كما أقول: إن وصول رأي الدكتور مساعد الطيار إلى تداوله بين المتخصصين في الدراسات العليا مطلب عنده في نظري، فهو لم يكتبه للعامة، بل كتبه للمتخصصين، ولست أتوقع أن ينزعج من مخالفة رأيه، فلا هو ولا غيره يملك وفاق الناس له، ولا يطلب ذلك إلا جاهل. وإذا كان الأمر كذلك فلا غضاضة من مناقشة الآراء فيما بيننا، لكن علينا التزام الأدب، وحسن التعبير في التعامل مع أساتذتنا، ولعلي أدلك على حسن هذا الأسلوب عند الدكتور مساعد الطيار، فأقول: ألا ترى أنه نقل أقوال بعض من كتب في التفسير الموضوعي دون ان ينص عليهم؟
لقد فكرت في هذا الأمر، فوجدته لا يخلو من امرين:
الأول: ان يكون قائلوا هذه المقالة من معارف الدكتور مساعد، فذكر أقولهم واعترض عليها محترمًا بذلك ذواتهم من أن يذكرها.
الثاني: أنه أراد أن يكون القارئ معه في النظر إلى القول، وليس النظر إلى صاحب القول، فكم من قول نتردد في الاعتراض عليه بسبب أنه قول فلان.
ثانيًا:
لقد كانت الشخصية المستعلية ظاهرة في الأخ الكريم عدنان، ولا تكاد تخطؤك وأنت تقرأ في ردِّه، فكم اعترض بأسلوبه المستعلي، وكم ألقى من الأوامر على الدكتور مساعد الطيار؟ ومنها:
1 ـ قال عدنان: (وانظر أخي حفظك الله إلى العلاقة بين التفسير الموضوعي بباقي أنواع التفاسير يتضح لك جلياً أن العلاقة علاقة تكامل لا علاقة تصادم) والكلام موجه للدكتور مساعد الطيار.
2 ـ قال عدنان: (ومن قال لك أخي الحبيب أن أي تفسير موضوعي يستغني عن السنة وأثار السلف؟
نعم هو يبحث في القرآن بشكل أساسي، لكنه لا يستغني ولا يمنع الاستفادة من السنة وأثار السلف).
أقول: إذا كان هذا فهمك لعبارته، فإنما سبب ذلك أحد أمرين:
الأول: غموض مراد الدكتور مساعد الطيار في عبارته.
الثاني: أن تكون العبارة واضحة لكنك عَمِيتَ عنها بسبب انتصارك للتفسير الموضوعي والرد على ناقديه.
والذي أفهمه من عبارة الدكتور مساعد الطيار أنه يشير إلى أمر قرَّره مثل الدكتور مصطفى مسلم في كتابه (مباحث في التفسير الموضوعي)، قال: (على الباحث أن يجعل عناوين الأبواب والفصول من المادة القرآنية والعناصر البارزة فيه.
أما السنة المشرفة فدورها في التفسير الموضوعي التوضيح والبيان والاستدلال، وذلك حفاظًا على قرآنية الموضوع.
وكذا أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة اللغة، فكلها مادة للشرح والتوضيح والترجيح، ولا تشكل عناصر الموضوع الأساسية) انظر ص 39.
والمفهوم من قول الدكتور مصطفى مسلم أنه إذا كان في الموضوع القرآني جوانب في السنة وليست في القرآن فإن الباحث لن يتعرض لها، ولا يمكنه أن يجعلك منها عناوين للأبواب والفصول. وكذا الحال في أقوال الصحابة والتابعين وأئمة اللغة، فالاستفادة منهم ستكون بالقدر الذي لا يخرج الموضوع عن قرآنيته، ولو أنك قرأت ما كتبه بعد سطور لتبين لك مراده في حديثه عن منزلة السنة وأقوال السلف في التفسير الموضوعي.
3 ـ قال الأخ الفاضل عدنان (وأنصحك أخي الكريم أن تقرأ كتاب الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي "التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق" ففيه بإذن الله إجابات على تساؤلاتك وكذلك كتاب الدكتور عبد السلام اللوح والدكتور عبد الكريم الدهشان "مباحث في التفسير الموضوعي" ففيه منهجية البحث في التفسير الموضوعي.
وحتى أسهل عليك الأمر حفظك الله سأعرض لك الخطوات العامة لمنهجية البحث في التفسير الموضوعي لسورة واحدة وهي ... )
أخي عدنان، لا تغضب علي، لكن يبدو أنَّك أشرت بهذه الفوقية إلى ما أربأ بك عنه فأنت طالب دراسات عليا و:
قد هيؤوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك .....
فهل ترى أن هؤلاء الأفاضل قد جاءوا بجديد في طرح موضوع التفسير الموضوعي لم يطلع عليه الدكتور مساعد الطيار؟!
إن ما جئت به من خطوات التفسير الموضوعي من خلال سورة يدل على أنك تكتب بلا رؤية واضحة في هذه النقطة بالذات، وذلك لأمور:
الأول: لِم لَم تطرح منهجيتهم في دراسة موضوع من خلال القرآن، وأغلب الحديث ـ فيما أرى ـ ينصب عليه؟!
الثاني: ليس فيما ذكرته من منهجيتهم النص على اعتماد السنة ولا اعتماد أقوال السلف التي لاحظها الدكتور مساعد الطيار.
¥