وللمسلمين أن يتعظوا بما وقع لأهل الكتاب من النصارى خاصة فضائحهم في انعقاد مجامعهم ليغيروا العقيدة في كل قرن بسبب المستجدات .... وللمسلمين أن يتعظوا من أنفسهم فقد سمعنا قبل بضعة عقود عن الاشتراكية الاسلامية واشتراكية القرآن وماركسية أبي ذر ...... فلا ينبغي تكرر هذا العبث.
ـ[حسن عبدالله الخطيب]ــــــــ[08 Mar 2006, 12:09 م]ـ
الأخ الكريم أبو عبد المعز حفظك الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
كلنا أخي الكريم نطلب علما (الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها) رواه الترمذي
فإذا تكرمت أخي الكريم أن أضع لكم صورة ربما تلقى قبولا لديكم وفضيلة الدكتور مساعد الطيار؛ وإلا نكون كما قال الإمام الشافعي رأيي خطأ يحتمل الصواب ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ
الله أسأل أن يوفقنا وإياكم لما فيه رفعة الإسلام ونصرته ... وبعد
أخي الكريم بداية شرف عظيم أن يكون محورنا كتاب الله عز وجل، وشرف أعظم حمل أمانة تعلم القرآن وتعلمه، مما يزيد في عبء كواهلنا لأداء رسالة الإسلام العظيم، سائلين المولى عز وجل أن يخفف عنا ثقلها، بأن يعيننا على أدائها قدر استطاعتنا وعلى الوجه الذي يرضي ربنا.
على ما أعتقد أستاذنا الكريم ومن خلال قراءة رسالتكم المعنونة "التفسير الموضوعي وجهة نظر أخرى"؛ لقد تم الاطلاع علي ردودكم الطيبة وكذلك رسلة فضيبة الدكتور مساعد الطيار الطيبة لأضع أمامكم رد متواضع سبق أن أرسلته إلى فضيلة الدكتور مساعد الطيار الملاحظات التي أسطرها أمامكم أرجو أن يتسع صدركم لها إذا تكرمتم أخي الكريم:
• إن تطور التفسير الموضوعي قائم على الصلة بين النص والواقع.
• لا يوجد صراع بين فريقي التفسيرين التحليلي والموضوعي وخاصة أن طبيعة المسلمين القائمة على الإخلاص لله لا تستوجب ولا تستوعب هذا الصراع.
• إن للتفسير الموضوعي نشأة نبوية وجهد واضح من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى أن للسلف الصالح كان لهم سبق الفضل واليد الطولى في التأصيل لهذا الفن، من خلال إيجاد وحدة موضوعية لفكرة طرأت في ذهن صحابي استفسر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان منه صلى الله عليه وسلم التفسير لما أشكل عليهم رضي الله عنهم لحدث وقع. أو استفسار من تابعي لصحابي.
• وبالتالي فإن انطلاقة التفسير الموضوعي بداية كانت من التفسير التحليلي الذي كان وما زال له الفضل وهو الأساس للتفسير الموضوعي، الذي يرجع إلى تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير السنة بالقرآن وكذلك تفسير الصحابة للقرآن، والتابعين وعلماء الأمة. كما إن أنصار التفسير الموضوعي لم يعترضوا على من سبقوهم من مفسرين ومؤصلين للتفسير التحليلي، بل كان التفسير التحليلي منهلا ومنبعا لهم.
• من هنا ندرك نوعية العلاقة التكاملية والانسجام بين التفسير الموضوعي وبقية أنواع التفاسير الأخرى.
• إن شبهة الاسم أو تبديله لا تتوافق مع فكرة تطور العلوم وتخصصها، فمثلا كانت العلوم الإنسانية شمولية تشمل جميع العلوم، أما اليوم فعلم الطب الذي كان ضمن العلوم الإنسانية أصبح علما مستقلا بذاته بل أصبح الطب علوما تخصصية متعددة، وكذلك علم التفسير حتى بداية القرن الهجري الثالث كان مبوبا في علوم الحديث، وقس على ذلك إذا تكرمت فضيلة الدكتور.
• أي تفسير وأي علم لا بد له من فوائد واستنباطات نستخلصها، ولذلك كان لزاما التدبر والنظر لاستخلاص النتائج والعبر، فتطبيقنا لأوامر الله نابع من استفادتنا منه.
• ثم نضع بين فضيلتكم الخطوات التي يجب إتباعها للخوض في التفسير الموضوعي، والتي وضعها الدكتور صلاح الخالدي في كتابه (التفسير والتأويل في القرآن) وهي لا تخفى عليكم:
1 - إعادة الكلمة إلى جذرها الثلاثي
2 - نبحث في المعنى اللغوي الاشتقاقي لهذا الجذر الثلاثي في أمهات كتب اللغة.
3 - ننظر في معنى الكلمة في الكتب التي تبين معاني ألفاظ القرآن وكلماته.
4 - ننظر في اشتقاقات وتصريف الكلمة في القرآن ونطلع على هذه التصريفات في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.
5 - نتابع كل صيغة أو تصريف منها في آيات القرآن ونسجل هذه الآيات ونرتبها وننظر في دلالا وإيحاءاتها.
6 - نربط بين الأصل الاشتقاقي اللغوي للكلمة الذي أخذناه من مقاييس اللغة ولسان العرب، والمفردات الكليات، ومن الاستعمال القرآني ونرى توفر المعنى اللغوي والأصل الاشتقاقي مع الآيات القرآنية وإنزال الأصل اللغوي على التصريف القرآني
7 - نذهب إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة والتابعين مع تسجيل المزيد من الإشارات والفوائد.
8 - نطلع على تفسير الآيات التي استخدمت المصطلح القرآني في أمهات كتب التفسير لنعرف ماذا قالوا فيها.
9 - تسجيل اللطائف والإشارات والحقائق، وننقل ما نراه مناسبا وما يربطها بالواقع والحاضر مع اختلاف وتنوع هذه اللطائف. ثم نستخلص بعض ما وجدناه في رحلتنا مع هذا المصطلح القرآني ونستنتج بشيء من الاستنباط ما يوافق الماضي والحاضر.
أخي ا الكريم إذا كانت هذه بدايات التفسير الموضوعي والمرتبطة بالتفسير التحليلي والمنبثقة منه إلى ارتباط وثيق بمفردات التفسير وأسسه، وبالتالي فإن مسار التفسير الموضوعي لا يخالف قواعد التفسير التي اعتمد عليها التفسير التحليلي، إذاً ما المانع أن نسمى الفوائد المستنبطة والمتعلقة بالواقع المعاصر من كتاب الله والمختصة بموضوع معين "بالتفسير الموضوعي".
¥