تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ينوّه الثعلبي (المتوفى عام427هـ) في تفسيره المعروف إلى هذا الكتاب مشيراً إلى أن أباحنيفة القزويني (الهروي) قد رواه لأحد معاصريه وهو أبو بكر محمد بن يعقوب الاستوائي. بينما يرى سزگين وريبين أن مؤلف تفسير الواضح هو أبو محمد عبدالله بن محمد بن وهب الدينوري (المتوفى عام308هـ).

ولكن حسبما أشار فان أس، فبروكلمان هو مصدر هذا الخطأ، وأنّ الدينوري ليس هو مؤلف تفسير الواضح. وأغرب من ذلك، فقد نُسب هذا الكتاب إلى عدة أشخاص من قبيل ابن الكلبي (المتوفى عام146هـ) والفيروزآبادي (المتوفى عام817هـ). إن ذكر سلسلتي السند في بداية هذا التفسير تتيح لنا أن نتوصل إلى هوية المؤلف. ووجود مخطوطات عديدة لهذا التفسير يرقى تاريخها إلى ما قبل ولادة الفيروزآبادي، تقطع الأمل بانتساب هذا التفسير إلى هذا الأخير.

في إحدى هذه المخطوطات، وهي مخطوطة المتحف البريطاني ( Or.9277) وردت مقدمة لا تشابه أخواتها في النسخ الأخرى، ونقتطف هنا مقطعاً منها:

«يقول أبو محمد الدينوري، مؤلف الواضح وجامعه: إن هذا التفسير نهل من مصادر شتى، واختصرها لأهل العلم والمعرفة ... ».

والسلسلتان الوارد ذكرهما في هذا التفسير هما:

السند الأول: «أخبرنا عبداللّه الثقة بن مأمون المروي (عبدالله بن مأمون الهروي الثقة) قال: اخبرنا ابي (مأمون بن احمد سلمي هروي) قال: اخبرنا ابوعبدالله (محمد بن كرام) قال: اخبرنا ابوعبيدالله محمود رازي قال: اخبرنا عمار بن عبدالمجيد الهروي قال: اخبرنا علي بن اسحاق سمرقندي عن محمد بن مروان (السدي الصغير) عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس».

السند الثاني: «عبدالله بن مبارك (الدينوري) قال حدثنا علي بن اسحاق سمرقندي عن محمد بن مروان عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس.»

وعبدالله بن مبارك الدينوري هذا هو غير عبدالله بن مبارك المروزي (المتوفى عام181هـ)، حيث يحتمل أنه الوارد اسمه في تاريخ نيشابور والمدفون في الحيرة.

ووفقاً لما ذكر، يمكن أن ننسب تفسير الواضح أو تنوير المقباس إلى عبدالله بن مبارك الدينوري، وهو من علماء الكرامية في نيشابور، وشاهد آخر على انتساب مؤلف التفسير إلى الفرقة الكرامية. كما ورد في ترجمة أبي حاتم محمد بن إسحق الخطبي (المتوفى عام488هـ)، وهو من علماء الكرامية في نيشابور، أنه قد قرأ تفسير الواضح على أبي حنيفة عبدالوهاب الهروي.

إلى جانب التفاسير الروائية، برز الكراميّون في العلوم القرآنية، ويعدّ كتاب

فيه ما فيه لأبي سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني الأنماري، العالم الكرامي الشهير، أقدم أثر وصلنا عنهم، ولم يقتصر على تناول مباحث العلوم القرآنية. ومن سياق عبارات هذا الأثر، يمكن أن نُقرنه بكتاب المباني لأحمد بن محمد العاصمي الذي سنتكلم عنه لاحقاً.

وبالنسبة للأنماري وكتابه التفسيري فيه ما فيه، فإننا عدا ما نقله العاصمي وبعض المنقولات الأخرى، لا نملك أيّ معلومات إضافية.

في زين الفتى، يذكر العاصمي مقتطفات حول موضوع ترتيب نزول القرآن الكريم نقلاً عن كتاب فيه ما فيه:

1. قد ذكره الشيخ أبو سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني الأنماري رحمه الله في كتاب فيه ما فيه أخبرنا عنه الشيخ أبوالقاسم عبدالله بن محمشاذ [بن أسحاق] بهراة قال أخبرني الشيخ أبوسهل الأنماري (زين الفتى، المخطوطة، الورقة أ 15، أ 268).

2. ذكره الشيخ أبو سهل الأنماري رحمه الله في كتاب فيه ما فيه أخبرنا الشيخ عبدالله بن محمشاذ رحمه الله بهراة قال أجاز لي الشيخ أبو سهل محمد بن محمد بن علي الأنماري رحمه الله على يدي أخي أبي عبدالله أحمد بن محمشاذ بكتاب فيه ما فيه قال أخبرنا ... (زين الفتى، المخطوطة، الورقة ب 16).

وقد ذكر الحسكاني هذه السلسلة من الأسانيد باختلاف مهم وهو: قراءة في التفسير تأليف أبي القاسم عبدالله بن محمشاذ بن إسحاق قال كتب إلينا أبو سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني قال ... .

3. أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن هيصم رحمه الله قال أخبرنا أبو النصر محمد بن علي الطالقاني قال حدثنا أبوسهل الأنماري (زين الفتى، الورقة ب 19). من هذه الرواية يمكن أن نستنبط أن أبا النصر محمد بن علي الطالقاني هو راوي كتاب فيه ما فيه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير