلاف السلف فإن أصحاب التفسير الموضوعي على ما أعلم يوردون منها الأرجح دون إطالة وإسهاب لأن إيراد الإختلاف ليس مقصد التفسير الموضوعي.

وأنصحك أخي الكريم أن تقرأ كتاب الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي "التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق" ففيه بإذن الله إجابات على تساؤلاتك وكذلك كتاب الدكتور عبد السلام اللوح والدكتور عبد الكريم الدهشان "مباحث في التفسير الموضوعي" ففيه منهجية البحث في التفسير الموضوعي.

وحتى أسهل عليك الأمر حفظك الله سأعرض لك الخطوات العامة لمنهجية البحث في التفسير الموضوعي لسورة واحدة وهي:

الخطوات المرحلية المتدرجة التي يراها للسير في التفسير الموضوعي لسورة واحدة (1):

1 - ذكر اسم السورة التوقيفي، وإذا كان لها أكثر من اسم توقيفي يذكرها، ويبين حكمة تسميتها بذلك الاسم، ويلاحظ الصلة بين اسمها التوقيفي وبين موضوعها العام.

[ line]

(1) د. عبد السلام اللوح وآخرون، مباحث في التفسير الموضوعي، مكتبة الجامعة الإسلامية، غزة، ص55 - 56 - 57

ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[07 Mar 2006, 11:34 ص]ـ

2 - معرفة اسم السورة الاجتهادي سواء أطلقه عليها علماء سابقون، أو تمكن هو من إدراكه والربط بين اسمها الاجتهادي وبين موضوعها.

3 - تحديد زمان ومكان نزول السورة، وهل هي مكية أم مدنية؟.

4 - بيان جو نزول السورة، وهل نزلت في المرحلة المتقدمة أو المرحلة المتوسطة أو المتأخرة من مرحلة الدعوة الإسلامية في عهدها المكي أو المدني؟.

5 - تحديد أهداف السورة الأساسية ومقاصدها الرئيسة، واستخراج هذه الأهداف والمقاصد من خلال القراءة الواعية المتدبرة لآيات السور عدة مرات، والاستدلال على كل هدف أو مقصد يسجله بمجموعة من آيات السورة.

6 - التعرف على موضوع السورة الرئيس، ثم التعرف على محاور السورة وخطوطها الرئيسة وربط هذه المحاور والخطوط مع عمود السورة والاستشهاد على ذلك بآيات السورة.

7 - ربط السورة بما قبلها من السور حسب ترتيب المصحف من حيث التناسب في الموضوع العام لكل منها.

8 - تقسيم السور الطويلة والمتوسطة إلى أقسام وبيان مقدمة السورة وأقسامها وخاتمتها وتوزيع آياتها على الأقسام.

9 - إذا لم يتيسر تقسيمها إلى أقسام، تقسم إلى وحدات أساسية وذكر موضوع كل وحدة وآياتها وبيان الصلة بين تلك الوحدات.

10 - استخلاص أهم حقائق السورة والدلالات التي نقررها، والإشارة إلى أبعاد السور الواقعية وكيفية معالجتها لمشكلات الإنسان المعاصرة.

11 - الإطلاع على تفسير السور في أمهات الكتب كتفاسير، ابن كثير وسيد قطب و لمعرفة تفسيرها التحليلي في هذه التفاسير. (1)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير