الثالث: أنت تُعقِّب بعد نقلك لمنهجيتهم بقولك: (فهل في ذلك إنكار لجهد السابقين أيها الأخ الكريم؟ أو تغافل عن السنة؟).
وهل قال الدكتور مساعد الطيار أن أصحاب التفسير الموضوعي ينكرون جهد السابقين؟
إن ذلك إما:وما آفة الأخبار إلا رواتها (تقوُّلٌ منك)، وإما: وآفته من الفهم السقيم (فهم سقيمٌ لكلامه).
4 ـ قال عدنان: (فحاول أخي الكريم أن تنظر بنظرة طالب العلم للموضوع، لا بنظرة الناقد التي نظرت، لعلك ترى الموضوع من جانب آخر).
عفوا .. فقد حاد بك قلمك .. والدكتور محل للثقة أن ينقد .. ويلتف حوله طلاب العلم .. هكذا عرفته .. وهكذا هو.
ولعلك وليتك تأخذ هذه العبارة بأسلوب التجريد، وأن تنظر نظرة طالب العلم لما كتبه الدكتور الطيار لا بنظرة الناقد لعلك ترى الموضوع من جانب آخر.
5 ـ قال عدنان: (وأريد أن أطرح بين يديك رسائل منها " الشيطان خطواته وغاياته_دراسة قرآنية موضوعية " لشيخنا الأستاذ وائل بشير حفظه الله،
وهي منشورة في مكتبة مشكاة الإسلامية، فأطلب منك الإطلاع عليها، لعل منهج الشيخ يجعلك تعيد النظر في رأيك الآخير).
بدلاً من أن تأمره وتقول: (فأطلب من) وتدله على المكتبة؛ ألا يحمل قاموسك شيئا من العبارات النواعم فتهديها باقات وورود،؟!! بدل من (الطلب) (والطرح)، نحن يا أستاذي – كطلاب دراسات علياء – نحتاج إلى بحور من التربية والدين قبل أن نرد حياض العلم .. و إلا فالعلم لم يكن ينقص أعتى عاص .. وهو إبليس.
ثالثًا:
منازعات علمية في بعض القضايا أطرحها للأخ عدنان، فأقول:
الأولى: إنك لم تحدد مصطلحاتك التي تسير عليها في هذا الردِّ، فلا نحن تبينا منك مرادك بالتفسير من حيث هو علم، ولا بالتفسير الموضوعي من حيث هو علم، وأنت تحيل على غير مليء في هذه المسألة، وكأن الأمر متفق عليه بين الباحثين، ولا يخالف فيه إلا الدكتور مساعد الطيار، وهذا المنهج في الرد ليس من المنهج العلمي في شيءٍ، وأنت ذهبت توسِّع مدلول التفسير بقولك: (أما قولك أخي الكريم أن التفسير الموضوعي يدخل في باب الفوائد والاستنباطات وليس من التفسير الذي هو بيان كلام الله ففيه تجن واضح على التفسير الموضوعي، ودعني أسألك أيها الكريم، هل ما يستنبطه المفسر بالمنهج الموضوعي لا بما يفهمه من مراد الله تعالى؟ فإنه إن استنبط من غير فهم لكلام الله تعالى كان بذلك قد قال الله بغير علم، وها نحن نرى التفسير الفقهي، أليس هو استنباط للأحكام من آيات الله تعالى؟ أفلا يُعد تفسيراً؟
إن التفسير الموضوعي أيها الكريم لا يبتعد أبداً عن بيان مراد الله تعالى من كلامه، وإنما هو يغوص في تلك المعاني والكلمات بصورة إجمالية، ليستخلص منها نظرة كلية وموضوعية، إذن هو فهم عام لمعاني كلام الله تعالى وليس مجرد فوائد فقط.
والناظر لأي من كتب التفسير الموضوعي يظهر ذلك القول له جلياً واضحاً، ويتبين له أن التفسير الموضوعي هو نوع رابع وأصيل من أنواع التفسير).
يؤخذ عليك في هذا الكلام أمورٌ:
الأول: أنك لم تفهم تفريق الدكتور مساعد الطيار بين التفسير والاستنباط، وله في ذلك تفريق يحسن أن تراجعه لتحتكم إليه في نقدك له، وقد طلب منك في عبارته ألا تعجل عليه، فقال الدكتور مساعد الطيارـ في الكلام الذي نقدته فيه ـ: (وما ذكرته لك هنا أرجو أن لا تتعجَّل بردِّه قبل أن تحدِّدَ معنى التفسير، وأن تطَّلِع على الإضافة التي أضافها من كتب في موضوع من الموضوعات باسم التفسير الموضوعي، ولك أن تتأمل إضافته، هل هي من باب التفسير، أو من باب الفوائد والاستنباطات؟)، لكني أراك تعجلت، وحكمت وخطَّأت تخطئة الواثق في أن الدكتور قد خالف المعنى المعروف من تعريف التفسير.
الثاني: أنك لما أردت ان تخبرنا عن معنى التفسير عندك أخبرتنا بعكس معنى التفسير، وذهبت إلى التفريق الذي ذكره الدكتور مساعد الطيار من حيث لا تشعر، فهل ما كتبه القرطبي من مسائل فقهية تدخل في معنى التفسير عندك؟! فإن كانت تدخل، فأنت تحتاج إلى إعادة نظر إلى فهم معنى التفسير، وإن كانت لا تدخل، فهذا يعني أنه ليس كل ما ذكر من استنباط الأحكام يدخل في معنى التفسير.
¥