تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يسعدني أن أبعث إليكم نسخة مهداة من بحث كتبته وأنا أظن أنى أبو عذرته؛ويعلم الله أنى لم أعلم أنى سبقت إليه إلا بعد انتهائي منه وإرساله لمجمع الملك فهد يرحمه الله لطباعة المصحف الشريف لتحكيمه ونشره في مجلتهم العلمية ثم فوجئت بالاعتذار عن نشره مع إرسالهم نسخة مصورة من بحث الدكتور غانم الذي توصلت في بحثي إلى نفس النتيجة التي توصل إليها في بحثه مع زيادات علمية مهمة في بحثي لم يتطرق إليها كالتوسع في التعريف بابن بسطام وتصحيح بعض المعلومات التي ذكرها ابن الجزري ووهم فيها وتبعه من جاء بعده حتى الأخ الذي في الملتقى عندكم 0

وإني إذ أكتب إليكم هذه الحروف أتشرف بالمشاركة _إن سمحتم لي _ في الموضوع المطروح المتعلق بمؤلف كتاب المباني لنظم المعاني فأقول وبالله التوفيق:

ابن بسطام هو مؤلف المباني

وهذه حقيقة لا تقبل التغيير-عندي- حتى يؤتى بأدلة معارضة قوية ترقى إلى قوة الأدلة المثبة والتي ذكرها د/غانم الحمد، وذكرتها في بحثي، وحتى لا أكون ممن يلقى الكلام جزافا؛ فإن لي اعتراضات على الأدلة التي جاء بها الباحث مؤكداً بها نسبة الكتاب للعاصمي أعرضها على الباحثين ألخصها كالتالي:

1 - لدينا مصدر محايد نقل المعلومات التي في كتاب المباني وصرح باسم ابن بسطام ولم يذكر أصلا العاصمي؛ وأعنى بالمصدر كتاب الإيضاح للأندرابى.

2 - أنَّ مؤلف كتاب المباني المطبوع لايمكن – عندي – أن يكون هو مؤلف كتاب (زين الفتى) وذلك لأسباب واضحة تظهر من خلال ما في كتاب المباني مع النصوص القليلة التي ذكرت في الموقع نقلا عن كتاب زين الفتى وهي كالتالي:

أ- في كتاب المباني نصوص كثيرة جداً تبين موقف المؤلف من الشيخين الجليلين سيدنا أبى بكر وعمر رضي الله عنهما، وهو موقف التبجيل والتقدير والاحترام وخاصة من سيدنا عمر رضي الله عنه كما في ص 24س8:فأحبّ صلى الله عليه وسلم أن تكون تلك الفضيلة لأبى بكر من بعده ... وفى أخر سطر يقول: (وقد قال صلى الله عليه وسلم:اقتدوا باللذين من بعدى أبى بكر وعمر وقوله ص82س17:وإلا فإن عمر قد كان بحيث لاتأخذه في الله لومة لائم.

ب- اعتماد المؤلف على ما في صحيح البخاري، وهذا لايوافق المذهب الشيعي0

ج- صاحب المباني قسّم الأمة صنفين قال ص50س13:ألا ترى أن الأمة صنفان:صنف هم أهل السنة وصنف هم الشيعة فلو سألتهما جميعاً عن أصدق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمهم بالحلال والحرام لقال السني أبو بكر وقال الشيعي علي أ. هـ.

د-الرد العنيف على بعض المسائل التي يقول بها بعض الشيعة كقوله ص58س7:ومن زعم أن بعض القرآن سقط على المسلمين وقت جمع المصحف ..... فقد أعظم على الله الفرية ... الخ.

وقوله ص59س20:ولأن القرآن إذا سقط منه شيء بطل الباقي الخ وكما في ص89 - 93

ه- صاحب المباني لا يذكر السيدة عائشة رضي الله عنها إلا ويرضى عنها بل يدافع عنها كما فى ص191س2:وأما ماروي عن عائشة رضي الله عنها ... الخ وكقوله ص203س14: (لأنها رضوان الله عليها أجل من أن تكره شيئا وتنكره ثم تصير إليه لترتكبه وتذكره.

