تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- مقصد علم التوحيد-بالمعنى الذي روج له علماء الكلام أعنى إثبات العقيدة بالادلة العقلية خاصة-

- مقصد علم إعجاز القرآن.

لا مانع من أن يكون الثاني جزءا من الأول.

المقصد الأول يشمل "كل ما من شأنه" أن يثبت به وجود الله تعالى ووقوع الوحي ونزوله على النبي صلى الله عليه وسلم .... فالعلم والتاريخ والجغرافيا والتشريع والأعداد وغيرها كلها مطلوبة لتحقيق الغرض. ولا مانع من القول بحضورها في القرآن لكن بعد التحري والتدقيق وفق القاعدة الدينية العامة من "التحرج من القول في القرآن بغير علم".

أما المقصد الثاني (علم إعجاز القرآن) فيبحث عنه ضمن دائرة "علم اللغة".

باختصار: التحدي غير المعجزة.

فلما سمع العرب الآية الأولى أدركوا أن هذا الكلام جديد على سمعهم ولا يستطيعونه فيما يستطيعون ..... فمن غير الحكمة أن نقول تحداهم بالمعرفة التشريحية والطبية الكامنة في كلمة "علق" ..... فالطب ليس من اختصاصهم ولا يدعونه فكيف يتحدون فيه؟؟؟

وقد يكون في الآية علم غير معروف حينذاك -كما بينه موريس بوكاي-وعرفناه اليوم فالقول إن هذا يصلح دليلا على أن القرآن من عند الله مسلم ولكن إقحامه في مسمى التحدي والمعاجزة شيء آخر.

وما ذكره الاخ مساعد بإجمال له بعض التفصيل في كلام أبي فهر محمود محمد شاكر-رحمه الله-والرجل كما هو معروف من أفضل من اختبر وحرر كلمة "منهج".قال في مقدمته للظاهرة القرآنية:

وحسن أن أزيل الآن لبسا قد يقع فيه الدارس لكتاب الظاهرة القرآنية، ففي مدخل الدراسة وفي بعض فصول الكتاب ما يوهم أن من مقاصده تثبيت قواعد في (علم إعجاز القرآن) من الوجه الذي يسمى به القرآن معجزا. وهو خطأ.

فإن منهج مالك في تأليفه دال أوضح الدلالة على أنه إنما عني بإثبات صحة دليل النبوة وبصدق دليل الوحي وأن القرآن تنزيل من عند الله وأنه كلام الله لا كلام بشر. وليس هذا هو (إعجاز القرآن) كما أسلفت بل هو أقرب إلى أن يكون بابا من (علم التوحيد) استطاع مالك أن يبلغ فيه غايات بعيدة ( ..... ) أما مسألة (إعجاز القرآن) فقد بقيت خارج الكتاب ..... انتهى كلامه رحمه الله.

(وقد أشرت إلى فهمه لإعجاز القرآن في مقال كتبت بعضه في منتدى الانتصار.)

الأستاذ محمود واضح جدا: فهو يميز بين غرض إثبات أن القرآن من عند الله وحده .... وبين إثبات إعجاز القرآن ... ومن هنا نقدر أيما تقدير مصطلح ابن تيمية –رحمه الله-فقد كان يفضل ان تسمى المعجزة "آية ": لأنها التسمية الشرعية ولأنها أعم من المعجزة: فكل ما ثبت منه دليل فهو آية وليس من اللازم أن تكون معجزة .... (يراجع كتابه النبوات)

وبناء على ما تقدم .... فإن كاتب المقال قد قصد بعنوانه: لا تحدي إلا بالبلاغة ......

وهذا صحيح لا غبار عليه –حسب تعبير الاخ مساعد-وكلام المعترضين له وجه فقط وفقط إذا كان مقصود الاخ موسى: لا يوجد في القرآن إلا البلاغة. .....

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[16 Mar 2006, 04:31 م]ـ

السلام عليكم

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله تعالى أن منَّ علي بعلماء مثلكم أتعلم منهم وأفيد منهم.

محور الموضوع، كما ذكر الفاضلان (الطيار) و (أبو عبد المعز). وهو أن التحدي كان قائما على ان يأتوا بمثل هذا القرآن، ومثله معروف بائن. فإعجاز القرآن من ناحية التحدي هو ببلاغته وبيانه. وهو ما ينسحب على جميع سوره، ولا تحدي بأقل من سورة واحدة.

أما الباب الثاني وهو احتواؤه على أمور علمية وتشريعية وغيبية ... وغيرها. فهو لا ينسحب على جميع سوره، ويجد في بعض الآيات دون سواها. فيمكن لنا ان نثبت ان قائل هذه الآية هو الله. ولا يمكن لنا أن نثبت ان قائل آية أخرى سواها، وقد تكون مجاورة لها؛ قبلها أو بعدها هو الله. وهنا مربط الفرس. فالقرآن كله من عند الله. وكما أسلفت في موضوعي المطروح بين أيديكم، أن وجود هذه الحقائق، هذا إن ثبت انها حقائق. فهو ولا شك لاريب فيه لأن القائل هو الله. ومن باب آخر فإن الحق سبحنه وتعالى لم يطالب في التحدي بان يأتوا بالحقائق العلمية، والتشريعات، والغيبيات، إذ أن هذا ليس هو مكان التحدي ولا مطلبه. وقد يقول قائل ان التحدي ليس شرطا في المعجزة وهذا صحيح، ولكنه في القرآن كان شرطا لازما لا إنفكاك عنه، بخلاف معجزات أُخر للنبي صلى الله عليه وسلم. مثل نبع الماء من بين أصابع يديه الكريمتين وحنين الجذع إليه، وانشقاق القمر، وغيرها مما هو معلوم لكم. ولم تكن هذه مطلب التحدي.

وعود على بدء، لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة، وكيف ذاك أساتذتي الذين خالفتم رأيي (روضة، و عدنان البحيصي)؟

فلو قلنا أن هناك إعجاز آخر للقرآن، فالضابط في ذلك هو وجوده في كل القرآن لا بعضه دون بعضه الآخر. فبلاغته وفصاحته وبيانه، هو ما انتظم فيه من أوله حتى آخره. ونحن نتحدث عن القرآن بوصفه كلا، ما يصدق على الجزء منه - وأقله سورة - يصدق عليه كله.

أما عن الأوجه الأخرى فلا تتصف بهذا المُمَيَز، وإن كانت تدل كما حررت اعلاه على انها هذه الآية والمحتوية على حقيقة ما بغض النظر عن وجهها وكنهها، هي دالة على أن مصدر هذه الآية لا غيرها من الله.

وقد يحتج البعض بحجة واهية، وهي أن مجرد ثبوت آية انها من عند الله بوجه آخر غير الوجه الرئيس.فهذا معناه أن القرآن بكل آياته هي من عند الله. وفي هذا الكلام ندقق النظر. إذ أنالوجه الذي ثبت في هذه الآية هو من جنس معين له وصفه الذي ينفرد به، ويختلف به عن غيره. وهو بخلاف الوجه اللغوي المتجانس والمتعاضد. وهنا تسقط الحجة من تلقاء نفسها.

وبعد إخواني الكرام، إنه لمما يشرفني ان اكتب في هذا المنتدى الطيب، فأرجوا منكم ألا تبخلوا علينا بالنصح.

موسى الزغاري

طالب علم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير