ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[08 Mar 2006, 04:51 ص]ـ
قال الأستاذ:
نعم لم يظهر مصطلح " التفسير الموضوعي" إلا في القرن الرابع عشر الهجري إلا أن لبنات هذا اللون من التفسير وعناصره الأولى كانت موجودة منذ عصر التنزيل في حياة رسول الله.
قلت: أين دليلك-حفظك الله-؟
قال الأستاذ-في مكان آخر-: ولعلك تقول: ما دليلك؟ فأجيبك:دليلي في ذلك فعل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم "عندما نزل قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} (1) فشق ذلك على الناس فقالوا يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟ فقال إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: {إن الشرك لظلم عظيم} (2) إنما هو الشرك (3) "
ومضى الأستاذ يستخلص من الحدث فوائد .... لكني مضيت أسال نفسي: ما يقصد الأستاذ بالتفسير الموضوعي؟ وكيف يكون في الخبر الصحيح الذي أورده لبنة أو ما يشبه اللبنة في صرح التفسير الموضوعي؟
لم يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم إلا تفسير القرآن بالقرآن ... على قاعدة ما تشابه في مكان أحكم في مكان آخر وما أجمل في موضع فصل في موضع آخر ..... فإن كان هذا هو التفسير الموضوعي فهو تفسير كل المسلمين الذين يحترمون كتاب ربهم ..... وليس عندي أدنى ريب أن هذا هو منهج الشيخ الطيار ..... فعلى من يرد الأستاذ إذن؟
لو تكلف الأستاذ عناء تعريف" علم التفسير الموضوعي" وحرر محل النزاع لما وقعنا في هذا الالتباس.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[08 Mar 2006, 05:11 ص]ـ
قال الأستاذ مستدلا بما يراه تفسيرا موضوعيا أو شبيها به:
فظهرت مؤلفات كثيرة في هذا المجال ومنها كتاب " الأشباه والنظائر" لمؤلفه مقاتل بن سليمان البلخي المتوفى سنة 150هـ وذكر فيه الكلمات التي اتحدت في اللفظ واختلفت دلالاتها حسب السياق في الآية الكريمة.
وإلى جانب هذا اللون ظهرت دراسات تفسيرية لم تقتصر على الجوانب اللغوية بل جمعت بين الآيات التي تربطها رابطة واحدة أو تدخل تحت عنوان معين، كالناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام التوفي سنة 224هـ ولازال هذا الخط مستمر إلى يومنا هذا (2).
قلت: لا زلت أنتظر تعريف التفسير الموضوعي .... واشتغال اللغويين بدلالات الكلمات حسب اختلاف سياقاتها هو ديدنهم في كل زمان وفي كل مكان بين المسلمين وبين غيرهم ... وجل معاجم الدنيا مبنية على هذا النحو: مادة معجمية ومعاني بحسب السياق .... فكيف يكون في هذا السلوك البدهي في علم اللغة ما يدل على نشوء التفسير الموضوعي عند المسلمين ..
وما ذكرته-حفظك الله-من الناسخ والمنسوخ لا يدل على شيء مما نحن فيه .... -لكن أين نحن أولا لم نحدد بعد معنى التفسير الموضوعي-
الناسخ والمنسوخ علم من علوم القرآن كأسباب النزول والقراءات والخط والرسم وليس منهجا .. وهل القول بأن آية كذا نسختها آية كذا هو من التفسير الموضوعي؟ هذا التفسير لازم لكل مسلم ومن جملتهم الشيخ الطيار فعلى من ترد مرة أخرى؟
لا شك أن الالتباس راجع إلى معضلة تحرير محل النزاع .... فليحرر.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[08 Mar 2006, 05:38 ص]ـ
قال الأستاذ مبررا ضرورة التفسير الموضوعي:
وقد توجهت أنظار الباحثين إلى هدايات القرآن الك ريم حول معطيات الحضارات المعاصرة وظهور المذاهب والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية، والعلوم الكونية والطبيعية.
ومثل هذه الموضوعات لا تكاد تتناهى فكلما جد جديد في العلوم المعاصرة، التفت علماء المسلمين إلى القرآن الكريم ليسترشدوا بهداياته وينظروا في توجيهات الآيات الكريمة في مثل هذه المجالات (3)
الكلام في هذه المسالة لا يسعه المقام .... وإنما يكفي أن أشير إلى مبدإ عام-يجوز للاستاذ ألا يقول به-وهو أن القرآن مهيمن على الكتب الالهية السابقة وأولى أن يكون مهيمنا على كل فكر بشري كيفما سمي ذلك الفكر علم او فلسفة أو اقتصاد .... فليس من المعقول أن يحور القرآن أو منهج السلف في القرآن ليوافق ما استجد بل ينبغي تغيير ما استجد ليوافق القرآن .....
وما ذكرته –حفظك الله- من" توجيهات الآيات الكريمة" لا يليق بهيمنة القرآن ... ومآل هذا الرأي إلى القول بنسبية القرآن وفرضية القراءات المعاصرة ..... ولن اناقشك هنا بل ينبغي الانتقال إلى فرع الانتصار للقرآن من هذا المنتدى المبارك.
¥