و-في كتاب المباني ذكر كثير لسيدنا علي رضي الله عنه متبوع بصيغة الترضية، وليس فيه موضع واحد أتبعه بصيغة (عليه السلام).

ز- الرد على الروافض وإمامهم تصريحاً كما في ص40و184

وغير هذه النصوص كثير في كتاب المباني يدل دلالة واضحة على أن مؤلفه – أياً كان – يختلف اختلافا ًكبيراً في المشرب الفكري والمذهب العقدي مع صاحب كتاب (زين الفتى) و الذي ظهر لي أنه شيعي المعتقد وذلك من خلال النصوص القليلة، وبيان ذلك كالتالي:

أ- صيغة (عليه السلام) في حق علي رضي الله عنه وأهل البيت،وهذا معلوم أنه ليس شعاراً للكرامية؛ بل هو للشيعة.

ب-الموضوعات المذكورة في كتاب (زين الفتى) كما هو واضح كلها مباحث شيعية ويغلب على ظني أن السبب في إفراد هذه السورة بالتأليف هو ما ذكره بعض المفسرين كالثعلبي والنقاش من أن بعض آياتها نزلت في سيدنا علي وفاطمة رضي الله عنهما ووضعوا لها قصة طويلة وجاءوا بأبيات مصنوعة ذكرها الإمام القرطبي في تفسيره ثم زيّفها، وقال الشيخ الطاهر ابن عاشور: (وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أهل لأن ينزل القرآن فيهم إلا أن هذه الأخبار ضعيفة أو موضوعة).

ج- وجود الكتاب عند الشيعة فقط مظنة بأنه شيعي خاصة وأنهم اهتموا به.

د- المقارنة بين سيدنا موسى عليه السلام وعلي رضي الله عنه ماذا تعنى؟

ه-ذكر القفطي أن العاصمي "أديب فاضل تميز في النحو والتصريف وأنه شرح المفضليات وله كتاب في التصريف " ومن هذه صفته لايمكن أن يكون كتاب المباني المطبوع من تأليفه لأنه مؤلف بأسلوب بعيد عن الأسلوب الأدبي.

وهناك نقطة يجب الانتباه إليها وذلك ما جاء في العبارة التي نقلها عن كتاب (زين الفتى) في تفسير آية البقرة حيث قال: على ما ذكرنا في كتاب الإبانة والإعراب وفى كتاب المباني لنظم المعاني فذكر (ت) ..... ولم يذكر ذلك انتهى.

وهنا أتساءل:

أ-لماذا وضعت التاء من (فذكرت) بين قوسين؟ وهل هذا من صنيع المحقق أم غيره؟

ب- قوله في آخر العبارة (ولم يذكر ذلك) من هو فاعل (يذكر)؟

أما قول الأخ وأظنه عبد الرحمن:مع هذه التصريحات لا يبقى شك ..... الخ فأقول:

بعد هذا الذي قدمته يجب إعادة النظر ليس فى مسألة أنَّ ابن بسطام ليس هو مؤلف المباني، لا، بل في مسألة أهم من ذلك وهي: هل العاصمي كرامي أم شيعي؟

والخلاصة عندي في الموضوع:

1 - ابن بسطام هو مؤلف المباني لنظم المعاني.

2 - العاصمي شيعي وليس كرامياً.

3 - قد يكون للعاصمي هذا كتاب بنفس العنوان لكن قطعاً ليس هو هذا المطبوع، وهذا أتذكر مثله الآن تشابه اسم شرح شعلة للشاطبية مع نفس اسم شرح الجعبري.

وفى الختام تقبلوا عذري وخطأي وإطالتي عليكم، والله يحفظكم ويرعاكم

والسلام عليكم

محبكم لله وفى الله

د/السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي الجكني

الأستاذ المساعد بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالمدينة المنورة

9/ 3/1427

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير