2 ـ أنت لم تكن حياديًا في نظرك لكلام الدكتور مساعد، وأنت ترميه بالعيب في نظره العلمي، فتقول: (فعدم وضوح الشيء ليس عيباً فيه، إنما العيب في عين الناظر، وقد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم)، وما دام هذا نظرك في الدكتور مساعد فلا أرى انك استفدت من طرحه هذا، بل لعلي لست أذهب بعيدا إن قلت: يبدوا أنك اعتقدت ثم كتبت على حد قول القائل:
ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا
الرابعة: أنت تقوم بمصادرة الأدلة بشكل عجيب، وتتحكَّم بها في التصنيف بتحكُّم عجيب، وتذهب إلى قضايا هي متأرجحة بينك وبين الدكتور الطيار فتجعلها لك وتحرمه منها، وإليك الأمثلة على هذه القضايا:
1 ـ بداية حديثك عن التفسير الموضوعي ذكرت انك ستدلل على أنه معمول به منذ القدم، فهو ليس بدعًا ولا حادثًا، وإنما الذي تأخر هو تسميته وما خرجت إلا في القرن الرابع عشر، وذكرت أمثلة من ذلك، وهي: كتاب مقاتل في الأشباه والنظائر، والناسخ والمنسوخ لأبي عبيد، وإذا كان هذا هو التفسير الموضوعي عندك فإما أن يكون المعاصرون ساروا على هذا المنهج، وإما أن يكنوا خالفوه بالزيادة والمقاصد وطريقة التأليف؟
فإن كان هذا هو التفسير الموضوعي عندك، فتلك مصادرة واضحة، فأنت جعلت هذا من التفسير الموضوعي، وليس الأمر كذلك، ولو كان هذا هو التفسير الموضوعي لما خالف فيه الدكتور مساعد الطيار، فأنت تَحْكُمُ على هذه المؤلفات أنها تفسير موضوعي، وهذا تحكُّمٌ واضح.
واستدللت بتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للظلم بأنه الشرك، وقلت:
(1 ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول من استخدم التفسير الموضوعي حيث رد ما أشكل على الناس فهمه إلى ما ليس فيه إشكال، ففسر القرآن بالقرآن بنظرة شمولية لمعنى الظلم في القرآن، وهذا لون من ألوان التفسير الموضوعي
2 ـ أن التفسير الموضوعي أصيل في ديننا وليس مبتدع ولا محدثـ، وأنه من ناحية العمل به من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وهذا منك تحكم ومصادرة للأدلة، فلو كان ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم هو التفسير الموضوعي، فمن مِن المسلمين يمكن ان يخالف في ذلك؟ ولكنك بتحكمك تجعل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم تفسيرًا موضوعيًا.
2 ـ لاحظ عبارتك: (وبما أن التفسير الموضوعي ظهر حديثًا) هل مرادك المصطلح، أو الكتابة فيه على هذا الأسلوب المعاصر أو ماذا؟
وكيف تجمع بينه وبين قولك في أول حديثك أن التفسير الموضوعي كان معمولاً به منذ القدم؟!
يبدو أن في الكلام تخليطًا يحتاج إلى إعادة ترتيب.
3 ـ إنك قلت في آخر كلامك (إنه لا مصادمة ولا ندية بين أنواع التفسير الأربعة .... ) فهل هذه فائدة زائدة ابتداءًا، أو هي ردٌّ على من زعم أن بينها تصادم؟ ومن هو؟
4 ـ قلت في معرض ردك على الدكتور مساعد الطيار ( ... أقول: فهل تجعل أخي فعل البعض حجة على الكل) وأنت وقعت فيما أنكرت عليه، فجعلت قول البعض (مسلم والخالدي والدهشان واللوح) حجة في نقدك له، فهل استقرأت كل من كتب في التفسير الموضوعي واستوعبتهم، حتى ظهر لك أنهم كلهم يوافقون طرحك؟!
ويبقى حبل الود ممدودا .. ودعوة .. وعودة .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[15 Mar 2006, 11:47 ص]ـ
الأخ/ صافن ...
بارك الله فيك على هذه الباقات العطرات، والتي تفوح منها رائحة المحبة والمودة للعلم وأهله، والحرص على العلم وأهله من أن يصيبهم أو تشوبهم أي شائبة، بالإضافة إلى بث روح المنافشة الهادفة، والنقد البناء، فالنقد منهج شرعي، لكن إذا دخله بعض الدخن فقد لا يجدي فائدة، فضلاً عن أنه قد يكون وبالاً على الإنسان، فلنربأ بأنفسنا جميعاً عن مثل هذه النزغات فإنها من الشيطان، وليكن رائداً دائماً وأبداً الوصول إلى الحق، متجرداً عن التعصب والهوى المذمومان، وكما ذكرت أخي الحبيب أن الدكتور مساعد الطيار حفظه الله قد ناقش الأقوال ولم يذكر القائلين، فلنَقْتَدِ بهذا الخلق الرفيع من الدكتور مساعد حفظه الله وأمثاله؛ حتى نسمو بهذا العلم إلى أعلى الدرجات.
باركم الله فيكم جميعاً وفي كل من دخل في هذا النقاش، وكان رائده الوصول إلى الحق، أخطأ أم أصاب في الطريقة، وثبتنا الله وإياكم على الإيمان ....
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[15 Mar 2006, 12:17 م]ـ
الأخ الحبيب صافن
بارك الله فيك أيها الكريم ووالله ما أردت علواً في الأرض إنما أردت عاقبة المتقين
وأقر أن كلمات زلت مني على غير قصد في حق شيخنا الدكتورمساعد الطيار، ولقد أعتذرت له وقبل اعتذاري وكلمته والحب يملأ خافقي وكياني.
وأعلم أخي أن المناقشة التي رأيتها إنما هو أسلوبي _وهو أسلوب ليس أصيل في_ لا أسلوب شيخي الدكتور الدهشان، ولقد صحح لي الأسلوب وراجعني فيه مراجعة شديدة
وها أنا أعتذر على رؤوس الأشهاد لشيخي الدكتور الطيار إن أسأت له بحرف أو كلمة أو عبارة
بارك الله فيك أيها الحبيب
¥